كريتر نت – متابعات
أحدثت الانتصارات العسكرية التي حققتها قوات من الوية العمالقة الجنوبية في محافظة شبوة في مواجهة مليشيات الحوثي خلال الأيام الماضية، انقلاباً شاملاً في المشهد السياسي والعسكري في اليمن.
حيث أتت هذه الانتصارات الحاسمة والمتسارعة لتضع حداً للتمدد العسكري الذي حققته مليشيات الحوثي خلال الستة الأشهر الماضية، جراء تساقط جبهات الشرعية ابتداءً من البيضاء في يوليو الماضي مروراً بسقوط مديريات بيحان أواخر سبتمبر الماضي، وصولاً إلى اختراق آخر خط دفاع لمدينة مأرب وهي جبال البلق مطلع ديسمبر الماضي.
مشهد عسكري صادم باتت فيه مليشيات الحوثي تهدد آخر وأهم معاقل الشرعية في الشمال، وتلوح بأن ما بعد مأرب سيكون شبوة وحضرموت والجنوب، بحسب ما قاله القيادي الحوثي سلطان السامعي، لإحدى القنوات التلفزيونية الممولة من إيران.
تداعيات هذا المشهد العسكري قدم صورة مضخمة عن حقيقة قوة مليشيات الحوثي، وتزامن ذلك مع حالة الانهيار الكبير لقيمة العملة المحلية أمام العملات الصعبة، ما خلق حالة من الإحباط واليأس في المناطق المحررة، وهو ما وفر بيئة خصبة للأصوات الداعية إلى وقف الحرب والسلام مع جماعة الحوثي، جاءت بعضها بصيغة الاستجداء للجماعة.
وتجلى ذلك بشكل واضح في ما تسمى بـ”مبادرة الإنقاذ الوطني” التي أطلقها رئيس مجلس الشورى أحمد عبيد بن دغر ونائب رئيس مجلس النواب عبدالعزيز جباري في الـ30 من نوفمبر الماضي، التي دعت إلى “وقف فوري للحرب، وحوار وطني شامل لا يستثنى منه أحد”.
“انتهى الخيار العسكري إلى طريق مسدود، يكاد يعلن عن نفسه بالفشل” ، كان هذا أبرز مبرر لدعوة جباري وبن دغر للسلام مع جماعة الحوثي بدون أي شروط أو ضمانات، مع مبرر آخر وهو الوضع الاقتصادي.
وبعد 20 يوماً كرر ابن دغر الدعوة في مقال له طالب فيه بوقف فوري ودائم لإطلاق النار “والذهاب فورًا إلى مفاوضات يمنية- يمنية، وبرعاية أممية، ودون شروط مسبقة”، وساق في المقال عبارات الاستجداء والمناشدة لجماعة الحوثي وخاطبها بأنها هي من ستقرر وقف إطلاق النار.
هذا الإصرار من ابن دغر على وقف الحرب وتأكيده على فشل الخيار العسكري لم يدم أكثر من أسبوع، مع انطلاق قوات العمالقة الجنوبية لعملية إعصار الجنوب لتحرير مديريات بيحان شبوة من مليشيات الحوثي، ليغير الرجل خطابه الداعي إلى السلام أو الاستسلام للحوثي إلى المطالبة باستمرار الحرب والمعركة “حتى جبال مران”، في منشور له يوم الجمعة الماضية.
تغيير ابن دغر لخطابه جاء نتيجة طبيعية لمشاهد الانتصارات الحاسمة والسريعة لقوات من الوية العمالقة الجنوبية في شبوة والتي نسفت مزاعمه بفشل الخيار العسكري لمواجهة الحوثي، وأكدت بأن من فشل هي الأدوات التي اعتمد عليها التحالف والشعب اليمني لإدارة المعركة مع مليشيات الحوثي في الشمال منذ 2015م، ويعد ابن دغر على رأس هذه الأدوات.