كريتر نت – وكالات
المساعي الدبلوماسية لحل الأزمة الأوكرانية- الروسية متواصلة مع تأكيد الأطراف كافة، أنه ما زالت هناك فرص لنجاحها، في وقت يطالب الغرب موسكو بدلائل تؤكد سحب قواتها جزئياً من الحدود الأوكرانية، في ما يشكل خطوة مهمة لخفض التصعيد.
وأعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الأربعاء 16 فبراير (شباط)، أن الحلف يعتزم تعزيز جناحه الشرقي، محذراً من أن التهديد الروسي بات “الوضع الطبيعي الجديد في أوروبا”.
وقال ستولتنبرغ بعدما التقى وزراء دفاع الدول الأعضاء، إن “الوزراء قرّروا اليوم تطوير خيارات لتعزيز قدرات حلف شمال الأطلسي للدفاع والردع بما يشمل التفكير في تأسيس مجموعات قتالية جديدة تابعة للناتو في وسط أوروبا وجنوب شرقها”، مؤكداً في الوقت نفسه أن تعزيز القدرات الدفاعية للحلف ليس تهديداً لروسيا.
وأعلنت روسيا الأربعاء، انتهاء مناورات عسكرية وسحب جزء من قواتها من شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014.
وعرض التلفزيون العام مشاهد لوحدات عسكرية تعبر جسراً يربط شبه جزيرة القرم بروسيا.
وجاء في بيان وزارة الدفاع أن آليات سلاح المشاة والمدفعية تغادر القرم في قطارات.
وأتى الإعلان غداة تأكيد روسيا سحب جزء من قواتها المنتشرة عند حدود أوكرانيا، إلا أن قادة الدول الغربية لا يزالون يتخوفون من احتمال شن موسكو هجوماً عسكرياً، وقد حذر الرئيس الأميركي جو بايدن الثلاثاء من أن ذلك “لا يزال ممكناً جداً”.
الكرملين أكد من جهته الأربعاء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يؤيد المفاوضات والدبلوماسية وإن موسكو تعتبر استعداد الرئيس الأميركي للحوار بادرة إيجابية.
واتهم حلف شمال الأطلسي روسيا الأربعاء بتعزيز حشدها العسكري الضخم على حدود أوكرانيا بالمزيد من القوات.
وبدا ينس ستولتنبرغ، الأمين العام للحلف، غير مقتنع بأن التهديد بغزو روسي لأوكرانيا قد تراجع. وقال، “لم نشهد أي انسحاب للقوات الروسية.
وهذا يتعارض، بالطبع، مع رسالة الجهود الدبلوماسية”.
وأضاف، “ما نراه هو أنهم زادوا عدد القوات وأن المزيد من القوات في الطريق. لذلك فحتى الآن ليس هناك تخفيف للتصعيد”.
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، لشبكة “سكاي نيوز” الأربعاء، إنه يجب الحكم على روسيا من خلال أفعالها عندما يتعلق الأمر بتخفيف التوتر على الحدود الأوكرانية.
وأضاف أن بريطانيا لم تر حتى الآن أي دليل على أن موسكو تسحب قواتها من مواقع بالقرب من الحدود الأوكرانية.
أوروبياً أيضاً، قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، إن على موسكو أن تختار بين الحرب والدبلوماسية، وحث روسيا على إظهار عزمها على وقف التصعيد بالأفعال وليس الأقوال.
وأضاف أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، “هذا هو شرط قيام حوار سياسي صادق.
لا يمكننا اعتماد الدبلوماسية إلى ما لا نهاية، بينما الجانب الآخر يحشد قوات”.