كريتر نت – متابعات
صعّد المتمردون الحوثيون هجماتهم بالصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار على الإمارات كجزء من حربهم ضد التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.
وتعد هذه الهجمات الحوثية المستمرة جزءاً من حرب الظل الأوسع نطاقاً التي تشنها إيران بالوكالة ضد الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج العربي والعراق وسوريا واليمن، والتي تصاعدت في الأسابيع الأخيرة.
والاثنين الماضي أعلنت الإمارات أنها أسقطت صاروخين باليستيين استهدفا عاصمتها أبوظبي، أطلقهما المتمردون الحوثيون.
كما أعلن سلاح الجو الأمريكي أنه تدخل للدفاع ضد هجوم الصواريخ الباليستية.
وادعى الحوثيون أنهم استهدفوا قاعدة الظفرة الجوية في أبو ظبي، والتي تستضيف ما يقرب من 2000 طيار أمريكي يخدمون في جناح الاستكشاف الجوي 380 التابع لسلاح الجو الأمريكي.
ووضعت القوات الأمريكية في حالة تأهب مشددة وتم نقلها إلى مخابئ أمنية بعيد انطلاق الإنذار الصاروخي المبكر.
ويزعم الحوثيون أن هجماتهم الصاروخية هي انتقام للنشاط العسكري الإماراتي في اليمن، بما في ذلك الهجوم الذي قادته ألوية العمالقة مؤخرا في شبوة ومأرب والتي جرعت فيه الحوثيين هزائم ساحقة.
بالإضافة إلى شن هجمات إرهابية بعيدة المدى ضد أهداف مدنية إماراتية وسعودية، لجأ الحوثيون أيضا إلى القرصنة، واستولوا بشكل غير قانوني على سفينة ترفع علم الإمارات في البحر الأحمر في الثالث من يناير، وطالب مجلس الأمن بالإفراج عنها وعن طاقمها.
يد إيران واضحة
والهجمات الحوثية المستمرة هي جزء من حرب الظل الأوسع نطاقاً التي تشنها إيران بالوكالة ضد الولايات المتحدة وحلفائها في الخليج العربي والعراق وسوريا واليمن، والتي تصاعدت في الأسابيع الأخيرة.
ويقوم الحرس الثوري الإيراني بتهريب طائرات بدون طيار وصواريخ وغيرها من التقنيات العسكرية المتقدمة إلى حلفائهم الحوثيين، وتدريبهم على استخدام أسلحة متطورة على نحو متزايد، ويعتقد إلى حد كبير في أنهم يلعبون دورا رئيسا في إطلاق الصواريخ على أهداف بعيدة المدى.
والحوثيون ليسوا الوكلاء الإيرانيين الوحيدين الذين يهددون الإمارات. فقد هدد متحدث باسم المليشيات العراقية المدعومة من إيران في 21 يناير بمهاجمة الإمارات واتهمها زوراً بدعم إرهابيي داعش.
ولا تشكل كل هذه الجماعات تهديدات قاتلة فقط للإمارات والسعودية والمدنيين المحليين، بل وأيضا للولايات المتحدة.
وحينما بلغت التوترات بين إيران والولايات المتحدة ذروتها في يناير 2020 بسبب الهجمات المكثفة على القوات الأمريكية في العراق من قبل المليشيات المدعومة من إيران، ردت إدارة ترامب بشن غارة بطائرة بدون طيار قتلت الجنرال قاسم سليماني بصفته قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، الذي ينسق أنشطة المليشيات التي تعمل بالوكالة، كان سليماني المهندس الرئيس لاستراتيجية الحرب بالوكالة الإيرانية.
وفور الذكرى السنوية لمقتله، صعدت المليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا هجماتها على المصالح الأمريكية.
على مدى أربعة أيام بدءاً من 3 يناير، شنت سلسلة من الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار على القوات العسكرية الأمريكية في العراق وعلى أماكن سكن موظفي وزارة الخارجية في مطار بغداد.
كما استولى الحوثيون على سفينة ترفع العلم الإماراتي بمناسبة الذكرى الثانية لوفاة سليماني، وهو نفس اليوم الذي شن فيه قراصنة إيرانيون هجمات إلكترونية على صحيفتين إسرائيليتين.
من الواضح تماماً أن الحوثيين يعملون عن كثب مع الحرس الثوري الإيراني، الذي كان دعمه لا غنى عنه لضرباتهم الصاروخية والطائرات بدون طيار على الإمارات، وهو أمر تتردد إدارة بايدن في الاعتراف به.
سياسة بايدن الفاشلة تجاه اليمن
غضت إدارة بايدن الطرف عن هجمات الحوثيين ضد أهداف مدنية سعودية وإماراتية ومحلية، والتي ترقى إلى مستوى الإرهاب. وتمثل إحدى أولى خطوات إدارة بايدن الفاشلة في فبراير، عندما رفعت الحوثيين من قائمة الإرهاب والعقوبات التي فرضتها إدارة ترامب على الحوثيين.
وبرغم أن إدارة بايدن قدمت أسباباً إنسانية وضرورة تجنب إعاقة المساعدات الخارجية لعكس سياسة الرئيس دونالد ترامب، بيد أن جماعة الحوثيين هي بالأساس من تشكل أحد التهديدات الإنسانية الرئيسة للشعب اليمني، وكذلك على جيرانها.
ورغم شطبهم من قائمة الإرهاب، صعد الحوثيون هجماتهم الصاروخية على السعودية والإمارات.
وبدلاً من انخراطهم بحسن نية في مفاوضات لإنهاء الحرب، صعدوا من هجماتهم الداخلية بغية تحقيق نصر عسكري حاسم، وبالتالي إطالة أمد الحرب والكارثة الإنسانية في اليمن.
كما رد الحوثيون الجميل للرئيس بايدن في 10 نوفمبر 2021، باقتحام السفارة الأمريكية في صنعاء ونهبها واحتجاز العديد من الموظفين كرهائن.
كشفت هذه الإهانة، فشل إدارة بايدن في حماية المصالح الأمريكية، وفشلها في إحداث إعادة تفكير واقعية في سياسة الولايات المتحدة.
ويرجع ذلك جزئياً إلى أن نهج بايدن “الدبلوماسية أولاً” في التعامل مع اليمن كان نتيجة كارثية لسياسة الإدارة الرخوة تجاه إيران.
أهدرت الإدارة الأمريكية النفوذ المتراكم في ظل سياسة “الضغط الأقصى” التي كانت تنتهجها إدارة ترامب ضد إيران، وخففت العقوبات ضد إيران، وقللت من أهمية واردات الصين المتزايدة من النفط الإيراني، فضلاً عن التهديدات التي تشكلها مليشيات طهران في المنطقة.
هذا التهاون السياسي، شجع طهران على تقديم مطالب متطرفة في المحادثات النووية في فيينا وتحمل بطياتها مخاطر أكبر في تنظيم هجمات بالوكالة ضد القوات العسكرية الأمريكية وحلفائها في الشرق الأوسط.
ورداً على الهجمات الصاروخية للحوثيين، حثت الإمارات وجامعة الدول العربية إدارة بايدن على إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية.
يجب على بايدن القيام بذلك على الفور وفرض عقوبات على المجموعة ليس فقط لحماية المدنيين الإماراتيين المهددين بمثل هذه الهجمات الإرهابية، ولكن أيضا لحماية مصالح الأمريكيين في المنطقة. يعيش ما يقرب من 50000 أمريكي في الإمارات، وتعد واحدة من أهم المراكز المالية ومراكز النقل في العالم.
*صحيفة “ديلي سيجنال” الأمريكية