كتب : مايا الحديبي
اجمل وافضل مافي هذه الاوضاع وبرغم قساوتها ومترتباتها على جميع الاصعدة المذهبية والمناطقية والاجتماعية والوطنية, انها عرت الجميع واظهرتهم على حقائقهم , اقصد بذلك الجيش والاحزاب والاشكال القائمة في البلد بمختلف مسمياتها, بما في ذلك القبيلة التي ظهرت اشبه بسيف من خشب او اسد مفرشة بحسب المثل اليمني.
ظلت القبيلة واحدة من اوراق لعبة حكم علي عفاش ولاكثر من 33 عام , اذ عمل بكل اماكنات سلطته واجهزته التنفيذية والعسكرية والامنية وبنكه المركزي , على اعطاء صورة غير حقيقية ومبالغ فيها عن القبيلة وقدراتها المزركشة برتوش نظام ادوات نظامه واعلامه المخادع , حين صور القبيلة وقدمها على ذلكم النحو المبالغ فيه, حيث كان الهدف من ذلك اذلال المحافظات المدنية على اساس تجذير سيطرته وتعميم نفوذه على كامل البلاد.
ايجابية الحوثي الوحيدة انه قدم القبيلة على حقيقة امكانياتها وقدراتها المتواضعة جدا, حين اقدم على ضرب القبيلة واذلال مشائخها بتلك البساطة , وعلى نحو ماشاهدناه مع الشيخ صادق الاحمر في منزل العائلة بصنعاء وهو يترجى عدم تصوير مهانته, وقبلها تفجير منزل العائلة في عمقها القبلي بخمر , دون ان يحرك ذلك ساكن قبيلة حاشد التي ادوشنا عفاش بالحديث عنها في محاولة بائسة لفرض سلطته وهيمنته على البلد , ناهيكم طبعا عن ماطال آخرين من مشائخ القبائل وفي مناطقهم القبلية.
والخلاصة, لم تعد القبيلة رقما يؤخذ في اعتبار اي معادلة سياسية في البلاد, او حلول مقترحة لما هو قائم من الاوضاع وتصور الحلول لتجاوزها.
الغريب والمدهش في موضوع القبيلة, اقدام المبعوث الدولي على اللقاء بوفد قبلي في اطار لقاءاته بالمكونات السياسية على طريق ايجاد الحلول المناسبة لايقاف الحرب.
ترى الى ماذا يرمي المبعوث الدولي من هذا اللقاء بعد ان كان اليمنيين قد نسوا شيء اسمه قبيلة ومايطلق عليه الشيخ او الزعيم القبلي , خاصة ونحن على قناعة مسبقة ان الاوضاع العامة في اليمن كما هو في غيرها من البلدان العربية تدار تحت سقف دولي, هو من يتحكم بمصائرها وتوجهاتها وصنع مقدمات النتائج المرجوة في النهاية, وان الوجوه الدولية المكلفة تحت تسميات مبعوثين وغيرها من الاوصاف, ماهم الا مندوبين لهذه القوى وممثلين لمصالحها.
اذا ماهو الهدف من اللقاء بوفد قبلي اثبتت الاحداث الجارية في البلاد ان لاوزن ولا قيمة ولا تأثير لهذا المكون الاجتماعي غير المنتج ومن يعيش على جهد وتعب وعرق الاخرين.