كريتر نت – متابعات
على مدى 7 سنوات تحاول الميليشيات الحوثية التي انقلبت على السلطة في اليمن أن تثبت للعالم عدم تبعيتها للنظام الإيراني وأنها مستقلة وتملك قرارها ، إلا أن تلك الإدعاءات باتت مفضوحة خصوصا في التعامل بين الجانبين.
يوم أمس وصل وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى العاصمة العمانية مسقط على رأس وفد رفيع بينهم ضباط وقيادات في الحرس الثوري الإيراني وذلك للقاء المسؤولين العمانيين وفق التصريحات الرسمية الإيرانية.
الزيارة لم تكن هدفها لقاء المسؤولين العمانيين كما روجت لها وسائل الإعلام الإيرانية بل الهدف هو لقاء وفد ميليشيات الحوثي الانقلابية المتواجد هناك وإعطاء توجيهات جديدة خصوصا مع عودة المباحثات بين إيران والسعودية والتحركات العسكرية في شبوة ومأرب والجوف.
هذا ليس اللقاء الأول بين النظام الإيراني ووفد الحوثيين في مسقط ، فخلال السنوات الماضية عقدت السلطات الإيرانية خصوصا الحرس الثوري الإيراني سلسلة لقاءات مع القيادات الحوثية المتواجدة في سلطنة عمان بينهم متحدث الميليشيات المدعو محمد عبدالسلام حيث كانت تلك اللقاءات بمثابة النقطة الرئيسية التي يتلقى خلالها الميليشيات الحوثية التوجيهات الإيرانية في التعامل عسكرياً وسياسياً.
بحسب وسائل الإعلام الإيرانية قالت أن وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان إلتقى وفد الحوثيين في مسقط وناقش معهم المشاكل التي تواجه اليمن وضرورة التوصل إلى حل سياسي بحوار يمني ـ يمني على حد تعبيره المسؤول الإيراني.
في حين قال ناطق الحوثيين محمد عبدالسلام في تغريدة على “تويتر”، إنه في اللقاء الأول مع عبد اللهيان منذ تعيينه وزيرا للخارجية الإيرانية تم مناقشة “التصعيد العسكري على اليمن والوضع الإنساني والسياسي والشأن الإقليمي والدولي ومآلاته على المنطقة والإقليم”، دون مزيد من التفاصيل.
ما لفت الانتباه في الصورة التي جرى بثها للقاء هو تواجد علم دولة إيران فقط ، في حين أن وفد الحوثي لم يتم نصب علم اليمن في رسالة واضحة تؤكد أن اللقاء بين النظام الإيراني ووفد ميليشيات وليس ممثل دولة كما يروج له الحوثيين ويحاولون مغالطة العالم بهذا الأمر.
بحسب المصادر أن وزير الخارجية الإيراني قام باستدعاء ممثل الحوثيين للقائه ، حيث تم تحميله رسالة إيرانية إلى زعيم الميليشيات الانقلابية عبدالملك الحوثي بامتعاضهم على عدم حسم اجتياح مأرب رغم التضحية بضابط الحرس الثوري البارز حسن إيرلو الذي توفي بظروف غامضة عقب نقله من العاصمة صنعاء التي تواجد فيها تحت منصب سفير طهران لدى الحوثيين.
وأضافت المصادر أن عدم وضع علم اليمن في اللقاء الذي يعد رسمياً وتم بثه في وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية والحوثية دليل واضحة على تبعية الميليشيات لطهران وليس ممثلين لليمن، موضحة أن اللقاء يعد إهانة كبيرة للحوثيين ودليل إضافي للشعب اليمني حول حقيقة هذه الميليشيات التي تنتظر توجيهات من إيران لتسيير مواقفها.