كريتر نت – متابعات
في آخر ظهور إعلامي له على منصة القبس الكويتية يكشف القطري حمد بن جاسم مهندس سياسات الدوحة عن استمرار مقاربة قطر الفوضوية للعبث بالمنطقة رغم ما شهدته عديد دول من حروب ونزاعات فخخت استقرارها ربما لسنوات طويلة.
وكان أهم ما أفصح عنه بن جاسم وزير خارجية قطر السابق، أن توقف قطر أو وقوفها ضد تدخل طهران في المنطقة لن يكون الا بتمكين الإخوان المسلمين كجماعة سنية من مواجهة طموح طهران الشيعي عبر دعمهم في المنطقه لتصدر المشهد سياسيا.
بن جاسم خاطب الرياض تلميحا بأن تعاطيها مع مخاطر تصدير الثورة الخمينية تكتيكي وليس استراتيجيا وذلك بسبب تغير موقف الرياض من الإخوان حسب ما ذهب إليه السياسي القطري في تلميحه المتشفي.
كما أنه تحدث عن تدخلات طهران في المنطقة بكثير من الاعجاب والانبهار وكيف أن ذكاء الإيرانيين لا يجعل أحدا يعثر على أدلة تدين تدخلاتهم التي اعتبرها طبيعية في حال الطرف الآخر لم يستطع أن يواجهها.
وحملت إجابات حمد بن جاسم رسائل بأن المشروع الوحيد الذي سيتمكن من مواجهة طهران هو مشروع الإخوان وأن ما تقوم به الدوحة لصالح إيران هو انتقام من دول المنطقة على افشالها مشروع فوضى الإخوان الذي دشن في 2011م.
وما قاله السياسي القطري المعروف بتصدره مشهد المؤامرات ضد دول المنطقة ليس سوى تأكيد لسلوك الدوحة الانتقامي من دول كالسعودية والإمارات عبر اليمن بينما فشلت دويلة الحمدين في غرز مخالبها في جسد الدولة المصرية رغم محاولاتها المتكررة التي سحقت تحت بيادات جيش مصر ومؤسسات الفراعنة العريقة.
ولأن اليمن هي مسرح مؤامرات قطر ضد الرياض وأبوظبي وكذلك ضد كل دول الخليج باستثناء سلطنة عمان فقد عمدت الدوحة إلى تحويل السلطنة العمانية إلى جناح ثان للحوثيين والإخوان وكل خصوم التحالف العربي.
لم تكن سلطنة عمان بعيدة عن توفير الدعم للحوثيين غير أن دخول قطر جعل السلطنة تلعب أدوارا عديدة لصالح الدوحة وطهران وضد اليمن والسعودية والإمارات العربية المتحدة، ومن هذه الأدوار استضافة عمان لقيادات سياسية واجتماعية وعسكرية وإعلامية تعمل ضد التحالف العربي وتقوم الدوحة بتمويل تشاطاتها عن طريق المخابرات العمانية.
تعمل الدوحة بكل جهد لإغراق الرياض في مستنقع الحرب اليمنية من خلال ادوات في الداخل اليمني عديدة يتصدرها الإخوان وقواتهم وقياداتهم العسكرية في الجبهات وفي المقابل توفر الدوحة دعما سياسيا وإعلاميا نشطا للحوثيين وصل حد إفساح قناة الجزيرة شريط الأخبار لتغريدات محمد علي الحوثي بينما تتصدر خطابات زعيم المليشيات الجزيرة مباشر وهو ما لم تقوم به قنوات إيرانية.
وأسهم التآمر القطري في تحويل الجهد العسكري في الميدان إلى ساحة استنزاف للتحالف العربي عبر قيادات الإخوان في الجيش الوطني وإهلاك عبثي لكل ما يقدمه التحالف العربي لاستمرار المعركة وفي المقابل تنشط أدوات قطر الناعمة دوليا في تسويق نتائج الحرب إنسانيا ضد الرياض وأبوظبي من خلال تمويل قائمة طويلة من المنظمات الإخوانية والحوثية في اوروبا وامريكا واستثمار تقاريرها ضد التحالف العربي في المحافل الدولية.
ما تقوم به الدوحة لصالح الحوثيين وضد التحالف العربي من سلوك انتهازي يشبه سلوك صديق بدون مروءة يبيع رفاقه واحدا تلو الآخر لمجرد أنه يريد الجميع يعملون لصالح أطماعه حتى وإن كانت هذه الأطماع فيها دمار ذواتهم وما نفذته الدوحة ضد ليبيا وضد سوريا وضد مصر وضد السعودية والإمارات ليست سوى نماذج لسلوك قطر الانتقامي.
وحديث بن جاسم في ظهوره الإعلامي الأخير إعلان من الدوحة بأنها ستواصل مهمتها القذرة بل إنها جاهزة للتصعيد أكثر خدمة لطهران وحلفائها في المنطقة وبشكل أوضح.. سندعم مشروع إيران انتقاما لإفشالكم مشروع الإخوان المسلمين.
ولأن الدوحة مستمرة في عبثها فإن سلطنة عمان ستواصل العمل كدار ضيافة قطرية مشرع الأبواب لاستقبال كل من لفظتهم المكونات اليمنية لتماهيهم مع الدور القطري التخريبي إضافة الى استمرار تمويل الخزينة القطرية للمليشيات المنفلتة في الداخل اليمني.
الدوحة ومسقط وطهران مثلث الشر الذي يوقد منذ سنوات لاستمرار إشعال المنطقة بنار الإرهاب الحوثي الإخواني العابر للحدود وإشغال المنطقة بتقادم أزمة اليمن وتعثر حسم ملفها.