كريتر نت – متابعات
أصدرت السعودية وقطر، الخميس، بياناً مشتركاً في ختام زيارة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي إلى الدوحة، التي شهدت عقد جلسة مباحثات بين ولي العهد، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وعقد الاجتماع السادس لمجلس التنسيق السعودي القطري.
وأفاد البيان، بأن جلسة المباحثات شهدت استعراض القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وبحث الفرص المتاحة في البلدين في شتى المجالات السياسية، والعسكرية، والأمنية، والاقتصادية، والتجارية، والاستثمارية، والصناعية، والثقافية، والرياضية، والبيئة، والطاقة، والبنى التحتية.
وقال البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السعودية (واس)، إن الجانبين أكدا خلال الاجتماع السادس لمجلس التنسيق السعودي القطري، عزمهما على تعزيز التعاون تجاه جميع القضايا السياسية، والسعي لبلورة مواقف مشتركة تحفظ للبلدين أمنهما واستقرارهما، وأهمية استمرار التنسيق والتشاور إزاء التطورات والمستجدات في كافة المحافل الثنائية والمتعددة الأطراف وبما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في البلدين والمنطقة.
وفي الشأن الأمني والعسكري، أعرب الجانبان عن “ارتياحهما للتعاون العسكري بين البلدين”، وأكدا استمرار التعاون في هذا المجال وتعزيز تبادل المعلومات والزيارات والتدريبات المشتركة والاستفادة من الخبرات في المجالات التخصصية، وتبادل الابتعاث للكليات والأكاديميات العسكرية في البلدين، وتفعيل الاتفاقيات الأمنية الموقعة بينهما.
وفي الشأن الاقتصادي والتجاري، أكد الجانبان عزمهما على تطوير أوجه التعاون القائمة والعمل على زيادة حجم التجارة البينية، وتسهيل تدفق الحركة التجارية والاستفادة من الفرص الاقتصادية والتجارية والصناعية بما يسهم في تمكين القطاع الخاص للدفع بالتبادل التجاري بين البلدين إلى آفاق أوسع من شأنها تنمية الصادرات وتنويع مصادر الدخل في البلدين.
وتبادل الجانبان وجهات النظر حول المسائل والقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، وأكّدا العمل على تنسيق مواقفهما بما يخدم مصالحهما ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.
الشرق الأوسط: تحقيق السلام
وأكد الجانبان على مضامين “بيان العُلا” الصادر في 5 يناير الماضي، واستعرضا رؤية الملك سلمان بن عبدالعزيز التي أقرها المجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في ديسمبر 2015، وأكدّا دعمهما لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط، وأهمية التوصل إلى تسوية شاملة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي وفقاً لحل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ومبادرة السلام العربية، بما يكفل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وأكدا على أهمية تضافر الجهود الدولية في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني.
اليمن: توافق على الحل الشامل
وفي الشأن اليمني، أشاد الجانبان بتوافق وجهات نظرهما حول مواصلة جهودهما لإيجاد حل سياسي شامل للأزمة يقوم على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216.
ونوه الجانب القطري بالمبادرة السعودية لإنهاء الأزمة ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني.
العراق: حكومة استقرار
ورحب الجانبان بنجاح العملية الانتخابية في العراق، وأعربا عن تمنياتهما بتشكيل حكومة تستمر في العمل من أجل أمن واستقرار العراق وتنميته.
السودان: استمرار الدعم
كما رحب الجانبان بما توصلت إليه أطراف المرحلة الانتقالية في السودان من تفاهمات، وأكدا استمرار دعمهما لكل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار في السودان، وتمنياتهما للسودان وشعبه الشقيق بالاستقرار والازدهار.
لبنان: إصلاحات شاملة
وفي الشأن اللبناني أكد الجانبان على أهمية إجراء إصلاحات شاملة تضمن تجاوز لبنان لأزماته، وألاّ يكون لبنان منطلقاً لأي أعمال تزعزع أمن واستقرار المنطقة أو ممراً لتجارة المخدرات.
سوريا وليبيا: حل سياسي
وفي الشأن السوري، أكد الجانبان على أهمية الوصول إلى حل سياسي للأزمة في وفقاً لإعلان جنيف 1، وقرار مجلس الأمن رقم 2254 لإنهاء المعاناة الإنسانية للشعب السوري، والحفاظ على وحدة سوريا وسلامة أراضيها، ودعم جهود المبعوث الأممي الخاص بسوريا.
وفي الشأن الليبي، أكدا أهمية الوصول إلى حل سياسي للأزمة الليبية وفق قرارات الشرعية الدولية وبما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.
أفغانستان: اجتماع استثنائي
وفي ما يتعلق بأفغانستان، أكد الجانبان ضرورة دعم الأمن والاستقرار في أفغانستان و”عدم السماح بوجود ملاذات آمنة للإرهابيين والمتطرفين فيها”، وأكدا “ضرورة استمرار الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب”.
وشدد الجانبان على أهمية دعم جهود الإغاثة والأعمال الإنسانية في أفغانستان، فيما أشاد الجانب السعودي بجهود الوساطة التي بذلتها قطر لتحقيق السلام في أفغانستان ودورها الحيوي في عمليات إجلاء المواطنين الأجانب وإعادة تشغيل مطار كابول، بينما ثمّن الجانب القطري دعوة المملكة لعقد اجتماع وزاري استثنائي لدول منظمة التعاون الإسلامي، في 19 ديسمبر، لمناقشة الوضع في أفغانستان.
إيران: التصدي للملف النووي والصاروخي
وأكدا أهمية التعاون والتعامل بشكل جدّي وفعال مع الملف النووي والصاروخي لإيران بجميع مكوناته وتداعياته بما يُسهم في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، وتأكيد مبادئ حُسن الجوار واحترام القرارات الأممية والشرعية الدولية، وتجنيب المنطقة كافة الأنشطة المزعزعة للاستقرار.
وأثنى الجانبان على جهودهما في مجال مكافحة الإرهاب وتمويله، وعلى جهودهما المشتركة في إطار عمل “المركز الدولي لاستهداف تمويل الإرهاب” الذي يتخذ من الرياض مركزاً.
تعاون حول سياسات المناخ
واتفق الجانبان على تعزيز سبل التعاون بشأن سياسات المناخ الدولية، والتعاون على تنفيذ مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان، والتعاون حول تطبيق نهج الاقتصاد الدائري للكربون، والسعي إلى إنشاء مجمع إقليمي لاستخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه، للإسهام في معالجة الانبعاثات الكربونية بطريقة مستدامة اقتصادياً، إضافة إلى التعاون في مجالات كفاءة الطاقة، والطاقة المتجددة، والتقنيات النظيفة للموارد الهيدروكربونية، وتطوير المشروعات ذات العلاقة بهذه المجالات، للإسهام في استدامة الطلب على إمدادات الطاقة عالمياً.
وأعرب الجانب السعودي عن تقديره لدعم قطر مبادرات الشرق الأوسط الأخضر المهمة وإعلانها زرع مليون شجرة قبل بطولة كأس العالم 2022، وزراعة 10 ملايين شجرة بحلول 2030.
تعاون في قطاع الطاقة
وأكد الجانبان على أهمية تعزيز استفادة البلدين من الربط الكهربائي، وتعظيم الاستفادة من المحتوى المحلي في مشروعات الطاقة، وتشجيع الشراء من المنتجات المصنعة في البلدين وتبادل الخبرات، والتعاون على تحفيز الابتكار، وتطبيق التقنيات الناشئة في قطاعات الطاقة، وتطوير البيئة الحاضنة لها.
واتفق الجانبان على تمكين فرص التكامل الاستثماري بين البلدين وتعزيزها في قطاعات النقل الجوي والاتصالات وتقنية المعلومات، وتمكين ريادة الأعمال والتقنية بين شركات البلدين، وتطوير الكوادر العاملة في مجالات الأمن السيبراني والتقنيات المالية والتسويق الرقمي، والاستفادة من الفرص المتعلقة بمشروعات البنى التحتية والمناطق الحرة واللوجستية، والغاز والطاقة، والحوافز الممنوحة لقطاع الأعمال في البلدين خاصة خلال فترة استضافة قطر لبطولة كأس العالم 2022، بما يسهم في إنجاح هذه الفعالية الكبرى ويحقق رؤيتي البلدين 2030.
صورة إيجابية
وفي الشأن الثقافي والاجتماعي، اتفق الجانبان على ضرورة تنسيق الجهود لإبراز الصورة الإيجابية لمواطني البلدين خاصة فئة الشباب، وأكدا تعزيز الجهود المشتركة في استضافة الفعاليات المحلية والدولية، الثقافية منها والرياضية، وتنسيق المشاركات فيها بين الجانبين بما يحقق النتائج المأمولة ويعكس الصورة الحقيقية لشباب البلدين الشقيقين، وتنفيذ برامج وخطط للترويج والتسويق بشكل ثنائي للمهرجانات والندوات والمؤتمرات الثقافية والترفيهية المحلية والدولية وبما يعزز من الحراك الثقافي بينهما، وتمكين القطاع الخاص ودفعه لاستغلال الفرص المتاحة والإمكانات المتنوعة في البلدين الشقيقين، والعمل على تطوير الكوادر البشرية العاملة من خلال تنفيذ برامج للتدريب.