كريتر نت – وكالات
أعلنت السفارة السعودية في باريس مساء الثلاثاء، أن السعودي الذي أوقف في وقت سابق من النهار في فرنسا لا علاقة له بجريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول في 2018، وطالبت بـ”إخلاء سبيله فوراً”.
وجاء في بيان للسفارة السعودية أن المواطن السعودي المشتبه فيه “لا علاقة له بالقضية المتناولة”، مؤكدة أن “القضاء السعودي قد اتخذ أحكاماً حيال كل من ثبتت مشاركته في قضية المواطن جمال خاشقجي -رحمه الله-، وهم حالياً يقضون عقوباتهم المقررة”.
زيارة ماكرون
وجاءت عملية التوقيف بعد ثلاثة أيام على زيارة ناجحة قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى السعودية ولقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في جدة.
وناقش الأمير محمد بن سلمان وماكرون مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار والسلم الدوليين، إلى جانب تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا والمسائل ذات الاهتمام المشترك، حسبما ذكر البيان الحكومي السعودي.
وقال ماكرون قبل وصوله إلى السعودية، إن من الضروري الحوار مع الرياض “الدولة الخليجية الأولى من حيث الحجم”، للتمكن من “العمل على استقرار المنطقة”.
وأكدت الرئاسة الفرنسية أن “الرياض لاعب رئيس في المنطقة” موضحة “لا يمكننا تخيل أن تكون لدينا سياسة طموحة في الشرق الأوسط من دون حوار معمق” مع السعودية، التي وصفتها بالاقتصاد الرئيس في المنطقة والعضو في مجموعة العشرين.
صفقات وعقود
وشهدت زيارة الرئيس الفرنسي إلى المملكة توقيع عدة اتفاقيات مليارية تضمنت مشروعاً مشتركاً بين “السعودية للصناعات العسكرية” و”إيرباص” في مجال الطيران العسكري.
وتتوزع مساهمة المشروع إلى 51 في المئة لـ”السعودية للصناعات العسكرية” و49 في المئة لـ “إيرباص”. ويهدف المشروع المشترك إلى بناء منشأة لإنتاج هياكل الطائرات في السعودية، بإيرادات متوقعة تبلغ 200 مليون دولار بحلول 2030.
كما شهدت الزيارة توقيع “طيران ناس” اتفاق لصيانة محركات مع CFM International بـ 4 مليارات دولار، بينما وقعت الخطوط السعودية اتفاقاً مع نفس الشركة بـ 8.5 مليار دولار بالأسعار المعلنة.
أنباء كاذبة
وقال مسؤول سعودي، في وقت سابق الثلاثاء، إن أنباء اعتقال أحد المتهمين بقتل خاشقجي في فرنسا كاذبة ومسألة خطأ في تحديد الهوية. وأضاف في بيان إلى “رويترز”، رداً على طلب للتعليق، أن المدانين بارتكاب الجريمة يقضون حالياً عقوباتهم في السعودية.
وكانت السلطات الفرنسية أوقفت صباح الثلاثاء في مطار رواسي شارل ديغول في باريس رجلاً يحمل جواز سفر باسم خالد العتيبي، بينما كان يستعد للصعود إلى طائرة متوجهة إلى الرياض، ووضعته في الحبس الاحتياطي، وفق مصدر قريب من الملف، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
من جانبها، قالت منظمة مراسلون بلا حدود، ومقرها باريس، إنها ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة لينظر قاضي تحقيق فرنسي القضية المحتملة ضد المواطن السعودي. وأضافت أنها قدمت شكوى في 2019 ضد مشتبه فيه في قتل خاشقجي ظلت سرية.
معلومات غير صحيحة
وكانت وزارة الخارجية السعودية قد رفضت في 26 فبراير (شباط) الماضي تقريراً أميركياً بشأن مقتل خاشقجي أفرجت عنه وكالة المخابرات المركزية الأميركية.
واعتبرت الوزارة في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية “واس” حينها أن التقرير الأميركي استند إلى “معلومات غير صحيحة”.
وذكر “أن حكومة المملكة ترفض رفضاً قاطعاً ما ورد في التقرير من استنتاجات مسيئة وغير صحيحة عن قيادة المملكة، ولا يمكن قبولها بأي حال من الأحوال، كما أن التقرير تضمن جملة من المعلومات والاستنتاجات الأخرى غير الصحيحة”.
والتقرير الأميركي المكون من أربع صفحات، قال إنه استنتج أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان أجاز عملية في إسطنبول، لاعتقال جمال خاشقجي” واعتبر أنه “على الأرجح قد أجاز قتله”.
وفيما لم يحمل التقرير دليلاً مباشراً على مسؤولية ولي العهد السعودي، إلا أنه ربط بينه وتورط أشخاص من دائرته المقربة.
وفي معرض إشارتها إلى التحقيقات السابقة قالت الخارجية السعودية، “إن هذه جريمة نكراء شكلت انتهاكاً صارخاً لقوانين المملكة وقيمها، ارتكبتها مجموعة تجاوزت كافة الأنظمة وخالفت صلاحيات الأجهزة التي كانوا يعملون فيها، وقد اتُخذت جميع الإجراءات القضائية اللازمة للتحقيق معهم وتقديمهم للعدالة، حيث صدرت بحقهم أحكام قضائية نهائية رحبت بها أسرة خاشقجي”.