كريتر نت – كتب / أمجد ناصر
يتعرض جار الأرض القريب، القمر، بشكل مستمر لقصف من الكويكبات، لكن أغلب هذه الأحداث لا يراها الإنسان لأنها تحدث على الجانب المظلم من القمر.
وبحسب المصادر العلمية، يرتطم بالقمر أكثر من 6100 رطل تقريبا من المواد القادمة عبر النيازك، بشكل يومي، أي ما يقارب من 100 ألف صخرة، لكن معظم هذه الأجسام بحجم ذرة من الغبار، فيما بعضها الآخر كبير جدا .
القمر “ضحى بنفسه” في سبيل حياة الأرض
ويؤكد العلماء أن للقمر الجميل فائدة أخرى كبيرة جدا للبشرية، بعيدة كل البعد عن استخدام اسمه وجماله (القمر)، في أبيات الشعر وللتّغني بوجه الحبيب، حيث يشكل القمر مصدا فضائيا كبيرا يحمي كوكبنا الأزرق، منع ملايين الصخور الكونية من الارتطام بالأرض على مدى حياته، واستقبلها مضحيا بنفسه في سبيل، حبيبه الأزلي، كوكب الأرض، إن صحت التسمية، الحبيب الذي انفصل عنه قبل ملايين السنين، بحسب بعض النظريات، لكنه لحسن الحظ، لم يلتق به إلى يومنا هذا، أي لم يصطدم به.
ويعتقد العلماء أنه لولا هذه التضحية الكبيرة من الجار الجميل، لما وجدت الحياة على كوكب الأرض، وربما لارتطمت بكوكبنا ملايين الصخور التي ستجعل أرضنا تفقد بريقها الأزرق الجميل ويحولها إلى اللون الأحمر المشابه للمريخ.
القمر يقدم هدية ثمينة لمخلوقات الأرض
بالإضافة إلى ذلك، فإن القمر الذي يقدر العلماء عمره بحوالي 4.53 مليار سنة، ويبعد نحو 240 ألف ميل عن الأرض التي يقدر عمرها بحوالي 4.54 مليار سنة، يمنح لأرضنا ظاهرة المد والجزر التي توفر للحيوانات وسيلة هجرة طبيعية وأداة ملاحية تحدد لهم الاتجاهات بسبب نوره الجميل.
ونشرت قناة متخصصة بالرسوم الحاسوبية المتطورة تحمل اسم ” Hazegrayart” على صفحتها في يوتيوب مشاهد مذهلة للتضحية الكبيرة التي قدمها القمر في سبيل الأرض.
ولأن التقاط مشاهد ارتطام هذه الصخور على الجانب المظلم من القمر هو أمر نادر جدا ومن الصعب تسجيله ورصده، فقد قامت الشركة بإنشاء مشاهد تحاكي هذه الاصطدامات، والتي بدت واقعية بشكل مذهل، بحسب “ديلي ميل” البريطانية.
ورصد الاتحاد الفلكي الدولي، في الوقت الحالي، نحو 9137 حفرة على سطح القمر، منها 1675 حفرة مؤرخة، يتوقع العلماء أن أغلبها ناتج عن الاصطدامات.
ويقدر العلماء أن سرعة الكويكبات التي ارتطمت بالقمر تبدأ من نحو 45 ألف ميل في الساعة إلى نحو 160 ألف ميل في الساعة، حيث تشكل هذه السرعات طاقة انفجارية “لا يمكن تخيلها”، أي أن صخرة بحجم 10 أرطال تتسبب بحدوث حفرة كبيرة وتنثر نحو 165000 رطلا من التربة والصخور القمرية على مسارات باليستية فوق سطح القمر.
ولكن، في بعض الأحيان يستطيع العلماء التقاط وتسجيل مثل هذه الأحداث، على سبيل المثال، في عام 2013، أعلنت وكالة “ناسا” أن أحد التلسكوبات التقط مشاهد للحظة اصطدام نيزك بوزن 88 رطلاً بالقمر، وبحسب البيان: “لقد انفجرت وسببت وميضا بلغ سطوعه ما يقرب من 10 أضعاف سطوع أي شيء شاهده الإنسان من قبل”.
وقالت “ناسا” إن الوميض كان ساطعا لدرجة أن أي شخص ينظر إلى القمر في لحظة الاصطدام يمكن أن يراه بدون تلسكوب .
المصدر / (سبوتنيك