أسماء مصطفى
تعيش تعز وضعاً لا يختلف عما تعيشه صنعاء، كون الأولى ترزح تحت نيران جماعة الإخوان التي ملشنت كل شيء واستخدمت المؤسسات الحكومية لأجل أغراضها الحزبية وأنشطتها المشبوهة، وهو نفس ما تفعله جماعة الحوثي شريكها في الانقلاب على السلطة في فبراير 2011.
ولعل هذا التشابه ليس غريبا، فهو نتاج حالة من التوافق الفكري بين الجماعتين والعدائية لما يعبر عن الدولة أو يعيد لليمن مكانته المستحقة.
فالحوثي لا يرى اليمن إلا حظيرة إيرانية وخنجرا في خاصرة الخليج، وكذلك تفعل جماعة الإخوان التي ترى اليمن مجرد دولة منفذة لرغبات التنظيم الدولي للإخوان، وأيضاً خنجرا في خاصرة السعودية.
كل ذلك جلب حالة من التخادم بين الجماعتين ، فالهدف واحد.
وكم هو مؤسف أن نرى ابتهاج المواطن اليمني وابن تعز خصوصاً عندما تتحرك جبهة من جبهات تعز ويقول في قرار نفسه: اقترب موعد الخلاص، ليصاب بانتكاسة سريعة عندما يسمع عن حقيقة الأمر، ويجد أن قوات المحور التابع للشرعية في تعز تتقدم في الفيسبوك وتويتر فقط، وإن تقدمت على أرض الواقع سرعان ما تتراجع أو تُسلم ما وقع تحت يدها وتعيده للحوثيين.
في صورة تكررت كثيراً، حتى بات المواطن يشعر بأن لا هدف للشرعية في تعز سوى قبض المصروف.
وها هي اليوم تنشط جبهة الأحطوب وفي نفس الوقت تم التراجع عن العنين، رغم التضحية بأكثر من 30 شخصا بين قتيل وجريح، مقابل أن يقتسم بعض المدرسين الذين أصبحوا ضباطاً في القوة الإصلاحية المسماة ب”الجيش الوطني”، ما تم تقديمه من دعم مادي لهذه الجبهة.
بعد سنوات من الحرب والدعم والتحشيد والتجنيد يبقى التحالف ومعه الأوفياء من اليمنيين عاجزين عن تحقيق الأهداف التي ساندونا كيمنيين لأجلها، في عدد من الجبهات.
وإذا ما فتشنا عن سبب التأخير أو الفشل سنجد حقيقة ماثلة للعيان لا نعرف لماذا يجهلها التحالف خصوصاً المملكة السعودية، وهي أن أي جبهة يديرها الإخوان ويتحكم بها علي محسن تتحول إلى ثقب أسود يلتهم الدعم، دون أي تقدم فعلي، ودون أي سعي حقيقي لتحقيق الأهداف المرسومة، سوى أنهم يرون كل جبهة عبارة عن باب رزق مفتوح ولا بد من استغلاله والعمل على إطالة الصراع فيه لأكبر وقت ممكن بدلاً من حسمه؟!
وها هي الأيام أثبتت تخادم الحوثي والإصلاح لإطالة أمد الحرب وخيانة التضحيات وابتزاز التحالف ابتداءً من تسليم نهم وصولاً الى طربال الحوبان.
المصدر يمن الغد