كتب : علي باقطيان
المهندس الوالد عبد الله أحمد بقشان رجل يثير إعجابك، يبهرك بتواضعهِ مع الكبير والصغير دون النظر إلى أي فروق مجتمعية. يستطيب الحديث معه من خلال الروح التي يمتلكها، فهو يتصرف تجاه الناس دون تكلف أو تصنع؛ ففي لقائي الأول به في بيته العامر بالكرم والجود بالمكلا دخلت على مجلسه أبحث عنه بين الموجودين، أتفحص ملامح وجوه الحاضرين والمتكئين في المجلس؛ لعلي أميزه بين الحضور فهو صاحب البيت ورجل الأعمال، والعجيب أني وجدته جالساً بين مجموعة من عقال البدو على الأرض دون فوارق يتبادل معهم الأحاديث بتلقائية وببساطة، فأقبلت عليهم بمعية الوالد حسن الحامدي مدير سكن بقشان الجامعي بعدن في تلك الفترة، وأنا في شدة الارتباك والخجل ، فاستأذن الأستاذ حسن الحامدي منه؛ ليقدمني له، وسألني عن اسمي، وأين أدرس؟ وماهو التخصص والغرض من لقائه؟
وانتهى اللقاء في دقائق معدودة وقضيّ الأمر ، وفارقتهُ وأنا في دهشةٍ وإعجابٍ من سلاسةِ اللقاء وبساطة التعامل وبشاشة الوجه جعلني دون شعور أن أدعو لوالديه على حسن التربية له.
رجل ليس مثل الكثير من رجال الجاه والمال والسلطة الذين اعتدنا على التعامل معهم.!! رجل حباه الله من الفطنة والحكمة وحب العلم والخير ومع هذا كله قد لا يراه الآخرون كما يراه القريبين منه والذين تعاملوا معه في مختلف المواقف عسيرة كانت أم يسيره فهذا أمر بديهي ولذا فلا غرابة في أن تختلف وجهات النظر حول الرجل فهناك صنف يعرفه حق المعرفه ، فيحاول أن يعطيهِ حقه من الإنصاف، ولا يتمكن بالقدر الكافي من ذلك ، ومنهم من يعرف بعض منجزات هذا الرجل وينبهر بها، ولكنه لايحيط بها فيأتي حكمه جزئيا منقوصاً فلا يعطي الرجل حقه. أما الصنف الآخر من الناس فيجهل من هو هذا الرجل، تراه يذم ويقدح في الرجل معتمدا على سماع نقد من حاسد جاهل ( والإنسان عدو ما يجهل) وفي كل الحالات ، فالرجل لا يهمه كثيرا مما يكتب عنه أيجاباً أو سلباً، بل يتغاضى عن كثير ممن يخطئون في حقه وفي حق أهله. وفي واقع الأمر لم نجد من يغوص في الأسس التي تحرك هذا الرجل في سلوكه. صحيح و كما يقال أن الشجرة المثمرة تتعرض للرمي؛ لعل الرامي ينال من ثمارها.
فهو بمثابة شجرة متنوعة الثمار ينهل منها البعيد والقريب والغريب والحبيب والعدو والصديق وكلاً حسب حاجته ومبتغاه.
ولكن كيف يجب أن نعرف بعض مآثر هذا الرجل؟!
فقد تربى في كنف أسرة حضرمية دوعنية الأصل كريمة المحتد ، وهذا الكرم كان أحد سجايا هذه الأسرة ومغروس في سلوكها وتكوينها الجيني (DNA)، ومن هنا يتجلى هذا السلوك في هذا الرجل مثلما تجلى ذلك في والده- رحمه الله- وحبه للحضارم والوقوف معهم في المملكة العربية السعودية عموما وفي الحجاز خصوصا . كان قرب والده من الملك فيصل -رحمه الله- قد طوعه لخدمة أهل حضرموت جميعا، وثبت وقوى لهم ذلك الأساس الذي كان لهم في الحجاز ،حيث كان موجودا قبل ذلك، وكان ذلك بالتعاون مع عدد من الأسر الحضرمية الكريمة. وانتقل هذا السلوك من حب وكرم وغيرة على الحضارم في الداخل والخارج إلى هذا الرجل ، المهندس عبدالله أحمد بقشان .
فعند زيارته لحضرموت في ٢٠٠٢م آلمه أن يرى حضرموت في وضع لا يسر صديق أو عدو، فآلى على نفسه على نقل هذه المعاناة لإخوة له في المملكة؛ ليكون كتلة من رجال الأعمال لخدمة حضرموت، ورأوا أن حضرموت لن تتخلص من مشاكلها وادرانها إلا بالتعليم النوعي وأنه الركيزة الأساسية في أي تطور. هذا وتعددت ميادين الدعم لأهل حضرموت ، فتراه ينشىء المؤسسات التعليمية النوعية ويبتعث الآلاف من المتفوقين إلى أرقى جامعات الدنيا، و يشيد المستشفيات أو يدعمها ويقيم المصانع التي تستوعب العشرات من الأيدي العاملة و يشق الطرقات التي تسهل على المواطنين تنقلهم ويرسل المرضى للخارج؛ لعلاج ممن لا يتمكن من العلاج في الداخل، ويساعد الشباب على الزواج . ومن نتائج ذلك أنك ترى أبناء حضرموت اليوم وغيرهم من متفوقي المحافظات اليمنية في الداخل والخارج يثبتون علو كعبهم محليا وعالميا من خلال تحصيلهم العلمي المتميز وبراءآت اختراعهم الفريدة. ومن عاد منهم تراهم أساتذة باحثين في كليات الجامعات في حضرموت وغيرها من الجامعات في اليمن أو في مواقع العمل والإنتاج والتنمية وغيرها .
وللأسف مع كل هذا نرى أن هناك حملة ظالمة على الرجل ينبغي أن ينبري لها كل المخلصين والمحبين لحضرموت.
صحيح أنه غير منزه من الخطأ، ولا يعيب ذلك في شخصه فهو بشر يخطئ ويصيب مثله مثل غيره ومن منا لاتعدُ معايبه، ولكن هل يجازى بأن يقال عنه ظلما وبهتانا من إفك لا يجوز لشخص حر الإرادة أن يتفوه به؟!
إن ما يقدمه من خدمات كبيره للمجتمع مادياً ومعنوياً ولوجستياً في مختلف المجالات، لهو كفيل بالرد على أولئك الذين يريدون المساس بشخصه ، إما لمصلحة شخصية أو لمكسب سياسي غير واع أو لابتزاز رخيص. فالنيل من شخصه من بعض الاشخاص بهذه الأساليب غير مبرر و ناجم عن إفلاس أخلاقي وقيمي ، وليست من قيم الحضارم وشيمهم، بل وتخلو انتقاداتهم من الموضوعية. والأدهى والأمر أن تصدر هذه التصرفات من بعض الأشخاص الذين وقف معهم المهندس عبدالله بقشان وقدم لهم من خيره وكرمه .
وخلاصة القول أن المهندس عبد الله أحمد بقشان وزملاءه- حفظهم الله- يقدمون ويبذلون النفس والنفيس من أجل حضرموت.،فيتألمون لألمها ويفرحون لفرحها. ومن هنا، فما علينا إلا أن ندعو الله له ولزملائه بالصحة والعافية والتوفيق في جليل أعمالهم و أن يعينهم في مسيرتهم وأن يجعل النجاح على طريق الخير والصلاح ملازما لهم، وأن يهدينا وإياهم إلى سواء السبيل.
إمضِ أبا فيصل وإخوتك حفظكم الله ورعاكم في طريق الخير والصلاح ، ولا تعيروا لأصوات النشاز التي لايعجبها العجب أو الصيام في رجب اهتماما، فالله يرعاكم… والله ما مثلكم يذم إلا من حاسد أو فاشل أو موتور .