علي ناصر محمد
تلقينا ببالغ الاسى والحزن نبأ وفاة المناضل الرائد عبد الله عبد العالم قائد قوات المظلات وعضو مجلس القيادة في فترة حكم الرئيس ابراهيم الحمدي، الذي وافته المنية في القاهرة بعد معاناة مع المرض.
وقد تعرفتُ إليه لأول في مدينة قعطبة عام 1974م عندما كنتُ رئيساً للوزراء ووزيراً للدفاع ورئيس اللجنة التي كانت تهتم بحل الخلافات والصراعات والتوتر بين الشمال والجنوب بعد حرب عام 1972م، وترأس لجنة الشمال المناضل الشيخ مجاهد أبو شوارب نائب رئيس الوزراء.
وقد عقد اجتماع في قعطبة شارك فيه أحمد حسين الغشمي وعبدالله حمران، وزير شؤون الجنوب، وعبد الله عبد العالم وشارك من جانب الجنوب عبد الله الخامري، وزير الوحدة، وصالح مصلح، وزير الداخلية وآخرون من الطرفين.
وكان هذا اللقاء بداية للتعارف معهم وكان يتصل بي بين حين وآخر بتكليف من الرئيس الحمدي لحل أي خلافات بين الشمال والجنوب.
وبعد استشهاد الرئيس الحمدي ومجيء الرئيس أحمد حسين الغشمي فقد اختلف الرائد عبد الله عبد العالم مع النظام في صنعاء وقاد تمرداً عسكرياً ضد النظام ولكن لم يكتب له النجاح وغادر الى لحج ؛ واستقبله وزير الداخلية صالح مصلح مع عدد من الجنود والضباط من قوات المظلات.
واستقر به المقام في عدن كغيره من القيادات التي لجأت الى عدن خلال المراحل التاريخية وقدمت لهم كل أشكال الدعم المعنوي والمادي.
ولكنه فضل السفر الى دمشق للاقامة فيها لفترة طويلة وقد سبقه عام 1974م الى دمشق الرئيس القاضي عبد الرحمن الارياني واستقر فيها حتى وفاته.
ولم تنقطع اتصالاتي معه في دمشق وليبيا والقاهرة وبوفاته خسر الوطن قائداً عسكرياً ساهم في بناء قوات المظلات جنباً الى جنب مع رفيقه في النضال ابراهيم الحمدي وعبد الله الحمدي.
تعازينا الحارة لأسرة الفقيد وأصدقائه ومحبيه وذويه.
تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.