كتب أ.جمال عبد المولى
لم ولا لمرة أفكر في نفسي فقد كنت اعيش حالة إدمان وسكن من العشق الأسري الأخوي، والذي أصبح الٱن ملزما،بأن لا أعيش موت أمي وهي على قيد الحياة.
أمنية ورجاء أمي أن تسكنني ، لابد ان انفذه واحققه ،رغم أنها ساكنة فعلا معي، قد تكون رسالتي هذه هي ٱخر محاولة مني لإستعادة ما لم يتحقق من طلبها الأخير،، ليس لأجلي إنما لأجلها، وحتى لا تموت وهي على قيد الحياة – مرتين!! “لاحظ المرفق”.
ان أكبر قوة لي هو أنني لم افكر -مجرد التفكير- أن أرفع صوتي تجاه أمي و أبي ، وأخواني أيضا الأكبر سنا،وحتى الأصغر سنا.
يستحضرني في الأثر،عدد من القراءات والمشاهدات عن العقوق، من أجل ذلك كله، لم اتحدث يوما بأن أمي أفقدتني كل النرجسية أو بعضاً منها!!! -رغم أن ذلك جيدا،فالنرجسية تعني الأنانية، والإفراط في حب الذات المقيتة، لعلها كلمة مغلوطة تناهت الى مسامعي، وبأن الكلمة المقصودة ربما الرومنسية، غير ان هذه الكلمة تجاه المقام الرفيع، والمقدس لا يقولها إلا إبن ضال، ،لم اقل ولن أقول بأنني-والعياذ بالله من غضبه- أكاد اكفر أو كفرت وأنا في صيامي …..لم أساوم على أمي أبدا.
أستخدمت سياقا سهلا ممتنعا و رحيما شغوفا لجبر خاطرها، والتأكيد على الانصياع المرتقي إلى أعلا قيم التقديس لكل ماتقوله ولكل آرائها الثابتة و المتغيرة أحيانا بين اللحظة و الأخرى، فعندما تقول أريد كذا أقول لها أنا معك،وعند سرعة تغيير رأيها،أقول لها،نِعم الرأي ،صح كلامك يا أمي أنطقها “يمه”،فتعيد الكرَّة إلى رأي ثالث ورابع وعاشر وأكثر .. . فأقول لها ،انا معك .
أعتقد بأنها هي هذه الصدقة، صدقتها الجارية التي ظللتني و مازالت، بعون الله ورحمته، وأعادتني من رحلة الاحتضار ، ورؤية بعض “مايحكى” عن رحلة مابعد الموت اللحظي ربما، في أكثر من مناسبة .
لقد أخذتني في ملكوت لامتناهي معها، إلى تلك الفسحة التي تؤكد أن كل كلامها نهج ، بغض النظر عن إختلاف وجهات النظر، إنه في الحقيقة بالنسبة لي “قرآن مرتل”. !
و أعود إلى تلك المرحلة،حين أبحر في فضاءاتها،،، كأن تقول لي ،”موذا” اي ما هذا يا فلان – تخاطبني بإسمي – ” كل ما قولك حاجة، تقول لي صح كلامك، طيب وانت ايش رأيك؟ ” فأقول أنا أصلا في صفك، فتردف وهي ضاحكة ضحوكة، وكأن صدرها لا يتسع للفرحة، ” طيب قول ، شِير عليا يا …..” .
ونضحك هنا على تسمياتها الفكاهية البديعة ،فأرد “وهل هناك مشورة بعد قولك؟! ”
كيف لا والجنة تحت أقدامها.
لأقول لها دائما في سريرتي ، إجلالا لهيبتها ،فقط دعيني استشعر مايقال وعرفناه في القراءات، عن الجنة، دعيني اتحسس الجنة وانا اقبل قيعان بطن قدميك، بل وكل ما تطؤه قدماك الجميلتان.. .
فقط دون حديث يذكر، أقبل قدميها، وهي تحاول جاهدة وبكل الحنان أن تبعد قدميها عني وعن سيل القبلات، ويتعالى ابتسامها حتى الضحك ،و حتى تنهال عليَّ دعواتها كالمطر،، وياله من غيث صائب،أظن بأنه صار ظلي حتى بعد رحيلها .
اعظم مافي هذه المشاهد المتكررة، بأني لم أكن أقصد عند تقبيل قدميها ، بأن أحصد الدعاء ، فدعاؤها مظلة ومعين لا ينضب، وطالما هي تفاجأت بدورها من كثر مواظبتي لتقبيل رأسها و يديها و أخمص قدميها.
لكل منا:
*ياترى ماهو المرفق الممكن مشاهدته أو سماعه أو يتذكره او عنوة “يذكره” ،عن ذكريات أمه*