كريتر نت – متابعات
نجحت الجهود الدبلوماسية لسلطنة عمان ودولة قطر في إمتصاص الغضب الدولي تجاه ميليشيا الحوثي الإنقلابية بعد هجماتها الإرهابية العابرة للحدود .
وجاءت تصريحات وزير الخارجية الأميركي خلال لقاء جمعه بالمبعوث الأممي إلى اليمن خالية من عبارات الإدانة المباشرة للحوثيين، والتي كانت مألوفة في مواقف واشنطن في الفترة الماضية، حيث عاد خطاب بلينكن إلى مربع توزيع مسؤوليات استمرار الحرب وتداعياتها وسقوط المدنيين بين جميع الأطراف.
ورجح الباحث السياسي محمود الطاهر، في تصريح نشرته جريدة العرب اللندنية، في سياق تقرير لها حول الأزمة اليمنية، أن التحول اللافت في الموقفين الدولي والأممي هو ثمار جهود قامت بها سلطنة عُمان وقطر، بعد ان أقنعتا الولايات المتحدة بشكل خاص أن الحوثيين على استعداد للجلوس على طاولة الحوار .
وأشار الطاهر إلى أن تراجع الموقف الأميركي بدأ منذ زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى الولايات المتحدة، وفي أعقاب تصريحات وزير خارجية عُمان بدر البوسعيدي لموقع المونيتور الأميركي في الحادي والثلاثين من يناير الماضي التي حذر فيها من أن تصنيف الحوثيين كجماعة إرهابية قد يقوض الجهود السياسية الرامية إلى وقف الحرب في اليمن.
ولفت إلى أن التحولات الأخيرة التي جاءت بالتزامن مع زيادة الضغط العسكري على الحوثيين تفسر إلى حد كبير التحول في خطاب الجماعة الممولة من إيران وتصريح بعض قادتها بأنها على استعداد للحوار ومن ثم لقاء المبعوث الأممي في سلطنة عُمان، إضافة إلى وجود وعود بلقاء زعيم الجماعة في صنعاء كتمويه للمجتمع الدولي بأن الحوثيين على استعداد للانخراط في مباحثات من أجل إنهاء الحرب، وإن كانت المشاورات المنتظرة على الأرجح تدور في إطار محدود وهو حول ملف الأسرى لحاجة الحوثيين الماسة إلى ذلك.
وتابع الباحث السياسي اليمني “بعد الضغط العماني والقطري، أعتقد أن هناك محاولة أميركية فاشلة للضغط على الحوثيين وإجبارهم على المشاركة في محادثات سلام وإنهاء الحرب، وإن كنا نرى ملامح لمشاورات، لكنني أجزم أنها وهمية ستمنح الحوثيين بعض الوقت لاستعادة أنفاسهم. وربما قد تفرض إدارة بايدن عقوبات يجوز لنا وصفها بأنها ‘طمأنة للحلفاء’ لا أكثر، بينما يثبت ذلك أن بايدن يتاجر بورقة الحوثيين في الملف النووي، وتتاجر إيران أيضًا بهم في ذات الملف، وهذه الورقة ستحرق بعد أي اتفاق أميركي – إيراني”.