كريتر نت – وكالات
كشف وزير خارجية بولندا الخميس 13 يناير/كانون الثاني 2022 أن أوروبا تواجه خطر الدخول في حرب، بعد أن قالت روسيا إنها لم تتخلَّ بعد عن الدبلوماسية، لكن خبراء عسكريين يجهزون خيارات؛ تحسباً للفشل في تهدئة التوتر بشأن أوكرانيا، في وقت جدّدت فيه واشنطن التزامها بتقديم “مساعدة دفاعية” للجيش الأوكراني.
موسكو قالت إن الحوار وصل إلى طريق مسدود، بينما تسعى لإقناع الغرب بمنع انضمام أوكرانيا لعضوية حلف شمال الأطلسي ووقف توسع الحلف في أوروبا، وهي مطالب وصفتها الولايات المتحدة بأنها مستحيلة.
السفير الروسي ألكسندر لوكاشيفيتش كشف للصحفيين عقب اجتماع منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ثالث محطة في سلسلة محادثات بين الشرق والغرب هذا الأسبوع: “في هذه المرحلة، الأمر محبط حقاً” وحذر من “عواقب كارثية” إذا لم يتفق الجانبان على ما وصفتها روسيا بخطوط حمراء أمنية، لكنه أضاف أن موسكو لم تتخلَّ بعد عن الدبلوماسية، بل ستعمل على تسريعها.
البيت الأبيض من جانبه قال إن خطر الغزو الروسي لأوكرانيا لا يزال كبيراً في ظل انتشار قرابة 100 ألف جندي روسي، فيما ستنشر الولايات المتحدة خلال 24 ساعة معلومات للمخابرات تشير إلى أن روسيا ربما تسعى لاختلاق ذريعة لتبرير الغزو.
فيما قال المتحدّث باسم البنتاغون جون كيربي إنّ وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن تطرّق خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إلى “التعزيز غير المبرّر للوضع العسكري الروسي في أوكرانيا وعلى حدودها”. وأضاف أنّ الوزير الأمريكي “أكّد من جديد دعم الولايات المتحدة الراسخ لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها، بما في ذلك الجهود الراهنة لتعزيز قدرات القوات الأوكرانية من خلال تقديم مساعدة دفاعية”.
وأوضح كيربي أنّ الوزيرين لم يناقشا أسلحة محدّدة، لكنّ سيّد البنتاغون “أعاد التأكيد على التزامنا بمساعدة أوكرانيا على الدفاع عن نفسها”.
وزوّدت واشنطن كييف بأسلحة خفيفة وسفن دوريات وقاذفات صواريخ مضادّة للدروع من طراز جافلين، لكنّ العديد من أعضاء الكونغرس يطالبون البيت الأبيض بأن يفعل المزيد على هذا الصعيد.
طبول الحرب تدوي
مايكل كاربنتر سفير الولايات المتحدة لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، قال عقب محادثات مع روسيا في فيينا: “أصوات طبول الحرب تدوي عالياً، ولهجة الخطاب أصبحت أكثر حدة”.
فيما قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان للصحفيين: “خطر الغزو العسكري كبير” مضيفاً أنه “لم يتم تحديد أي مواعيد لأي محادثات أخرى. يجب أن نتشاور مع الحلفاء والشركاء أولاً”.
وفي وقت سابق حذر الناتو من أنَّ هناك “خطراً حقيقياً لنشوب صراع مسلح جديد في أوروبا”، بعد انتهاء المحادثات بين أعضاء حلف الناتو وروسيا، دون أي بوادر على إحراز تقدم نحو نزع فتيل الأزمة بشأن أوكرانيا”، وفق ما ذكرته صحيفة The Guardian البريطانية.
اجتياح روسيا لأوكرانيا “حتمي”
وفي مقابلة مع صحيفة The Guardian، قال وزير الدفاع الأوكراني السابق أندريه زاغورودنيوك إنَّ العملية الروسية ضد أوكرانيا بدت حتمية، بمجرد انتهاء المحادثات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا هذا الأسبوع.
علَّق زاغورودنيوك: “لقد أثار الروس زخماً، ويريدون استخدام هذا الزخم، لذا عليهم اتخاذ خطوة ما”، وقال إنه “من المستبعد” أن ينفذ الكرملين “غزواً واسع النطاق” على أوكرانيا.
كما توقع زاغورودنيوك أنَّ الكرملين أكثر ميلاً لشنّ حرب هجينة، التي قد تشمل غارات إلكترونية وهجمات على البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك منشآت الطاقة وحملة إعلامية ضخمة. وأوضح أنَّ الاستراتيجية الروسية ستكون “إجبار أوكرانيا” على الخضوع.
توترات روسيا وأوكرانيا
يأتي هذا في وقت حشدت فيه روسيا نحو 100 ألف جندي من قواتها بالقرب من الحدود الأوكرانية، وطالبت حلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة بعدم قبول انضمام الدولة السوفييتية السابقة لعضويته، أو التوسع أكثر فيما تعتبره موسكو فناءها الخلفي.
فيما تنفي موسكو خطط الغزو، وتقول إن ما تفعله هو مجرد رد فعل على ما تصفه بسلوك يتسم بالعداء والاستفزاز من جانب حلف شمال الأطلسي وأوكرانيا، التي تميل نحو الغرب وتطمح للانضمام للحلف.
يذكر أن العلاقات بين أوكرانيا وروسيا تشهد توتراً متصاعداً منذ نحو 7 سنوات، بسبب ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في “دونباس”.
بين الفينة والأخرى، تتواصل الاشتباكات في “دونباس”، بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا، الذين أعلنوا استقلالهم المزعوم عام 2014.