كريتر نت – متابعات
وجهت الولايات المتحدة ضربة قوية نحو كبح جماح الإرهاب الذي تشكله المليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران، حيث اعلن الجيش الأمريكي أنّه احتجز في خليج عمان سفينة قادمة من إيران، وطاقمها يمني، محملة بأطنان من مادة كيميائية قد تستخدم في صناعة المتفجرات.
وذكر الأسطول الخامس الأمريكي، في بيان، أنّ السفينة لا تتبع دولة معينة، وكانت قادمة من إيران في خليج عمان، خارج المياه الإقليمية لأي دولة، وكانت تبحر بمسار يستخدم تقليديًّا لنقل أسلحة إلى المليشيات الحوثية.
الضربة الأمريكية التي تُضاف إلى سلسلة من الضربات المشابهة، تحمل أهمية كبيرة كونها تحاصر الإرهاب الحوثي في خطوات مبكرة جدًا، في ظل حجم الدعم العسكري واسع النطاق الذي تحصل عليه المليشيات من إيران.
اللافت أن إيران التي لطالما حاولت في تبرئة ساحتها من الاتهامات الموثقة الموجهة إليها حول دورها المشبوه في صناعة الإرهاب الحوثي، لم تقدم رواية نافية لهذا الأمر واختارت “مواربة الباب” أمام كل الأطروحات ومن ثم السيناريوهات.
المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة ظهر في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين، وردّ على الإعلان الأمريكي قائلًا حسبما نقلت عنه وكالة “سبوتنيك”، إنّها ليست المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق مثل هذه التصريحات من قبل بعض المسؤولين الأمريكيين.
تصريح متحدث الخارجية الإيرانية لم ينفِ الأمر، لكن اعتمد على إلقاء بعض الغموض في تعاطي طهران مع المشهد الراهن، محاولًا في الوقت غسل سمعة إيران مما يُوجه إليها من اتهامات حول دورها في تدمير اليمن عبر صناعة الإرهاب الحوثي وتمويل وتسليح المليشيات نحو إطالة أمد الحرب.
إزاء ذلك، تبقى كل السيناريوهات مطروحة إزاء تعامل المجتمع الدولي مع إيران قبل الحديث عن التعامل مع المليشيات الحوثية، فإذا كانت المليشيات هي المنفذ للإرهاب فإيران تتولى عملية الدعم والتسليح والتمويل، كسيناريو ممتد في أطراف المنطقة برمتها يقوم على صناعة المليشيات.
ويرى محللون أن ممارسة الضغوط على إيران وغلق مسارات تهريب الأسلحة للحوثيين سيكون العامل الأهم في إطار وضع حد للإرهاب الحوثي الذي تخطّى كل الخطوط الحمراء، بما يمثّل تهديدًا لأمن واستقرار المنطقة.
ولا يبدو أنّ المجتمع الدولي سيميل إلى خيار غض الطرف عن الدعم الإيراني للحوثيين، بعدما زاد حجم التهديدات للمصالح الدولية لا سيّما على الصعيد التجاري في ظل جرائم الحوثي المتواصلة تجاه سفن البضائع والشحنات، وهو أمرٌ يمس أمن العالم أجمع ولا يبدو أن غض الطرف عنه أو تجاهله سيكون أمرًا صحيحًا بأي حال من الأحوال.