كتب : د.يوسف سعيد احمد
تمثل المزادات الشفافة التي ينظمها البنك المركزي اسبوعيا بدءا من اول مزاد عقد الاربعاء ١٠ نوفمبر 2021 فرصة سانحة لتجار الاستيراد من خلال البنوك التجارية تمكنهم من اخراج عملاتهم الاجنبية المتراكمة الى حساباتهم في الخارج لاغراض الاستيراد في اعقاب القيود الدولية التي فرضت على البنوك التجارية في اليمن .
حيث يواصل البنك المركزي وللاسبوع الخامس على التوالي بيع الدولار الامريكي للتجار عبرالبنوك التجارية من خلال المنصة الالكترونية التي تشرف عليها شركة “افنتيف ” للمزادات الالكترونية العالمية . لكن من واقع المزادات يلاحظ ان عدد المشاركين في المزادات يتارجح بين خمسة وستة تجار في كل مزاد فقط. وهذا يفسر انخفاض قاعدة المشاركة وربما ايضا محدودية الملاءة المالية ؛اقصد ان المشاركين ربما جلهم من اصحاب القدرات المالية الضعيفة. او ان هناك قيود تمنعهم على المشاركة الواسعة من تلك التي نعرفها . فلم تدخل مثلا مجموعة شركات هائل سعيد انعم في اي مزاد من المزادت المالية التي نظمت لكن ربما الاخيرة لم تشارك خاصة في اعقاب اللغط الذي اثير حول المجموعة والذي كان يشير انها حازت على نصيب الاسد في الاعتمادات المستندية خصما من الوديعة السعودية والتي اثبتت التحقيقات عدم صحتة عدا انها تعتبر اكبر مجموعة اقتصادية في اليمن وهذا طبيعي يجعل نسبتها هي الاعلى.
في المزاد الاول كان سعر المزاد ١٤١١ ريال لكل دولار امريكي واجمالي مبلغ العطاءات المقدمة؛ ثمانية مليون وخمسة وسبعون الف دولار وبنسبة تغطية 58.5% وكان يمكن ان تفسير تدني عدد المشاركين والنسبة المتدنية للتغطية كتعبير عن الحذر وربما المخاوف في اول مزاد شفاف ينظمه البنك المركزي على هذا النحو. ولذلك وجدنا انه مع استمرار عمل المزاد للاسبوع الثانيوالذي عقد الثلاثاء 16 نوفمبر تعززت ثقة التجار وارتفع عدد المشاركين الى 6 وبلغت نسبة التغطية 98..5 % على الرغم ان سعر المزاد ارتفع و بلغ 1461ريال لكل دولار امريكي .
وفي الاسبوع الثالث للمزاد الذي عقد تاريخ 23 نوفمبر كان من المتوقغ ان يرتفع عدد المشاركين خاصة مع بقاء سعر المزاد على ماهو عليه عند 1461ريال لكل دولار لكن في الواقع انخفض عدد المشاركين في المزاد الى 5 وبنسبة تغطية 90% .
اما في الاسبوع الرابع الذي عقد الاربعاء تاريخ 1 ديسمبر وعلى الرغم من ارتفاع سعر المزاد الى 1585ريال لكل دولار والذي كان يفترض ان ينخفض انسجاما مع هدف البنك فقد بلغ نسبة التغطية113.28% وهذا شيء رائع لكن مايؤخذ على ذلك ان عدد المشاركين لم يتغير حيث بلغ عند 5 فقط .
وفي المزاد الخامس الذي عقد الثلاثاء 14ديسمبر فقد كان اجمالي مبلغ العطاءات المقدمة والمقبولة ايضا عشرة مليون ومئتان الف دولار وبنسبة تغطية 68% فقط على الرغم ان سعر المزاد كان هو الادتى من جميع المزادات السابقة وبسعر 1300 ريال يمني لكل دولار امريكي. وعدد المشاركين” 6 ” وهو ماكان يجب ان يحفز المشاركين على الشراءوهذا الانخفاض يمكن تفسيرة ربما لتوقع المشاركين ان الاسعار ستستمر في الانخفاض خاصة مع تغير قيادة البنك المركزي ومن جهة اخرى ربما ان المشاركين هم من صغار التجار اصحاب القدرات المالية الضعيفة .
واجمالا وعند مقارنة المزاد الخامس باول مزاد يعقدة البنك المركزي لبيع الدولار للتجار عبر البنوك التجارية فانه يمكن استنتاج انه لم يحدث تغير ذو معنى لناحية عدد المشاركين في المزادات وايضا عندما يتعلق الامر بنسبة التغطية فلازالت قاعدة المشاركين وطبيعتهم محدودة .
لقد بلغ اجمالي قيمة ماباعة البنك المركزي خلال خمسة مزادات 75مليون دولار وكان يمكن ان يرفع البنك المركزي قيمة المزاد عند 20 مليون دولار او اكثر لكن مع هذا الاقبال الضعيف على المزادات التي يعقدها البنك المركزي اسبوعيا وابذيربما له طبيعة سياسية من ناحية القيود التي تحد من اندفاع التجار وعبر البنوك التجارية للمشاركة الواسعة في المزادات التي يقيمها البنك المركزي وعبر المنصة الالكترونية الدولية التي تحضى بتشجيع ودعم الداعمين من الدول والمؤسسات الدولية ومعى ذلك يحتاج المزاد الى المزيد من التقييم في ضوء ما افرزتة نتائج المزاد الخامس.