منى المنجومي
في انفراجة صغيرة في جدار الأزمة السميك بين السعودية وإيران، وصل إلى جدة، اليوم، ثلاثة دبلوماسيين إيرانيين يمثلون المندوبية الدائمة لطهران لدى منظمة التعاون الإسلامي. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، اليوم الاثنين، في مؤتمر صحافي، إن “ثلاثة دبلوماسيين إيرانيين وصلوا إلى السعودية لشغل مناصب في مقر المنظمة التعاون الإسلامي بجدة”.
وتأتي الخطوة وسط مباحثات بدأت قبل أشهر بين الخصمين الإقليميين بعد أن انقطعت العلاقات الدبلوماسية بينهما منذ 2016، وعقدت العاصمتان الشرق أوسطيتان أربع جولات في العراق وصفتها السعودية في وقت سابق بـ”الودية، لكنها لا تزال استكشافية”.
منح التأشيرات
وتأتي عودة الدبلوماسيين الإيرانيين في مندوبيتها الدائمة، والتي أكدها مصدر مسؤول في المنظمة لـ”اندبندنت عربية”، بعد سنوات من عدم وجود ممثلين دائمين لطهران في جدة، إضافة إلى عدم حضورهم عديداً من الاجتماعات منذ ما يزيد على خمس سنوات.
يُذكر أن السعودية وافقت على منح تأشيرات دخول دبلوماسيين إيرانيين معتمدين لدى مقر “التعاون الإسلامي” في وقت سابق، وفق ما أكد مسؤولون من البلدين.
وقال وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، في تصريحات صحافية سابقة، “تلقينا موافقة السعودية على إصدار تأشيرات لثلاثة من الدبلوماسيين الذين من المقرر أن يعملوا كدبلوماسيين مقيمين” في مقر منظمة التعاون بمدينة جدة، غرب السعودية.
ونوه بأن بلاده عقدت أربع جولات من المباحثات مع الرياض.
السعودية تؤكد
وأكد مسؤول في الخارجية السعودية لوكالة الصحافة الفرنسية، أن “من تم منحهم التأشيرات موظفون في منظمة التعاون الإسلامي ، وإيران عضو في المنظمة، وهذا ما يتم مع جميع الدول الأعضاء”.
وقطعت السعودية علاقاتها مع إيران في يناير (كانون الثاني) 2016، بعد تعرض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد لاعتداءات واقتحام من مخربين تقول الرياض إن طهران لم تبذل جهداً لمنعهم وحماية منشأتها الدبلوماسية.
وبدأ البلدان خلال العام الماضي 2021، عقد جلسات حوار في بغداد بهدف تحسين العلاقات، بتسهيل من رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
وعُقدت أربع جلسات بين أبريل (نيسان) وسبتمبر (أيلول). وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة أفاد في وقت، وفق وكالة الأنباء الرسمية “إرنا”، بأن أمير عبد اللهيان ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان قد عقداً “اجتماعاً قصيراً” على هامش مؤتمر لمنظمة التعاون عُقد في باكستان في 19 ديسمبر (كانون الأول)، من دون تفاصيل إضافية.
ولمح الوزير الإيراني إلى أن الجولة المقبلة من المباحثات مع السعودية قد تعقد في وقت قريب.
وقال عبد اللهيان، “في المستقبل القريب، ستكون هناك محادثات إيرانية – سعودية في بغداد”.
وتصر الرياض على مناقشة سلوك إيران في المنطقة، وتهديدها لدول الإقليم وتدخلها فيه، وتسوية الخلافات حولها كشرط للوصول إلى اتفاق استعادة العلاقات.
المصدر : أندبندنت عربية