كريتر نت – متابعات
يشهد الإثنين 7 فبراير/شباط 2022 حركة دبلوماسية مكثفة، تهدف إلى محاولة نزع فتيل الأزمة الأوكرانية، إذ يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، فيما يلتقي المستشار الألماني أولاف شولتس الرئيس الأمريكي جو بايدن في واشنطن.
يأتي هذا، بينما تتهم دول غربية موسكو بحشد عشرات آلاف القوات على حدود أوكرانيا استعداداً لغزوها، وهو ما تنفيه روسيا التي تشدد في المقابل على أنها لا تسعى سوى إلى ضمان أمنها.
وكالة الأنباء الفرنسية قالت إنه يُتوقّع أن يصل ماكرون، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، إلى موسكو بعد الظهر، وقد يتواصل اجتماعه مع بوتين حتى المساء، على أن يُختتم بمؤتمر صحفي مشترك، بحسب الإليزيه.
كانت الرئاسة الفرنسية قد قالت الجمعة 4 فبراير/شباط 2022، إن ماكرون وبوتين عازمان على “المضي إلى جوهر الأمور” خلال اجتماعهما، من خلال درس إجراءات “خفض التصعيد” في الأزمة على حدود أوكرانيا.
استبق ماكرون توجهه إلى موسكو بالحديث إلى الرئيس الأمريكي بايدن عبر الهاتف، وقالت الرئاسة الفرنسية إن الاتصال الذي استمر 40 دقيقة جزء من “منطق التنسيق”، قبل زيارة ماكرون لموسكو، ثم توجهه غداً الثلاثاء إلى كييف حيث سيلتقي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
خلال عطلة نهاية الأسبوع، أجرى ماكرون أيضاً محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، وزعماء دول البلطيق الثلاث، الرئيس الليتواني جيتانا نوسيدا ورئيسي وزراء لاتفيا كريسيانيس كارينز وإستونيا كاجا كالاس.
بالموازاة مع ذلك، يتوجه المستشار الألماني شولتس إلى واشنطن لعقد أول لقاء له منذ توليه المنصب مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، اليوم الإثنين، في ظل تعرضه لانتقادات متزايدة حول موقف ألمانيا الذي يبدو متناقضاً خلال الأزمة الأوكرانية.
كما سيلتقي شولتس زعماء دول البلطيق في برلين هذا الأسبوع ويسافر إلى أوكرانيا وروسيا في وقت لاحق من هذا الشهر.
كان شولتس قد قال في مقابلة مع صحيفة “واشنطن بوست” قبل زيارته: “عملنا بجد لبعث رسالة إلى روسيا مفادها أنه سيكون هناك ثمن باهظ يجب دفعه إذا تدخلت في أوكرانيا”، وأضاف “أقدّر حقاً ما يفعله الرئيس بايدن في المناقشات الثنائية بين الولايات المتحدة وروسيا. إنها في منتهى الصعوبة”.
عشية توجهه إلى واشنطن، أعلن شولتس أن بلاده مستعدة لإرسال قوات إضافية إلى دول البلطيق، وذكر في مقابلة مع شبكة “إيه آر دي” الألمانية، أن بلاده مستعدة “للقيام بكل ما هو ضروري لتعزيز وجود ألمانيا في عمليات حلف شمال الأطلسي في دول البلطيق”.
التخفيف من المخاوف
العاصمة الأوكرانية كييف تشهد هي الأخرى أيضاً، الإثنين، يوماً دبلوماسياً مثقلاً باللقاءات، حيث سيزور أوكرانيا كل من وزيرة الدفاع الألمانية أنالينا بربوك، وكذلك وزراء الخارجية التشيكي يان ليبافسكي، والسلوفاكي إيفان كوركوك والنمسوي ألكسندر شالنبرغ.
تأتي الجهود الدبلوماسية الأوروبية وسط مخاوف متزايدة من أن روسيا تستعد لغزو أوكرانيا، إذ قدّرت الاستخبارات الأمريكية أن روسيا بات لديها فعليا 70 بالمئة من القوة اللازمة لتنفيذ غزو واسع النطاق لأوكرانيا، ويمكن أن تكون لديها القدرة الكافية، أي 150 ألف جندي، لتنفيذ هجوم خلال أسبوعين.
كذلك حذر المسؤولون الأمريكيون من أنه إذا قرر بوتين غزو أوكرانيا، فبإمكان قواته تطويق العاصمة الأوكرانية كييف وإطاحة الرئيس فولوديمير زيلينسكي في غضون 48 ساعة.
رغم ذلك، تحاول كييف التخفيف من المخاوف بإمكان حصول هجوم وشيك، وذلك في إطار سعيها إلى تجنب إلحاق أذى إضافي باقتصادها المتداعي.
في هذا الصدد، كتب وزير الخارجية الأوكراني ديمترو كوليبا على تويتر: “لا تصدقوا التوقعات المدمرة. عواصم مختلفة لديها سيناريوهات مختلفة، لكن أوكرانيا مستعدة لأي تطور”.
أضاف كوليبا أن “أوكرانيا لديها اليوم جيش قوي ودعم دولي غير مسبوق وإيمان الأوكرانيين ببلدهم. العدو يجب أن يخاف منا”.
يُذكر أن الرئيس الأمريكي بايدن قرر إرسال قوات أمريكية لتعزيز قوات الأطلسي في أوروبا الشرقية، وأثارت هذه الخطوة غضب موسكو التي عرضت مطالب على الأطلسي لوقف توسعه والانسحاب من دول أعضاء تقع في أوروبا الشرقية.
لكن الولايات المتحدة أكدت أن الهدف من إرسال قواتها ليس “إشعال” حرب مع روسيا، وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إن “الرئيس كان واضحاً على مدى شهور لجهة أن الولايات المتحدة لا ترسل قوات من أجل إشعال حرب أو القتال في حرب ضد روسيا في أوكرانيا”.