كريتر نت / متابعات
رغم أن بعض الملفات العربية لم تبرح موضعها، خاصة القضية الفلسطينية، إلا أن العام 2019 يأتي للشرق الأوسط وقد استطاع الملف السوري أن يتحلحل قليلاً خصوصاً مع الانسحاب الأمريكي، كما استطاع الملف اليمني أن يحصل على بارقة أمل مع توقع انسحاب ميليشيا من الحديدة.
ووفقاً لصحف عربية صادرة الثلاثاء، فإن دول الخليج ستشهد في عام 2019 تنوعاً في مشروعاتها وخططها على المستويات السياسية والاقتصادية، وكذلك التنمية المعرفية والثقافية، فيما أشارت تقارير إلى أن العام الجديد سيشهد انحسار الطموحات الإقليمية لكلا من إيران وتركيا وإسرائيل.
عام التحديات المصيرية
وقالت صحيفة الشرق الأوسط في تقرير لها، إن دول الخليج ستشهد مزيداً من الآفاق، حيث تستعد الإمارات لإطلاق مبادرات متعددة حول مفهوم “التسامح”، التي ستخصص له حراكاً بهدف تعزيز قيم التسامح باعتبارها عملاً مؤسسياً مستداماً من خلال مجموعة من التشريعات والسياسات الهادفة إلى تعميق قيم التسامح والحوار وتقبّل الآخر والانفتاح على الثقافات المختلفة، خصوصاً لدى الأجيال الجديدة، كما ستشهد البلاد في يناير (كانون الثاني) أيضاً إقامة بطولة كأس آسيا لكرة القدم التي ستكون بمثابة كأس آسيا السابعة عشرة، كما تترقب البلاد دخولها في قائمة الدول المهتمة بالفضاء عندما ينطلق أول رائد فضاء إماراتي في شهر أبريل (نيسان) إلى الفضاء في مهمة مدتها عشرة أيام، ضمن بعثة فضاء روسية إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبة “سويوز إم إس – 12” الفضائية.
واعتبرت الصحيفة أن البحرين ستشهد في عام 2019 تحولات سياسية واقتصادية عدة، أبرزها في الجانب السياسي وصول أول سيدة بحرينية إلى رئاسة البرلمان البحريني، حيث نجحت النائبة فوزية زينل في الوصول إلى رئاسة مجلس النواب، الغرفة الأولى للبرلمان، وفي الجانب الاقتصادي، يتوقع أن يواصل الاقتصاد البحريني معدلات النمو التي تتصاعد منذ سنوات عدة؛ فالحكومة البحرينية نجحت في تجاوز أزمة مالية خانقة خلال النصف الثاني من العام الحالي بمساعدة كل من السعودية، والإمارات، والكويت. ومع تراجع التهديدات الأمنية والإقليمية، تبرز في الكويت ثمة تحديات رئيسية لعام 2019، أولى تلك التحديات هي مواجهة الفساد الذي تعهدت الحكومة بمكافحته، وفي ملف المنطقة المقسومة، استبق وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، تباشير العام الجديد (2019) بالإعلان في 19 ديسمبر (كانون الأول) 2018، أن بلاده والسعودية ستتوصلان في القريب العاجل إلى اتفاق بشأن موضوع المنطقة المقسومة.
عام التحديات
توقعت صحيفة المصري اليوم توقعت أن يكون عام 2019 هو عام التغيير في العالم، و قالت في افتتاحية ملفها السياسي اليوم إن العالم في العام الجديد يواجه رياح التغيير خاصة في ظل المنافسات الضارية بين أمريكا وروسيا والصين سواء بالعالم أو في الشرق الأوسط ، مشيرة إلى أن كل هذا يأتي مع تراجع الكثير من معدلات التمو للاقتصاد العالمي. وأشارت الصحيفة إلى أن العام الجديد سيكون عام إنحسار الطموحات الإقليمية لكلا من إيران وتركيا وإثيوبيا وأيضاَ إسرائيل. وأوضحت أن الصراعات المسلحة والأزمات فى المنطقة العربية تقف على عتبات تحول متوقع فى عام 2019، قد يقود إلى تغييرات نسبية فى موازين التنافس الداخلى والخارجى بدرجات مختلفة، لكنّ ذلك قد لا يؤدى إلى تغير استراتيجى شامل، فالأغلب هو استمرار الصراعات فى العام الجديد.
لبنان.. محلك سر
واعتبرت صحيفة المستقبل اللبنانية في تقرير لها أن العام الحالي يرحّل، في السياسة وبما يتعداها إلى مختلف أوجه الحياة اللبنانية، كل مآزقه الى العام الجديد، موضحاً أنه بعد سبعة أشهر على إتمام استحقاق انتخابي، لا تزال محاولات تجاوز العراقيل وتشكيل حكومة تتعثر، ولم يعد بالإمكان اختزال المشكلة في وجه واحد لها، لكن ليس من الممكن ابداً مساواة كل العناصر بعضها ببعض. وأضافت أنه “يترافق هذا مع مفارقة اساسية، وهو ان المؤسسات الدستورية تعطَّل، مرة البرلمان ومرة الحكومة ومرة يشغر كرسي الرئاسة، لكن الدولة، الدولة كجهاز وكمنظومة ادارية وكجيش من الموظفين، تعمل “بالحد الادنى”. والمجتمع ايضاً، يتدبّر أموره، مرة من دون رئيس ومرة من دون حكومة غير تلك التي تصرّف الأعمال، أيضاً “بالحد الأدنى”. والاقتصاد كذلك الامر، لا يعيش فترة انتعاش طبعاً، بل تتفاقم مشكلاته وتناقضاته، لكن أزمته لا تأخذ منحى “انهيارياً” حتى الآن، هذا على الرغم من شيوع هذا الخوف من الانهيار بأشكال مختلفة”.
أمنيات
وأشار الكاتب خليل يوسف في مقال له بصحيفة الايام البحرينية إلى أهمية إعلاء قيمة المواطن العربي في العام الجديد، مشيراً إلى أنه يحسب كلمات الوداع والأماني والأمنيات والآمال والتطلعات التي يمكن أن تطرح بهذه المناسبة لن تختلف في الغالب على الصعيد العام عما نردده مع كل عام نودعه وآخر جديد نستقبله. غير أن يوسف تمنى أن يتغير وضع المواطن العربي في العام الجديد قائلاً: “نتمنى أن يتبلغ المواطن ببرنامج عمل حكومي يجعله يقتنع، أو يعتقد أن جهوداً جدية مدروسة ستمضي به نحو التغيير والإصلاح وتحسين الأحوال وإزالة العراقيل التي تحول دون المراجعة وتقييم الأداء وتصويب ما يحتاج الى تصويب، وتلك التي تقف دون تفعيل آليات المساءلة والمحاسبة”. وقال يوسف إن المواطن العربي الآن في أمس الحاجة الى أعمال وإنجازات ملموسة على أرض الواقع ونتائج تعطي دفعة في النفوس، مضيفاً أنه يتمنى أن “يمضي العرب هذا العام نحو كل ما يجعلنا نتخلص من كل المنغصات، ورفض من يريد بنا الفتنة والانشطار وتسميم العلاقة بين مكونات المجتمع، والتصدي لعبث أهل الشقاق والحماقات والفتن”