كتب : محمد الثريا
البيان السعودي – الإماراتي ليس فيه ما يثير الإهتمام، هو تعبير عن جهد دبلوماسي أخر لإحتواء نقاط التباين مبكرا وكبح سيناريو التصادم مستقبلا بين الجارين بدافع إستمرار سباق المصالح بينهما وتحسبا لتحولات موقف الراعي الأميركي وربما تحاشيا لإستثمار الخصوم الإقليميين بؤر التوتر بين القطبين الخليجيين، وعليه كان هنا على الجارين حذقا الإعلان من خلال بيان مشترك نيتهما الكاملة في تجاوز كل تلك الهواجس .
الإطالة في عرض البيان للقضايا الهامشية ومحاولة التركيز على عنصر تطابق الرؤى حولها لاينفي حقيقة وجود تباين وخلاف صامت بين البلدين في جوانب أهم .
كمية الملفات وتنوعها في معرض البيان بما في ذلك قضايا خارج حدود الخليج والمنطقة يعكس رغبة البلدين في صنع إنطباع جديد حول تفاعلهما وتأثيرهما الخارجي، هنا سعى البلدان إلى تقديم نفسيهما كقوى إقليمية حاضرة في الوقت الذي عجزا فيه عن إقناع دول الجوار بجدوى تأثيرهما وتدخلهما في ملفات المنطقة الساخنة، وعند هذه النقطة في رأيي انفصل البيان عن الواقعية وبدا منتشيا بلا معنى رغم أنه يظل خطابا مشروعا .
بشأن اليمن، البيان جاء بمثابة دعوة صريحة لتدخل الحلفاء الدوليين بشكل أوسع وبما يرونه مناسبا، إذ أوحى صدى البيان الى عدم جدوى جهود البلدين السياسية وإفتقارهما في الوقت الحالي لأي رؤية أو آلية قريبة لتحقيق السلام، وبالتالي كان متوقعا هنا عودتهما للمربع الأول وإعلان التزامهما بمرجعيات الحل الثلاث رغم تأكيد الحديث سابقا عن الوصول إلى طريق مسدود بشأنها ..
خلاصة ذلك، أن جميع ما تطرق له البيان لم يكن سوى وقائع وحقائق ملموسة تم إعادة تعريفها بغرض تطوير البعض وطي الأخر وبما يخدم العلاقة بين البلدين .