كريتر نت – أندبندنت عربية
في كل مرة يفشل هجومها الضاغط نحو مدينة مأرب الاستراتيجية (شرق اليمن)، تباشر ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران بقصفها بالصواريخ الباليستية والطائرات المفخخة مستهدفة التجمعات والأحياء المدنية الآهلة بالسكان.
وجددت الميليشيا الحوثية هجماتها الصاروخية على المدينة، بصواريخ باليستية عدة استهدفت أحياء المطار والروضة والشبواني السكنية.
وعادة ما يستهدف الحوثيون خامس أكبر المدن اليمنية مساحة، بعديد من الصواريخ والطائرات المسيرة، بغرض الاستيلاء عليها، ما يخلف عشرات الضحايا في أوساط المدنيين، وأضراراً كبيرة في المباني والبنية التحتية.
إخضاع مأرب
وتأتي هذه الهجمات، بعد أن حققت قوات الجيش والمقاومة على مدى الأيام الماضية تقدماً ميدانياً في المحافظة النفطية، فيما أكد موقع “سبتمبر نت” الناطق باسم الجيش اليمني، أن الميليشيات الحوثية تكبدت خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، ما يعزز فرضية الجيش اليمني الذي يتهم الحوثيين بقصف الأحياء المدنية عقب أي انتكاسة تُمنى بها قوات الجماعة المدعومة من إيران.
ويرى مراقبون أن الحوثيين يلجأون لقصف المدن في محاولة لإخضاع المجتمع المقاوم لهم، كما هي الحال في محافظة مأرب.
مقتل 115 حوثياً
وفي وقت سابق، أعلن تحالف دعم الشرعية في اليمن، الأحد (5-12-2021)، تدمير 4 طائرات مسيرة أطلقتها ميليشيا الحوثي لاستهداف المنطقة الجنوبية في السعودية، مؤكداً تنفيذ 19 استهدافاً لمواقع الميليشيات في مأرب والجوف (شمال شرق) خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وتفصيلاً لنتائج الغارات التي شنها، أوضح التحالف أن الاستهدافات الجوية دمرت 14 آلية وخسائر بشرية تجاوزت 115 عنصراً من الحوثيين، لافتاً إلى أن إطلاق المسيرات تزامن مع إطلاق 4 صواريخ باليستية باتجاه مأرب.
الاحتماء بالسكان
وأوضح أنه رصد استخدام الحوثيين منشآت ذات طابع مدني لعملية التحضير والإطلاق. وتتهم الحكومة اليمنية والتحالف العربي ميليشيا الحوثي بالاحتماء بالأعيان المدنية والسكانية واستخدامها منطلقاً لعملياته الهجومية لإدراكه المسبق توخي كل من الجيش اليمني والتحالف العربي القانون الدولي الإنساني خلال العمليات العسكرية، وتجنب استهداف المواقع السكنية، على الرغم من تأكد وجود عناصر حوثية تحتمي بها.
نار في الروضة
وفيما الغارات الجوية التي تغطي سماء مأرب لمنع تسلل الأنساق الحوثية التي لا تتوقف، تجددت المعارك العنيفة بين قوات الجيش الوطني، المسنودة برجال القبائل، وميليشيا الحوثي جنوبي محافظة مأرب.
وقالت مصادر عسكرية، إن معارك عنيفة دارت بين الطرفين في منطقة “روضة ذَنَة” عقب قيام الميليشيات بمعاودة هجومها الواسع من عدة محاور باتجاه مواقع الجيش، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المليشيا، فيما شنت مقاتلات التحالف سلسلة غارات استهدفت مواقع متفرقة في الجبهة ذاتها.
ومنذ فبراير (شباط) مطلع العام الجاري، تحاول الميليشيا إحداث اختراق في مدينة مأرب الغنية بالنفط وإسقاط المدينة أهم معقل للحكومة الشرعية الواقعة على بعد 120 كيلومتراً شرق العاصمة صنعاء، حيث يعيش نحو مليوني نازح، في ظل مقاومة شديدة من الحكومة اليمنية والمقاومة الشعبية.
مقتل نحو 15 ألف مقاتل من الحوثيين
وخسرت الميليشيا من مقاتليها، بحسب إحصاءات نقلتها منظمات وفقاً لما تعلنه وسائل الإعلام الموالية للميليشيا، قرابة 15 ألف مقاتل، وضعفهم من الجرحى والمعاقين.
ويصد الجيش الوطني ضمن ألوية مدربة هجمات الميليشيا مع حضور كثيف غير مسبوق لرجال القبائل، بغطاء جوي كثيف للتحالف العربي الداعم للشرعية في التصدي لهجوم الحوثيين على المحافظة التي خسروها في عام 2015م.
الزحف
من جهة أخرى، أكد الحوثيون الشهر الماضي أنهم سيواصلون محاولة التقدم نحو مدينة مأرب على الرغم من الخسائر البشرية والمادية الكبرى في صفوفهم.
الناطق باسم الجناح العسكري للجماعة الموالية لإيران، يحيى سريع، وبحسب ما نقلت عنه قناة “المسيرة”، تحدث عن عمليات هجومية نفذتها قواته في محيط مأرب أدت إلى “مقتل وإصابة وأسر 1840 في صفوف العدوان، بينهم 550 قتيلاً و1200 مصاب و90 أسيراً”.
نزوح ووضع صعب
وتسببت العمليات العسكرية في مأرب في سقوط المئات من الضحايا المدنيين، إضافة إلى تجدد موجات كبيرة من النزوح القسري للسكان المحليين نحو مناطق بعيدة عن المواجهات في ظل فقر متفشٍّ وظروف إنسانية صعبة، وسط مخاوف دولية متزايدة من سقوط ضحايا آخرين مع تصاعد وتيرة الهجوم الحوثي على المدينة التي يقطنها أكثر من مليوني شخص، وفقاً لإحصاءات رسمية.
اعتراف إيراني
وفي الثالث من الشهر الجاري، اعترفت إيران مجدداً، بدعمها الصريح لميليشيا الحوثي في اليمن. ووصف قائد “فيلق قدس” الذراع الدولي للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني الحوثيين بأنهم “أولاد ثقافة المقاومة” في إشارة إلى الميليشيات التي تدعمها إيران في عدد من البلدان العربية منها لبنان والعراق وسوريا.
وقال قاآني، إن “الحوثيين لم يملكوا في السابق غير أسلحة من نوع كلاشينكوف وآر بي جي … لكنهم قاتلوا خلال السنوات الماضية بشكل جميل… إنهم يصنعون الآن صواريخ يصل مداها إلى أكثر من ألف كيلومتر، وكذلك طائرات من دون طيار”.
يذكر أنه مضى قرابة السبعة أعوام على الحرب في اليمن بين الحكومة الشرعية التي يساندها منذ عام 2015 التحالف العسكري بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، الذين انقلبوا على السلطة والدولة، وسيطروا على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها، من بينها العاصمة صنعاء منذ 2014.