أيمن الغبيوي
أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود يوم السبت أن “بلاده ملتزمة بالعمل مع شركائها في أوبك+ لضمان استقرار سوق الطاقة”، في الوقت الذي يشهد شمال الكرة الأرضية اضطراباً يترقب مآلاته العالم. كما أبدى الفرحان استعداد الرياض لتحديد “جولة خامسة” من المحادثات المباشرة مع إيران.
وجاءت تصريحات الفرحان المتعلقة باتفاق “أوبك+”، رداً على سؤال صحافي حول ما إذا كانت السعودية، وهي أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم، ستتخذ إجراء لمعالجة أي أزمة طاقة ناتجة من غزو روسي محتمل لأوكرانيا.
وقال الأمير فيصل خلال مؤتمر ميونيخ للأمن، “نأمل ألا تكون هناك أزمات تؤدي إلى عدم استقرار الأسواق، وسنواصل العمل مع شركائنا… جميع أعضاء أوبك+ مشاركون في سوق النفط، ولا يمكن لعضو واحد أن يدير هذه السوق بمفرده”.
من جهة المحادثات الماراثونية مع النظام الإيراني، أكد الوزير السعودي أن بلاده تتطلع إلى تحديد موعد لجولة خامسة من المحادثات المباشرة مع طهران على الرغم من عدم إحراز تقدم جوهري في الجولات السابقة.
كما عبّر خلال حديثه عن أمله في أن تكون هناك “رغبة جادة من قبل طهران بإيجاد أسلوب جديد للعمل في المنطقة”.
على اللبنانيين إنقاذ أنفسهم
وفي الوقت الذي تشهد الرياض وبيروت علاقات “فاترة”، دعا الفرحان اللبنانيين إلى “إنقاذ أنفسهم” على حد قوله من أجل الحصول على دعم المجتمع الدولي.
وقال الوزير السعودي إن “على لبنان أن يقدّم إشارات أقوى إلى جديته في الإصلاح من أجل الحصول على دعم المجتمع الدولي، بينما يواجه أزمة مالية”.
وأضاف خلال المؤتمر الأمني “لبنان يحتاج أولاً إلى التحرك بهمّة لإنقاذ نفسه… نحتاج إلى إشارة أقوى من النخبة السياسية اللبنانية أنهم يتحركون بجدية نحو الإصلاح”.
وأوضح أن ذلك يتضمن العمل من أجل دعم واستقرار الاقتصاد ومعالجة قضايا الفساد وسوء الإدارة وكذلك “التدخل الإقليمي وفقدان سيادة الدولة”.
وكان الوزير السعودي التقى عدداً من المسؤولين السياسيين في المنطقة والعالم، وناقش معهم كل على حدة “أوجه العلاقات الثنائية في مجالات التعاون المختلفة، وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة ويحقق مزيداً من الاستقرار والازدهار… وتطرق إلى فرص تعزيز التنسيق الثنائي، إضافة إلى مناقشة سبل دعم كل ما من شأنه أن يسهم في استقرار وحفظ الأمن والسلم الدوليين، كما تبادل معهم وجهات النظر حيال عدد من القضايا الإقليمية والدولية”.
لقاء بلينكن
وتركز اللقاء الذي جمع وزيري خارجية أميركا والسعودية أنتوني بلينكن والأمير فيصل بن فرحان على هامش ميونخ، على “مناقشة سبل تعزيز الجهود المشتركة بشأن وقف انتهاكات ميليشيا الحوثي الإرهابية بحق اليمن وشعبه الشقيق، التي تقوم بتعطيل الحل السياسي في البلد، كما تناول الجانبان أهمية تعزيز الجهود المشتركة لوقف اعتداءات الحوثي المستمرة على المنشآت المدنية والاقتصادية، وتهديدها للملاحة الدولية”، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية (واس).
وأضافت الوكالة أن الجانبين “تبادلا وجهات النظر حيال البرنامج النووي الإيراني والمفاوضات الدولية المبذولة في هذا الشأن، إضافة إلى المستجدات الإقليمية والدولية والجهود المبذولة بشأنها”، من دون أن تخص بالذكر الأزمة الأوكرانية.
وتأتي تصريحات الوزير السعودي بعد يومين من تراجع أسعار النفط، في الوقت الذي تدخل محادثات إحياء الاتفاق النووي مع إيران مراحلها الأخيرة، لكن التوتر بين روسيا والغرب بشأن أوكرانيا حدّ من الخسائر.
وعلى الجانب الدافع للأسواق، أوردت وكالة الإعلام الروسية أن متمردين مدعومين من موسكو اتهموا القوات الأوكرانية بقصف أراضٍ يسيطرون عليها في انتهاك لاتفاقات تهدف إلى إنهاء الصراع في منطقة دونباس المتنازع عليها، ونفت كييف ذلك.
ويأتي الحراك الدبلوماسي الخليجي على هامش المؤتمر الأمني الأهم في العالم في دورته الـ58، في وقت عادت الأحاديث إلى إعادة كتابة قواعد النظام العالمي بين القوى العظمى التي تمر بامتحان عسير.
المصدر : أندبندنت عربية