كريتر نت – متابعات
بالتزامن مع لقاءات ناطق المليشيات الحوثية، الذراع الإيرانية في اليمن، ورئيس وفدها التفاوضي محمد عبدالسلام، بالمبعوث الأممي ومسؤولين في الاتحاد الأوروبي في العاصمة العمانية مسقط، كانت قيادات المليشيات تعقد لقاء داخلياً مع قيادات مؤتمر صنعاء تحت مسمى تحصين الجبهة الداخلية والحشد للجبهات.
وكشفت مصادر دبلوماسية مقربة من مليشيات الحوثي لنيوزيمن، أن اللقاءات الداخلية والخارجية التي عقدتها المليشيات كانت نتيجة متوقعة للانكسارات العسكرية التي تعرضت لها المليشيات في عدة جبهات وابرزها جبهة شبوة التي تم تحريرها من سيطرة المليشيات والهزائم في بعض مناطق مارب، فضلا عن هزائمها في منطقة حرض بمحافظة حجة.
وكان ناطق المليشيات أعلن عن لقائه المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط ومسؤول مكتب اليمن والخليج في الاتحاد الأوروبي، وذلك بعد أيام من لقائه بالمبعوث الأممي هانس جروندبيرج ونائبه بعد فترة من رفض ناطق المليشيات وقياداته اللقاء بالمبعوث الأممي الجديد في العاصمة العمانية مسقط.
وحسب المصادر فإن المليشيات ظلت طيلة الفترة الماضية ترفض استقبال المبعوث الأممي أو أي مسؤولين أممين أو دوليين بحجة انها تريد قبول شرطها بفصل الملف الانساني عن بقية الملفات وضرورة التفاهم حوله قبل الدخول في أي مفاوضات سياسية، وهو المبرر الذي كانت تستخدمه المليشيات لتغطية حقيقة ان رفضها اللقاءات كان سببه هو سعيها للسيطرة على مارب التي كانت تعتقد انها قاب قوسين أو ادنى من تحقيق الانتصار فيها والسيطرة عليها ووضع الجميع وعلى رأسهم التحالف العربي والأمم المتحدة امام الامر الواقع.
ووفقا للمصادر، فإن حجم التجهيزات والاعدادات التي رتبت لها المليشيات وعدد الزحوفات والهجومات التي قامت بها كان خياليا خصوصا وان معركة مارب ظلت المليشيات الحوثية تعد لها منذ وقت كبير، بل انها حظيت باهتمام ودعم إيراني ومن بقية اذرع طهران وعلى رأسهم حزب الله وامينه العام حسن نصر الله الذي اشار لمعركة مارب في اكثر من خطاب له وهو ذات التوجه الذي ظهر في احاديث وتصريحات مسؤولين إيرانيين، وتغطيات وسائل الاعلام الإيرانية والموالية لها حيث كانوا جميعا يعتبرون سقوط مارب بيد الحوثي مسألة وقت، وان انتصار المليشيات في مارب سيغير من مسار المعركة برمتها.
وقالت المصادر: إن الانكسار والهزائم التي تلقتها المليشيات في اكثر من جبهة كان هو السبب في تراجعها عن مواقفها فيما يخص اللقاء مع المبعوث الأممي إلى اليمن السويدي هانس جوندبيرج والمسؤولين الدوليين الاخرين، حيث اضطرت المليشيات لفتح الباب امام عودة اللقاءات بهدف كسب الوقت والسعي لتخفيف الضغط العسكري عليها من خلال طرح مطالب تخفيف ما تزعمه تصعيدا عسكريا من قبل التحالف وقوات الشرعية ضدها في اكثر من جبهة..
وفي ذات السياق أشارت المصادر إلى أن اللقاء الذي عقدته قيادات المليشيات الحوثية في صنعاء مع قيادات من مؤتمر صنعاء تحت مسمى تحصين الجبهة الداخلية والحشد للجبهات، يوم الاربعاء الماضي، جاء في سياق سعي المليشيات للتغطية على حجم الهزائم والانكسارات الميدانية والعسكرية التي منيت بها ومحاولة لإقناع قيادات مؤتمر صنعاء لمساعدتها في عملية التحشيد للمقاتلين إلى الجبهات خصوصا وانها باتت تواجه عراقيل كثيرة في مسار قدرتها على اقناع المواطنين بإرسال المقاتلين إلى الجبهات في ضوء تزايد خسائرها البشرية خصوصا في معارك مارب وشبوة وحرض.
المصادر أكدت أن قيادات المليشيات طلبت من مؤتمر صنعاء ابلاغ رؤساء فروعه في المحافظات للتجاوب مع مشرفي المليشيات والخروج معهم في الزيارات الميدانية الخاصة بعمليات الحشد للمقاتلين وضرورة اقناع اتباع وقواعد المؤتمر بحشد مقاتلين وارسالهم إلى الجبهات تحت مزاعم الدفاع عن الوطن وتخويفهم من أن أي هزيمة لمليشيات الحوثي وانتصار للشرعية والقوى الوطنية المقاومة للحوثي سيكون له انعكاسات سلبية على المؤتمريين في مناطق سيطرة المليشيات.
وأشارت المصادر إلى أن قيادات المليشيات ضمنت طلبها من قيادات مؤتمر صنعاء بتهديدات مبطنة من أن تقاعسها في المساعدة في حشد المقاتلين سيكون له عواقب وخيمة على مستقبل الشراكة بين الطرفين في إطار الحكومة، وعلى مستقبل تواجد الحزب وقياداته في صنعاء.