كريتر نت – متابعات
يعد الامتداد الطبيعي لمليشيا الحوثي عبر عُمان – إيران – قطر شرقا وحزب الله شمالًا والإخوان بكل أدواتهم حتى مشارف روسيا، أحد أسوأ التحالفات التي تدفع الواقع اليمني تجاه أفق مسدود.
خلف هذا المحور تأتي منظمة الأمم المتحدة كطرف ضعيف يبحث عن تمويلات إنسانية وينفذ أجندة محدودة سلبا وإيجابا، ثم مجلس الأمن الدولي الذي يمثل القوة الأولى في العالم وهي أمريكا وسياسية الكيل بمكيالين.
إضافة لبعض المنظمات المتواطئة والتي لها ارتباط تخادمي مع محور إيران أو أجندة سياسية معينة.
مؤخرا استقبل الرئيس الأمريكي جو بايدن أمير دولة قطر تميم بن حمد، كان من ضمن ما صرح به: “أن ادارته على تواصل يومي مع الإمارات لمناقشة التهديدات التي تتعرض لها”.
بالمقابل كشف عن نيته، “تصنيف دولة قطر؛ كحليف رئيسي للولايات المتحدة، من خارج حلف شمال الأطلسي”.
هذا الاستدعاء الأمريكي المتناقض، في ظل الأزمة الروسية – الأوكرانية، ليس له تفسير سوى أن الأمر متعلق بتصدير الغاز وأهداف أخرى تأتي تباعًا، ناهيك عن أن الهدف إبراز حلفاء جدد في المنطقة؛ ليس على حساب الأنظمة أو الأصدقاء القدامى بقدر ما هو تمييع لقضايا لا تخدم خطوات السلام في المنطقة وآلياتها في محاربة الإرهاب بكل أشكاله والذي أصبح يأخذ خطوطا طويلة وطرقا ملتوية تشبه طرق الحرير.
الجميع أمام مفارقة عجيبة، هناك مليشيا تسيطر على شمال اليمن ما تزال تشكل تهديدا لجميع الأطراف التي تعمل على الحل كما تشكل خطرا على الملاحة البحرية؛ فيما لا يزال لديها حلفاء عرب وإقليميون ودول كبيرة تتماهى معها وتحاول ثني أي قرارات تسعى لتصنيفها كجماعة إرهابية.
وهنا تبرز أسئلة كثيرة تستدعيها المعطيات على الأرض والعلاقات المتشابكة والملتبسة بين محاور الصراع الذي ينعكس تماما بصورة سلبية على مستقبل اليمن.
ضغوطات لإيقاف العمالقة
تسعى أطراف عديدة محلية بقيادة جماعة الإخوان وإقليمية داعمة للنظام الإيراني لإيقاف انتصارات العمالقة التي تمثلت في استعادة مديريات شبوة وصولا إلى مأرب وفك الخناق عنها ومحافظة البيضاء.
يأتي ذلك من خلال افتعال العوائق والترويج لضربات الحوثي الصاروخية ضد الإمارات وطرح أن أي تصنيف لجماعة الحوثي على أنها إرهابية سيقوض مبادرات السلام والحل السياسي ولا بد من إشراك الحوثيين في عملية السلام القادمة كأي طرف.
هذه التوجهات تجعل من ملف الازمة اليمنية يراوح مكانه فيما تفتح المجال أمام المليشيا لمضاعفة قوتها التي تكاد تنهار من وقت لآخر أمام ضربات المقاومة.
ولعل العملية التي تبنتها جماعة عراقية يوم الأربعاء والتي تسمي نفسها “كتائب الوعد الحق” أحد بوادر الذهاب بالملف اليمني إلى أتون صراع مختلف بعد أن تبنت هذه الجماعة إطلاق 3 طائرات مسيرة تم اعتراضها من قبل الدفاع الإماراتي، بحسب بيان لها.
إذا ثمة أطراف عديدة تكشف عن وجهها الآخر تجاه الازمة اليمنية ولكن بقناع الحوثي الذي يروج بأنه سيستهدف أعيانا اماراتية في حال استمر دعم الإمارات للمقاومة.
وهنا يبرز سؤال أخير وهو ليس بجديد، ما هي الأهمية التي يمثلها الملف اليمني للأطراف الداعمة لعملية السلام وعلى رأسها امريكا وهي تعي جيدا المسار الذي تنهجه جماعة الحوثي التي قوضت كافة السبل لإيجاد حل سياسي للأزمة الإنسانية الخانقة أولا؛ عبر عدم التزامها بأي اتفاقية ومنها اتفاقية العاصمة ستوكهولم؟
ثمة من يدفع من أجل إطالة أمد الحرب بعيدا عن أي حلول تعمل على إنهاء معاناة الشعب اليمني وهذا واضح من خلال العمليات الإرهابية التي تحدث هنا وهناك والتحركات الديبلوماسية المريبة.