كريتر نت / AFP
اندلعت مواجهات جديدة الأربعاء في بنغلادش على خلفية حملات الانتخابات التشريعية المنتظرة الأحد، والتي ترى المعارضة أنها متحيزة للسلطة.
وفي حادثة جديدة، هاجم شبان يحملون أعلام حزب رابطة عوامي الحاكم، بالسكاكين مرشحاً من حزب بنغلادش القومي، بعد ساعات فقط من جرح قائد الحزب المعارض في مواجهات مع ناشطين من الحزب المنافس، وفق الشرطة.
وتعرض المرشح حبيب الرحمن حبيب للاعتداء من قبل 15 رجلاً على دراجاتهم النارية في بلدة إشواردي شمال البلاد الأربعاء، كما اوضحت الشرطة. وقال القائد المحلي للشرطة بهاء الدين فاروقي لوكالة فرانس برس إن حبيب طعن “ثلاث مرات في فخذه. جروحه عميقة لكنه بمنأى من الخطر”.
وفي وقت متأخر الثلاثاء، جرح القائد البارز في حزب بنغلادش القومي غويشوار روي، جراء مواجهات عنيفة في محافظة دكا مع ناشطين من رابطة عوامي، وفق ما أكد لوكالة فرانس برس المراقب في الشرطة شفي الرحمن. وبدا روي والدماء تغطي وجهه في صور نشرتها وسائل الإعلام.
ومنذ استهلالها، شهدت الحملة الانتخابية في بنغلادش مواجهات يومية بين مناصرين للحزبين الرئيسيين، ما زاد من التوتر بين الطرفين.
وتسعى رئيسة الوزراء الشيخة حسينة واجد لتولي السلطة لولاية رابعة، لكن يتهم حزبها بترهيب واعتقال مرشحين من المعارضة لتعزيز فرصها بالفوز. وترفض الحكومة تلك الاتهامات.
لكن، يقول حزب بنغلادش القومي الذي تقبع قائدته خالدة ضياء في السجن، وحليفه الإسلامي “الجماعة الاسلامية”، إن أكثر من 11500 من مؤيديهما قد اعتقلوا منذ الدعوة للانتخابات في 8 تشرين الثاني/نوفمبر. ويقولان أيضاً إن المئات من مناصريهما قد جرحوا خلال مواجهات مع الطرف الآخر.
– “مناخ من الخوف” –
وقتل 6 أشخاص، أربعة منهم من مؤيدي حزب بنغلادش القومي، حتى الآن في مواجهات على خلفية الحملة الانتخابية.
وطالبت المعارضة باستقالة رئيس لجنة الانتخابات نور الهدى، متهمةً إياه بأنه منحاز لمناصري الحزب الحاكم.
وقال المتحدث باسم المعارضة فخر الإسلام المغير إن رئيس اللجنة “لا يمكن ان يسهم في تنظيم انتخابات موضوعية وغير منحازة ولا يمكن انتظار معاملة عادلة منه”. وغادر ممثلون عن المعارضة اجتماعاً مع نور الهدى الثلاثاء وهم يطالبون بأن يتولى مفوض آخر أكثر موضوعيةً مهام مراقبة الانتخابات بدلاً عنه.
ووفق المعارضة، فإن اعتقال 8243 مناصراً لحزب بنغلادش القومي و3600 مناصر للجماعة الاسلامية، كان يهدف لخلق “مناخ من الخوف” في أوساط المعارضة.
ولم تؤكد الشرطة اعتقالها هذا العدد من الأشخاص، لكنها تقول إن كل من اعتقلوا كان بحقهم مذكرات توقيف. وأعلن المتحدث باسم الشرطة سهيل رنا “أننا نستهدف فقط من يخالفون القانون”.
ولم يعلق رئيس لجنة الانتخابات على العنف الذي وقع خلال الحملات، لكن مفوضاً انتخابياً آخر حثّ الشرطة على “التصرف بموضوعية ومن دون تمييز”. وتابع محبوب تالوكدير في تصريح: “لا تقوموا بأي خطوة غير مرغوب فيها بسبب الحماسة الزائدة”. وأضاف “تجنبوا أي تصرف منحاز خلال الانتخابات وتمسكوا بالكرامة والاستقامة التي يمنحها لكم زيكم… أنا قلق من تنامي عدد الحوادث والمواجهات قبل الانتخابات”.
وتتنافس الشيخة حسينة وخالدة ضياء منذ عام 1991، التاريخ الذي تحوّلت فيه البلاد إلى الديموقراطية. وتناوبت المرأتان على السلطة سابقاً، لكن الشيخة حسينة تمسك برئاسة الوزراء منذ عام 2009 فيما وجود ضياء في السجن منعها من المشاركة في الانتخابات.
ويقول الحزب الحاكم إن النمو الاقتصادي الذي شهدته البلاد في السنوات العشر الأخيرة سبب كافٍ لإعادة انتخاب الشيخة حسينة.
وفي هذه الأثناء، أمل حزب بنغلادش القومي أن يتحسن الوضع الأمني في البلاد مع نشر 30 ألف جندي الاثنين في كافة أنحاء هذا البلد البالغ عدد سكانه 165 مليون نسمة، أغلبيتهم مسلمين. لكن الحزب أكد أن مرشحيه تعرضوا للاعتداء في 28 دائرة انتخابية الثلاثاء جرح بسببها 100 شخص.
عام 2008، فازت الشيخة حسينة بأغلبية ساحقة، وأعيد انتخابها عام 2014 بعد مقاطعة المعارضة للانتخابات التي رأت بأنها لم تكن حرة وعادلة.
ويتهم المجتمع المدني والجماعات الحقوقية حكومة الشيخة حسينة بإسكات المعارضين والتشديد على الصحافة من خلال قانون صارم للأمن الالكتروني.