كريتر نت – عدن
طالبت جماعة نداء السلام المنظمات الدولية المعنية، وفي مقدمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن تتبني عملية تحقيق جادة في الجريمة دفن نفايات نووية، في مناطق متعددة من ساحل تهامة .
ودعت بيان جماعة نداء السلام الكشف ملابسات هذه الجريمة ، وإتخاذ الإجراءات الملائمة، للحد من نتائجها وآثارها الكارثية، على المواطنيين، وعلى مختلف جوانب الحياة، في تهامه خصوصا، واليمن عموما والاقليم الجغرافي على نحو أعم، ومحاسبة الضالعين فيها.
وفيما يلي نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن جماعة نداء السلام
بشأن مأساة دفن النفايات النووية في تهامة اليمن وتأثيراتها الكارثية على الحياة.
تسربت في عقود سابقة معلومات، تم تداولها همسا في البداية في المجالس الخاصة، قبل أن تتناولها بعض الأقلام الصحفية، على هيئة أخبار على صفحات بعض الصحف المحلية. وقد تضمنت تلك المعلومات أن جهات دولية قامت بدفن نفايات نووية، في مناطق متعددة من ساحل تهامة.
ولم تفلح تلك الكتابات يومها، في تشكيل رأي عام ضاغط على أصحاب القرار في السلطة، للعمل على تشكيل لجنة تحقيق دولية من خبراء في هذا المجال، تتولى كشف حقيقة تلك المعلومات، ووضع حد لتلك العملية، التي ما كانت لتحدث دون تواطؤ من جهات محلية، ووضع حد لها، يجنب اليمن الويلات التي تنتج عن دفن النفايات النووية في باطن الأرض، والتي قد يمتد تأثيرها إلى آلاف السنين، كما تؤكد بعض الدراسات المتخصصة.
وما أن مضت بضع سنوات، حتى بدأت تظهر بعض النتائج المروعة لتلك الجريمة، التي أصبحت معلومة الآن على وجه اليقين، من خلال ما نجم عنها من أمراض ومن تشوهات خلقية للأجنة والمواليد، في عدد من المناطق التهامية. وما تزال نتائج تلك الجريمة تتفاقم بصورة مستمرة وبشعة وصادمة.
وقد تجاوزت تأثيرات النفايات النووية المخزنة في تهامة، تجاوزت التسبب في انتشار الامراض وإحداث التشوهات الخلقية في البشر، فامتدت أيضا إلى المياه الجوفية ، و الثروة الحيوانية، ولم تسلم منها حتى التربة والمحاصيل الزراعية.
لقد أصيبت جماعة نداء السلام بالصدمة، لهول ما اطلعت عليه من وثائق وتقارير وصور وإحصائيات وشكاوى، من قبل مواطنيين متضررين، تثبت جميعها، أن هناك جريمة قد وقعت بفعل فاعل، وأن السكوت عليها لا ينبغي ان يستمر بعد اليوم. فهي جريمة قد ارتكبت بحق اليمن أرضا وإنسانا، وليس بحق مواطنيين أبريا في ساحل تهامة فحسب، بل وبحق الإنسانية جمعاء.
.
وإنطلاقا من مسؤوليتنا الأخلاقية والوطنية والإنسانية، ومسؤولية كل يمني، فإن جماعة نداء السلام تهيب بذوي الضمائر الحية على امتداد العالم، أن يلتفتوا إلى هذه المأساة الإنسانية الرهيبة، وأن يتعاملوا معها بوحي من ضمائرهم وشعورهم الإنساني ومسؤوليتهم الأخلاقية، وأن يمارسوا الضغوط على حكومات بلدانهم، للمساعدة في كشف جوانب هذه الجريمة، والضالعين فيها.
وفي الوقت ذاته تناشد جماعة نداء السلام المنظمات الدولية المعنية، وفي مقدمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن تتبني عملية تحقيق جادة في هذه الجريمة، لكشف ملابساتها، وإتخاذ الإجراءات الملائمة، للحد من نتائجها وآثارها الكارثية، على المواطنيين، وعلى مختلف جوانب الحياة، في تهامه خصوصا، واليمن عموما والاقليم الجغرافي على نحو أعم، ومحاسبة الضالعين فيها، وإجبارهم على تحمل المسؤولية الأخلاقية والمادية، عن النتائج الكارثية لجريمتهم، ووضع الضمانات الكفيلة بعدم الاستمرار في ارتكابها أو تكرارها مستقبلا.
جماعة نداء السلام .
صنعاء في : 11فبراير 2022م .