معاذ رمزي
كاتب محتوى رياضي
عام 2021 أطلق عليه عام العرب في كرة القدم؛ فالعرس العربي هذا العام وصل صداه حول العالم بما لم نعتد عليه في كرتنا العربية المشهورة لدينا المجهولة لغيرنا، من قبل، والفضل الأكبر يعود لكأس العرب قطر أو كما قيل في الصحف الغربية “كأس العالم العربي”.
كما أبهرتنا منافساتنا العربية بدون لاعبينا المحترفين في الدوريات الأوروبية، إذ لم يدع اللاعبون العرب المحترفون مجالاً للشك في مدى تأثيرهم في الكرة العالمية في الوقت الحالي، ومعكم نستعرض ما قد يعد حصاداً لأفضل 10 لاعبين عرب، ممن أبهروا العالم، ومثلوا الأعلام العربية في الملاعب في عامنا 2021، الذي يوشك على الانتهاء.
10- نصير مزراوي “أياكس – المغرب”
نصير مزراوي وبرشلونة” هكذا كانت عناوين صحف إسبانيا لفترة بعد ما يقدمه مؤخراً الظهير الأيسر الطائر لنادي أياكس الهولندي مما جعله حلاً يبحث عنه عديد من الفرق الأوربية لسد ثغراتها في اليسار.
فمنذ بداية هذا الموسم صنع مزراوي هدفين وأحرز 4 خلال 14 مشاركة في الدوري الهولندي واستطاع المساهمة في الانطلاقة القوية لأياكس في دوري أبطال أوروبا بصناعته لهدف خلال مشاركات النادي الهولندي في المنافسات الأوروبية وبتصاعد مذهل يبشر في حالة استمراره عن قوة الموهبة المغربية القادمة.
9- محمد الشناوي “مصر – الأهلي”
“شناوي السد العالي” هكذا وصف مشجعو الأهلي الوصف المثالي لما يقدمه الحارس المصري هذا العام من ثبات في الأداء وتأثير مباشر في حصد بطولات الأهلي جعله يصل لحد ترشيحه من الاتحاد الدولي للتاريخ والإحصاء في جائزة أفضل حارس في العام ضمن أساطير الحراسة الأوروبية.
فخلال الموسمين الماضين ساهم بشكل مباشر في تتويج الأهلي بدوري أبطال إفريقيا لمرتين على التوالي وبعد ذلك بأدائه في كأس العالم للأندية بقطر وإحراز الأهلي المركز الثالث والبرونزية، صنع خلالها الشناوي تاريخاً بكسره رقما قياسيا بثلاث مباريات بشباك نظيفة من أصل أربع مشاركات كان رابعها أمام بايرن ميونخ مستقبلاً هدفين، وختم الشناوي البطولة بتصديه لركلتي ترجيح أمام بالميراس منحت الفريق البرونزية.
8- سعيد بن رحمة “ويست هام يونايتد – الجزائر”
سعيد ينثر سحره ف الملعب هو أقل ما يوصف عن لاعب ويست هام يونايتد الذي جاء من بعيد ليثبت نفسه في فريق متوسط أمام الفرق الكبرى للدوري الإنجليزي، وبعد موسم ماضٍ استطاع إحراز هدف فيه وصناعة 6 أهداف لفريقه، قام سعيد هذا الموسم بتسجيل ثلاثة أهداف من 11 تسديدة على المرمى في الدوري الإنجليزي وصناعة ثلاثة أهداف للفريق الغربي غير ثلاث فرص محققة استطاع صناعتها دون أن يستطيع الفريق ترجمتها لأهداف.
بعد تلك البداية أصبح سعيد أحد مراكز الخطورة التي تؤرق نوم مدربي البريميرليج قبل مواجهة ويست هام، وغير هذا استطاع بن رحمة في منافسات الدوري الأوربي إحراز 3 أهداف خلال 6 مشاركات في دوري المجموعات استطاع الفريق خلالها الصعود كمتصدرٍ للمجموعة بدور مؤثر لابن رحمة، فابن مدينة عين تموشنت أصبح خير سفير لبلاده عند الإنجليز ومن أبرز لاعبي الدوري الإنجليزي هذا العام.
7- سالم الدوسري “الهلال – السعودية”
“مستحيلة يا سالم احترم عقولنا يا رجل!!”
هذا ما سيخطر على بالك بالتأكيد إذا ذكر اسم سالم الدوسري، التعليق الشهير على أحد أروع أهدافه. فما يقدمه من أهداف تعد خطراً على الصحة وقد تسبب الوفاة من فرط المتعة والجمال فالدوسري بطل دوري أبطال آسيا مع الهلال السعودي أحرز 3 أهداف في 6 مشاركات في المنافسة الآسيوية وحصل على جائزة أفضل لاعب في دوري أبطال أسيا.
واستطاع إحراز 4 أهداف مع الأخضر السعودي في تصفيات كأس العالم وهدف في أولمبياد طوكيو أمام ساحل العاج وفي الدوري السعودي سجل مع الهلال 4 أهداف وصنع هدفين ليشكل رأس الحربة التي يرمي بها الهلال السعودي أي منافس.
6- أندي ديلور “نيس الفرنسي – الجزائر”
أندي المظلوم هو صاحب المركز السادس لهذا العام، فبعد تهربه من تمثيل منتخب الجزائر ورغبته في التفرغ للنادي وتثبيت مكانه وغضب المدرب بلماضي وإبعاده عن المنتخب وعن الاستدعاءات الدولية، استطاع أندي إحراز 22 هدف في الدوري الفرنسي خلال الموسم الماضي والموسم الحالي مع نيس وصناعة 12 هدف لفريقه يؤهلونه بالتأكيد لحجز المركز السادس لهذا العام ضمن أفضل لاعبي العرب ورغم هذا لا يحصل أندي على الأضواء الإعلامية التي يستحقها بعد ما يقدمه من مستوى ثابت قد يؤهله للخروج من عباءة الدوري الفرنسي ونيس إلى ما هو أكبر.
5- يوسف نصيري “إشبيلية – المغرب”
إذا كنت من متابعي اللاليجا الإسبانية فبالتأكيد سيكون اسم يوسف نصيري مألوفاً بالنسبة لك، فالموسم الماضي لنصيري كان حافلاً بالنسبة له، بمشاركته في 38 مباراة مع النادي الأندلسي إذ بدأ كأساسي في 23 منهم واستطاع تسجيل 18 هدفاً في الدوري الإسباني.
وفي دوري أبطال أوروبا شارك في 8 مباريات بدأ أساسياً في 4 مباريات منها فقط إلا أنه قام بتسجيل 6 أهداف! وبعد ذهاب الفريق إلى يوربا ليج استطاع أيضاً إضافة هدفين إلى الغلة التهديفية الخاصة به.
في هذا الموسم أثرت الإصابة كثيراً على مشاركات يوسف نصيري مع إشبيلية فشارك في 7 مباريات بدأ فيها في التشكيلة الأساسية في خمس مباريات واستطاع تسجيل 3 أهداف وصناعة هدف بمعدل تهديفي جيد جداً وعودة قوية من إصابة وفي انتظار مزيد من الفرص من المدير الفني للعودة لقمة مستواه الذي عهدناه من الأسد المغربي.
4- ياسين بونو “إشبيلية – المغرب”
إذا تحدثنا عن أسود الأطلس فلا بد من التحدث عن حامي العرين ياسين بونو، فبونو الآن يعد جزءاً لا يتجزأ من التغير الجذري والتطور الذي حدث بالنادي الأندلسي في خطط المدير الفني لوبيتيجي للموسم الثاني على التوالي حيث يعد المنافس الوحيد لريال مدريد حتى الآن في الدوري الإسباني.
وبالعودة لدور ياسين فلم يعد الأمر متقصراً كحارس مرمى على التصديات وفقط، فالموسم الماضي كتبه التاريخ كأول حارس يحرز هدفاً من لعب مفتوح في تاريخ الدوري الإسباني لكرة القدم بعد إحرازه هدف التعادل القاتل في اللحظات الأخيرة أمام بلد الوليد قبل خسارة فريقه ليعطي تعادلاً بطعم الفوز لرفقائه. وفي هذا الموسم شارك بونو في 15 مباراة استطاع التصدي فيها لضربة جزاء ونسبة تصدي 68% عموماً، وخرج بشباك نظيفة في ثماني مباريات ليشارك في المركز الأول الحارس أليكس روميو كأكثر الحراس حفاظاً على نظافة الشباك هذا الموسم، بل واستطاع بونو صناعة هدف ليكمل واجباته الهجومية!
3- أشرف حكيمي “باريس سان جيرمان – المغرب”
بعد فوز أشرف بالدوري الإيطالي مع إنتر ميلان بعد موسم قوي جداً بإحرازه 7 أهداف وصناعته لـ8 في 37 مشاركة، ثم بعدها انتقل إلى باريس سان جيرمان ليكمل رحلة المجد ليشارك هذا الموسم في 18 مباراة سجل فيها ثلاثة أهداف وصنع ثلاثة آخرين، رغم ما يواجهه من بعض المشاكل الدفاعية.
وحتى على مستوى المنتخب فحكيمي يعد أحد أهم الأعمدة الأساسية في الوقت الحالي للمنتخب المغربي في تصفيات كأس العالم حيث إنه استطاع إحراز هدف في التصفيات يخفف به عبء الطموحات بالتأهل لكأس العالم في انتظار المرحلة الحاسمة.
فيظل حكيمي واحداً من أكبر الأسماء في مركز الظهير الأيمن في العالم إن لم يكن واحداً من أكبرها في الأدوار الهجومية التي يقدمها مع باريس ومنتخب المغرب.
2- رياض محرز “مانشيستر سيتي – الجزائر”
بالتأكيد هو رياض، فلوْلا رياض هذا العام لما حدث الكثير للسيتي، لولا أدواره الحاسمة لما تأهل فريقه إلى نهائي دوري الأبطال بتسجيله 3 أهداف أمام باريس سان جيرمان ذهاباً وإياباً، وفي خلال هذا الموسم استطاع حتى الآن تسجيل 4 أهداف وصناعة هدفين مع الكتيبة الزرقاء في الدوري الإنجليزي وتسجيل 5 أهداف في 6 مشاركات في دوري أبطال أوروبا ومعهم هدفين في كأس الكارباو.
فما يقدمه محرز من تأثير سواء خلال هذا الموسم أو الموسم الماضي حتى في ظل وجوده كبديل في بعض الأوقات صنع تأثيراً هائلاً جعل الإسباني جوارديولا يعتمد عليه في حسم العديد والعديد من المباريات الصعبة للفريق الإنجليزي داخلياً وخارجياً.
فربما لم يشارك محرز بشكل أساسي خلال جميع مباريات الموسم إلا أن المباريات التي شارك فيها كان دائما متواجداً ببصمة تؤكد تواجده ضمن العناصر الأساسية للسيتي.
ومن ناحيةٍ أخرى، فمنتخب الجزائر يعتمد عليه بشكل كبير جداً رغم قوة العناصر التي لديه، لكن مهارة وحسم رياض تلعب دوراً أساسي ومؤثراً بشكل مرعب في الأداء الهجومي الجزائري، فحتى الآن استطاع محرز تسجيل 5 أهداف مع الخضر في 6 مواجهات خلال تصفيات كأس العالم الحالية وما زالت الآمال معلّقة من جميع الجزائريين عليه لحمل الفريق إلى قطر 2022.
1- محمد صلاح “ليفربول – مصر”
إذا تحدثنا عن الأفضل في العرب سيكون الحديث عنه وإذا حاولت التحدث عن الأفضل في إفريقيا لن تجد غيره بل وحتى إذا جاء الحديث عن الأفضل في العالم حالياً فلا أحد يمكنه تهديد عرش محمد صلاح أو فخر العرب! فإذا ركبنا آلة الزمن واتجهنا إلى العام الماضي أو الذي قبله أو حتى ما قبله لنكتب نفس المقال بنفس الموضوع والعنوان لن نجد لاعباً أفضل وأسهل وأبعد عن الخلاف لنضعه كأفضل لاعب عربي إلا محمد صلاح.
بعد كل هذا فما يقدمه صلاح بالفعل هذا الموسم هو محط إعجاز وإبداع عن المواسم السابقة حتى، فبعد الموسم الماضي وإحرازه 22 هدفاً في الدوري الإنجليزي بفارق هدف فصله عن جائزة هداف الدوري وصناعته لخمسة أهداف خلال 37 مباراة كما استطاع تسجيل 6 أهداف في دوري الأبطال فإن الفرعون المصري عاد هذا العام ليعاقب الجميع أشد عقاب وينفرد بصدارة هدافي الدوري الإنجليزي بـ15 هدف خلال 18 مباراة فقط!
وليس هذا فقط بل انفرد أيضاً في ترتيب صناع الأهداف بـ9 أهداف وحتى دوري الأبطال لم يسلم من عقاب الفرعون، فصلاح أحرز 7 أهداف خلال 6 مواجهات في دوري مجموعات الأبطال ليحل ثالثاً في ترتيب الهدافين وما زال في الموسم بقية وما زالت كأس الأمم الإفريقية وتصفيات كأس العالم، والمصريون ينتظرون حسم صلاح ويضعون الآمال عليه رغم صعوبة المنافسين على أهدافه الخيالية التي أبهر بها عيوننا هذا الموسم.