كريتر نت – متابعات خاصة
بفوز تاريخي على السعودية توج المنتخب اليمني للناشئين بكلا لكأس غرب أسيا للناشئين لكرة القدم 2021 لأول مرة في تاريخه وذلك عقب فوزة على نظيرة السعودي بركلات الترجيح (4-3) بعد انتهاء المباراة والوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي لهدف لكلاً منهما في المباراة التي جمعتهم في استاد محمد بن فهد بمدينة الدمام بالسعودية والتي تستضيفها على أرضها وبين جماهيرها .
وفي مشهدٍ غير مسبوق وبمظاهر غير تقليدية، بل وتلقائية، عمت احتفالات اليمنيين بهذا الفوز كل مدن اليمن دون استثناء رغم حالة التمزق السياسي جراء الحرب الضروس الدائرة على أرضه للعام السابع على التوالي.
وبلغت نشوة النصر ببعضهم حد إطلاق الذخيرة الحية في الهواء فضلاً عن الألعاب النارية وإيقاد المشاعل على أسطح البيوت وفي الطرقات.
ربما كانت الظروف الصعبة التي جمعت شتات هؤلاء اللاعبين اليمنيين الفقراء الموهوبين من مختلف مناطق البلاد المنقسمة هي الباعث على ذلك الفرح الذي يعود في جانب منه إلى حالة (التعاطف) مع حلم هؤلاء الناشئة في إعادة رسم صورة اليمن التي شوهتها سنوات الحرب.
بإجماع أغلب المحللين والمعلقين الرياضيين أمتع المنتخب اليمني للناشئين جمهور كرة القدم بتقنيات فنية أقرب إلى الاحتراف العالي، وبأداء تنافسي مثير للإعجاب ، رغم تواضع إمكانات إعداده وتدريبه لمثل هذا المستوى من المنافسات العالمية.
الأهم من هذا أن المنتخب استطاع بجهود ذاتية تكوين فريقه المتجانس بوعي رياضي تامٍ مترفع عن الاختلافات المناطقية والمذهبية والسياسية ، وأن يواصل مسيرته بإمكانات مادية شحيحة للغاية، وأن يقدم في النهاية إنجازاً أبهر حتى بعض مشجعي المنتخب السعودي على مدرجات ملعب الأمير محمد بن فهد في مدينة الدمام.
اجمع الشارع اليمني عبر السوشيل ميديا أن فوز المنتخب هي الفرحة الوحيدة للشعب اليمني منذ سبع سنوات جاءت من أحذية اللاعبين وليس من عقول السياسيين.
“كريتر نت” رصد أصدى هذا الإنجاز التاريخي الذي حقق منتخب الناشئين هذا الفوز الذي جعل ليلة “13” من ديسمبر 2021 م ليلة استثنائية عادت فيها الفرحة قلوب اليمنيين والبسمة إلى شفاههم بعد أن غابت عنهم لسبع سنوات جراء الحرب المدمرة.
رسالة فاقت كل الرسائل
الدكتور ياسين سعيد نعمان السفير اليمني في المملكة المتحدة البريطانية علق على فوز منتخب الناشئين ببطولة غرب آسيا بعد فوزه في المباراة النهائية على منتخب المملكة العربية السعودية .
وقال نعمان في منشور علي فيسبوك: من بين رماد الحرب يخرج جيل جديد يقدم اليمن للوطن العربي وللعالم بايقاعات كرة القدم في صورة يحتشد فيها التاريخ والمستقبل متجاوزين الحاضر الغث بكل ما فيه من أورام وإحباطات وغبار .
وتابع قائلا: قبح الله كل من يحاول أن يقمع هذا اليمن العظيم بالبندقية ليسوق مشروع أسياده في بلد كان وسيظل سيد نفسه ، هذه هي الرسالة التي يوجهها هؤلاء الشباب من ساحات وميادين كرة القدم اليوم ، وهي رسالة فاقت كل الرسائل فيما حملته من إصرار على أن هنالك يمن أقوى من الحروب ، ولطالما بعث منتصراً من بين الأنقاض ، يمن لا يقبل سيدا كرتونياً ، ولن يرضى إلا أن يكون سيد نفسه .
جسر الهوة
وقال الرجل الثاني في الحزب الاشتراكي اليمني الدكتور محمد المخلافي :
عبرت الاحتفالات التلفائية لليمنيين في الداخل والخارج عن أمال وتطلعات الشعب إلى عودة الحياة الطبيعية وان المعاناة تخلق الابداع وتفجر الطاقات وهذا ما أظهره لاعبي المنتخب هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أثبتت الرياضة بأنها مثل ماهي رسالة تعايش وسلام بين الشعوب فهي كذلك قيم سامية ونبيل في الداخل تمتلك القدرة على جسر الهوة التي أحدثتها السياسة والحروب وتمد جسور المحبة والتسامح بين فئات وشرائح المجتمع توحد رغبتهم في الرفعة والسمو وحاجة الانسان اليمني الى مايجعله يفتخر بوطنه فكانت فرحت الجماهير بطول اليمن وعرضه تعبير صادق عن وحدة المشاعر والولاء للهوية اليمنية ،وان النصر بدون دماء يحقق الوحدة والحروب والغلبة تستدعي الكراهية والفرقة.
الحاجة إلى السلام
الاستاذ فضل الجعدي نائب أمين عام هيئة رئاسة المجلس الأنتقالي غرد قائلاً : فرحة الناس العارمة بفوز منتخب الناشئين هو تعبير دقيق عن حاجتهم الملحة إلى السلام بعد أن أثقلت الحرب كواهلهم برزاياها ومآسيها ، فرحتهم بشباب خرجوا من بين حطام الحرب وانقاضها وقدموا سيمفونية رائعة على الملاعب بعزم وإصرار دون أي خسارة وكانوا جديرين بالاحترام والفخر .
وحدة القلوب والمشاعر
وفي اتصال هاتفي عبر الدكتور معين عبدالملك، عن شكره وتقديره لرئيس ومدرب وأعضاء بعثة المنتخب الوطني للناشئين واللاعبين واتحاد كرة القدم على صناعة الفرحة في أوساط جميع أبناء الشعب اليمني على امتداد الوطن بهذه الانتصارات، ورفع أسم الجمهورية اليمنية عاليا رغم الظروف الصعبة التي يعيشها الوطن.
وقال إن اللاعبين وجهازهم الفني والإداري جسدوا نموذجاً لقوة عزيمة هذا الجيل من شباب الوطن وقدرته على تحقيق الإنجازات.. مشيداً بالمستوى الفني والكروي الذي قدمه منتخب الناشئين خلال المباريات أسعد جماهير اليمن من أقصاه الى أقصاه في هذه الظروف الاستثنائية من تاريخ الوطن، وتوحدت قلوبهم ومشاعرهم لمساندة المنتخب.
وتمنت عضو مؤتمر الحوار الوطني، ألفت الدبعي، غردة على “تويتر” أن يكون إنجاز الصغار في توحيد اليمن من أقصاه إلى أقصاه، عبرة للأطراف المتحاربة، يدفعهم إلى الانحياز للوطن وإخراجه من دائرة الصراع، إلى دائرة النصر وإحلال السلام، وفقاً لما نشرته عضو مؤتمر الحوار الوطني، ألفت الدبعي، “تويتر”.
وبعيداً عن هذا الغمز واللمز خلص الكاتب والباحث السياسي حسن الدولة إلى القول:” فوز فريق الناشئين لكرة القدم اليمني هو لعنة على كل من حاول أن يمزق اليمن ونسيجة الاجتماعي”.
مؤكداً أن هؤلاء الفتية هم ” من كل محافظات الجمهورية اليمنية وقد وحدوا كل مشاعر اليمنيبن، ولا تستطيع أي جهة رسمية تنسب هذا النصر لها بل هو للناشئين وحدهم فقط لا غير”.
رسالة من المستقبل
القيادي الرابطي عضو الجمعية الوطنية المجلس الانتقالي وفي مقالة له في “عدن الغد” قال : لقد صنع هؤلاء الصغار نصرهم الخاص في غفلة من تجار الحروب المنشغلون بحربهم، واللصوص المنشغلون بمسروقاهم واصحاب الفيد اللاهثون خلف فيدهم والمهربون المنشغلون بمهرباتهم، والفاشلون القابعون في تحصيناتهم، والتنابلة المطبلون لاصنامهم، فلا احد من هؤلاء يستطيع الادعاء بأن له يد فيما صنعه هؤلاء الصغار بإرادتهم الفولاذية التي تحدت المستحيل.
واضاف الموس انها رسالة من المستقبل يا سادة تنبئنا بأن القادم سيكون أجمل، فكما صنع هؤلاء الصغار نصرهم رغم انف المعاناة، فقد يصنعون، هم واقرانهم، وحدة اخرى غير تلك الوحدة التي عشناها وذقنا ولا زلنا نتجرع مرارتها، وقد يصنعون وطن آخر غير وطن التناحر والإقصاء، غير وطن اللصوص والافاقون والراقصون علي معاناة الإنسان في اليمن والجنوب العربي، هؤلاء هم المستقبل وتلكم هي رسالتهم.