كريتر نت – BBC عربية
نبدأ جولتنا من صحيفة الإندبندنت أون صنداي بتقرير كتبه مراسل الصحيفة، بورزو دراجي، بعنوان: “لماذا قد تشعل الانتخابات في ليبيا عنفا يفترض أن تُخمده؟”.
ويبدأ الكاتب بالإشارة إلى أنه “لم يتبق سوى أسبوع واحد على الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في ليبيا، ومع ذلك لم يتم تأكيد أي مرشح رسميًا، ويعتقد قليلون أن الانتخابات ستجرى، وبغض النظر عما إذا كانت ستحدث أم لا، فهناك تهديد خطير بوقوع أعمال عنف سياسي”.
ويضيف “لطالما تم الترويج للانتخابات على أنها وسيلة لاستعادة النظام والوحدة لأمة مزقها الإرهاب، انقسمت بفعل الحرب ودمرها الانهيار الاقتصادي، لكن الاستعدادات تعثرت بسبب الخلافات حول شرعية التصويت وأهلية بعض المرشحين الأوفر حظا”.
وذكر التقرير أنه في الأيام الأخيرة، نشرت الميلشيات المتنافسة في العاصمة طرابلس قوافل من الشاحنات الصغيرة المحملة بمدافع رشاشة، لتهدد بعضها البعض قبل التصويت المزمع في 24 من ديسمبر/ كانون الأول الجاري. وفي جنوبي البلاد عززت قوات خليفة حفتر، وهو مرشح رئاسي، من انتشارها قبيل التصويت المدعوم من الأمم المتحدة، بينما لا تزال شحنات الأسلحة تتدفق من الداعمين الأجانب إلى البلاد.
وتنقل الصحيفة عن الباحث الليبي، أنس القماطي، مدير معهد صادق للدراسات السياسية، قوله: “بصراحة، الأمر يقترب من الجنون.
نحن على بعد ساعات إن لم يكن أيام من اضطرار الأمم المتحدة إلى القول بأن الانتخابات ستؤجل”.
وتابعت الصحيفة “يصف الموجودون على الأرض في طرابلس الأجواء بأنها متوترة. ويشعر كثيرون بالقلق من أن أي أخبار عن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، إذا أُعلن عنها فجأة، قد تؤدي إلى تفاقم الوضع الخطير بالفعل”.
ويتنافس ما يقرب من 100 مرشح على الرئاسة وحوالي 5000 على الدوائر الانتخابية البرلمانية، ويأتي التصويت قبل أن تُحدد صلاحيات الرئيس القادم للبلاد بشكل واضح، حسب الصحيفة.
ويقول التقرير إنه على الرغم من أن الحملات الانتخابية الرسمية لم تبدأ بعد، فقد ظهرت مخالفات صارخة.
سيف الإسلام القذافي من بين المرشحين البارزين مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية، بينما يستخدم الدبيبة موارد الدولة في حملته الانتخابية، ويسيطر حفتر على البنية التحتية الأمنية في شرق البلاد وغربها، وسيشرف على فرز الأصوات في الانتخابات التي يكون مرشحا فيها.
وفيما يتعلق بالوضع على الأرض، فقد استأنفت الفصائل المسلحة المتنافسة في طرابلس اشتباكاتها لتهدد بعضها البعض وترعب المدنيين، الذين من المقرر أن يخرجوا من منازلهم ويصوتوا يوم الجمعة المقبل، بينما يواصل المرتزقة المسلحون المتحالفون مع تركيا وروسيا – كلٌ منهما يدعم الفصائل المتناحرة – الحفاظ على وجودهم في البلاد حسب الصحيفة.
وحذرت منظمة هيومن رايتس ووتش، الشهر الماضي، من قيام الجماعات المسلحة في جميع أنحاء البلاد بترهيب واحتجاز ومهاجمة الصحفيين والنشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان، ما يفسد روح الخطاب المدني والمشاركة.
واختتمت الصحيفة تقريرها باقتباس عن الباحث الليبي القماطي: “لا أحد من بين المرشحين قادر على بلورة رؤية. إنهم لا يدخلون في اتفاق شرف مع الجمهور. هذه انتخابات لتسمية القائد الأعلى للقوات المسلحة “.