كريتر نت – العربي الجديد
للمرة الثانية خلال أسبوع، تحوّلت العاصمة الإماراتية أبوظبي، أمس الإثنين، إلى هدف للهجمات الحوثية، في سياق تصعيد عسكري متبادل بين الحوثيين والتحالف الذي تقوده السعودية، وضغط ميداني من قبل القوات الموالية للتحالف لتحقيق مزيد من التقدم الميداني، ولا سيما في محافظة مأرب.
ولا يبدو أنّ هناك أيّ بوادر لتهدئة الأوضاع، رغم الدعوات الأميركية والأوروبية في الأيام الماضية لتفادي التصعيد العسكري والامتثال للقانون الإنساني والدولي وحماية المدنيين، خصوصاً بعد الغارة التي استهدفت مركزاً للاحتجاز في صعدة وذهب ضحيتها أكثر من 80 قتيلاً و265 جريحاً، فيما أكد التحالف أنّ المركز “غير مدرج على قوائم عدم الاستهداف المتفق عليها مع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ولم يتم الإبلاغ عنه من قبل الصليب الأحمر ولا تنطبق عليه المعايير المنصوص عليها في اتفاقية جنيف الثالثة لأسرى الحرب”.
ومع توعّد الحوثيين “بمواجهة التصعيد بالتصعيد” واعتبار الإمارات “دولة غير آمنة”، في مقابل مطالبة السعودية والإمارات المجتمع الدولي بوضع حدّ “للسلوك العدواني” للحوثيين وانتهاكات القوانين الدولية، تتباين التقديرات بشأن السيناريوهات المحتملة في الأيام المقبلة للضغط على الحوثيين من قبل الرياض وأبوظبي، لكنها تتركز في ثلاثة خيارات رئيسية.
أولها سيناريو الضغوط الدبلوماسية على الحوثيين، ومن خلفهم إيران المتهمة بأداء دور رئيسي في تطوير قدراتهم العسكرية على الرغم من نفيها المتكرر للأمر، وتحديداً عبر الدفع دولياً لتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية.
ويركز السيناريو الثاني على التصعيد العسكري، بما في ذلك إنهاء اتفاقية الحديدة ومحاولة السيطرة على المحافظة مجدداً وعلى كل موانئها، إضافة إلى تفعيل جبهات الجوف وتعز والبيضاء.
أما السيناريو الثالث فهو اقتصادي، ويتمثل في محاولة تجفيف إيرادات الحوثيين وملاحقة الشركات التابعة لهم، والتي “يستغلونها لتمرير تمويل إيران لهم عبرها بحجة الاستيراد والتصدير”، وفق ما تقول مصادر حكومية تحدثت لـ”العربي الجديد”.
وفي السياق نفسه، يعتبر مصدر حكومي يمني يوجد في الرياض، طلب عدم ذكر اسمه، لـ”العربي الجديد”، أنّ “الحشد الدبلوماسي ضد الحوثيين يقترب من تحقيق أهدافه، مع محاولة وكلاء إيران استهداف أبوظبي للهروب من هزائمهم ميدانياً، وهذا ما يؤكد أنّ خيار الحلّ العسكري يفرض نفسه على الشرعية والتحالف “لاستئصال المرض والخطر الحوثي”، على حد وصفه.
من جهته، يقول رئيس تحرير موقع “مراقبون برس” ماجد الداعري، لـ”العربي الجديد”، إنّ السيناريوهات المحتملة ضد جماعة الحوثيين تتمثل في “تصنيف الجماعة منظمة إرهابية، وتشديد العزلة الاقتصادية والسياسية مع الجماعة، إلى جانب تحريك كل الجبهات، وفتح جبهات عسكرية جديدة مع الحوثيين، وتعزيز الجبهات بمقاتلين وأسلحة جديدة، وتكثيف الغارات على مواقع الحوثيين، واستهداف مواقع وقيادات الجماعة”.
السيناريو “الأكثر فاعلية”
في موازاة ذلك، يرى القيادي العسكري في الجيش الوطني في مأرب العقيد محمد حسين الهدال، في حديث مع “العربي الجديد”، أنّ “الحوثيين تمادوا في تجاوز الخطوط الحمراء، وينفذون الأجندة الإيرانية”، معتبراً أنّ محاولة استهدافهم الإمارات بصواريخ باليستية “هي رغبة إيرانية قبل أن تكون رغبة داخل مليشيات الحوثيين، لذلك يجب أن يكون الرّد عسكرياً، وذلك من خلال تحريك جميع جبهات الحرب ضدّهم، وفي مقدمتها جبهة تحرير الحديدة وسحب موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى من الحوثيين”.
ووفقاً للهدال، فإنّ “هذ الخيار السيناريو سيكون أكثر فاعلية، ولذلك هناك توجه من قيادة قوات تحالف دعم الشرعية في هذا الاتجاه، وهي بدأت فعلياً في العمليات العسكرية والجوية، بتدمير كل قدرات الحوثيين الجوية والصاروخية وقطع طرق الإمداد والتهريب الإيراني للحوثيين”.
ويلفت إلى أنّ “عمليات الحوثيين الأخيرة تعد خطيرة وتهدد دول الخليج والملاحة الدولية، لذلك سيترتب على الشرعية والتحالف خلال الأيام المقبلة التخلّص من هذا التهديد”.
ويربط مراقبون بين تصعيد الحوثيين للعمليات العسكرية ضد السعودية واستهداف الإمارات بصواريخ باليستية ومسيّرات، مرتين خلال أسبوع واحد، وبين تطورات المعارك العسكرية الأخيرة في شبوة ومأرب وطرد مقاتلي الجماعة من مناطق شمال شبوة وجنوب مأرب، بعد أن كانوا قد اقتربوا من الدخول إلى مثلث الثروة النفطية والغازية، خلال الفترة الأخيرة.
لكن هناك من يرجح أيضاً أنّ الحوثيين خسروا قيادات كبيرة في صفوفهم تزامناً مع تكثيف التحالف من عملياته لتدمير قدرات الحوثيين وتصفية قيادات في الجماعة.