كريتر نت – متابعات
تجاهل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الثلاثاء التهديد بفرض عقوبات على بلاده، قائلا إن الغرب سيفرضها بغض النظر عن الأحداث، ووصف رد الفعل على اعتراف روسيا بالمنطقتين الانفصاليتين بأنه متوقع.
كما أكد أن موسكو معتادة على العقوبات الغربية سواء بسبب أو دونه. وقال “لن يتوقف زملاؤنا الأوروبيون والأميركيون والبريطانيون ولن يهدأوا حتى يستنفدوا كل ما في وسعهم لفرض ما يسمونه عقاب روسيا.. هم بالفعل يهددوننا بكل أشكال العقوبات، أو ما يسمونه الآن بأم العقوبات”.
كذلك أضاف “اعتدنا على ذلك. نحن نعلم أن العقوبات ستُفرض بأي حال من الأحوال، بسبب أو بدون سبب”.
اتفاقات مينس ميتة!
إلى ذلك، اعتبر في تصريحات اليوم الثلاثاء، أن اتفاقات مينسك ميتة منذ عدة أعوام بسبب أخطاء كييف.
وأوضح أن بلاده تبحث نشر قوات في دونباس، شرق أوكرانيا، لكنها لم تتخذ قرارا حاسما بعد، إنما ستدرس الخطوات اللازمة إن اقتضى الأمر .
أتت تلك التصريحات بعد أن استنفرت الخطوة الروسية الاعتراف باستقلال منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين شرقي أوكرانيا، العالم أجمع. فيما أكد الاتحاد الأوروبي أنه يدرس ردا موحدا على قرار الكرملين، وعقوبات قاسية.
بدورها أكدت الولايات المتحدة أن الرد سيكون صارماً.
العالم يتأهب
وكان الرئيس الروسي أعلن مساء أمس الاثنين، الاعتراف باستقلال “جمهوريتي” دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من طرف واحد في الشرق الأوكراني وأمر القوات الروسية بدخولهما، متحديًا الدول الغربية التي تمرّ علاقاتها مع بلاده بأسوأ أزمة منذ الحرب الباردة بسبب الوضع في أوكرانيا.
يشار إلى أن الاعتراف الروسي ينهي خطة السلام الهشة في المنطقتين المذكورتين.
كما أنه يمهد الطريق أمام موسكو للدفع بقواتها إلى هاتين المنطقتين لحماية مئات الآلاف من السكان فيهما الذين حصلوا على جوازات سفر روسية قبل سنوات.
رئيس وزراء بريطانيا: فرضنا عقوبات على 5 مصارف روسية
في كلمة ألقاها اليوم الثلاثاء أمام مجلس العموم البريطاني، شدد رئيس الوزراء بوريس جونسون على أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يخطط لتدمير أوكرانيا.
كما أعلن أن حكومته وضعت أول دفعة من العقوبات على الروس، مشيرا إلى أنها تشمل 5 مصارف، بالإضافة إلى 3 أفراد من ذوي الثروات الطائلة والمقربين من الكرملين. وأوضح أن مجلس الوزراء جمد أصول كل من جينادي تيمتشينكو، فضلا عن بوريس روتنبرغ وإيغور روتنبرغ، لصلاتهم الشخصية الوثيقة ببوتين.
“غزو شامل”
كذلك، شدد في جلسة أمام البرلمان لبحث الأزمة الأوكرانية، أن العديد من الحلفاء الأوروبيين وأميركا سيفرضون أيضا عقوبات شديدة على الكرملين.
إلى ذلك، كرر ما قاله سابقا اليوم من أن التحرّك الروسي في الشرق الأوكراني “ذريعة لتنفيذ غزو شامل”. وقال “عبر إنكار شرعية أوكرانيا كدولة وتصوير وجودها على أنه تهديد مميت لروسيا، يضع بوتين أسس ذريعة من أجل شن هجوم شامل”.
كما أكد استعداد لندن للوقوف إلى جانب الحلفاء في الناتو، ودعم كييف أيضا.
عقوبات أوروبية
أتى هذا الموقف البريطاني قبيل جلسة مرتقبة مساء للاتحاد الأوروبي في بروكسل من أجل بحث مسألة العقوبات على موسكو.
فقد أكد رئيسا المجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية في بيان، بحسب ما أفاد مراسل العربية/الحدث، أن أول حزمة من العقوبات على موسكو ستطرح رسميا اليوم، بعد عقد اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي.
كما أضافا أن الحزمة تتضمن مقترحات لاستهداف المتورطين في القرار الروسي “غير القانوني” الاعتراف باستقلال منطقتين انفصاليتين بالشرق الأوكراني، وأخرى تستهدف البنوك التي تمول العمليات العسكرية الروسية، وغيرها في منطقتي لوغانسك ودونيتسك.
كذلك، ستشتمل حزمة العقوبات على مقترحات لاستهداف التجارة بين هاتين المنطقتين والاتحاد الأوروبي، بحسب ما ورد في البيان.
العالم يتأهب
يذكر أن الرئيس الروسي كان أعلن مساء أمس الاثنين، الاعتراف باستقلال “جمهوريتي” دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من طرف واحد في الشرق الأوكراني، وأمر القوات الروسية بدخولهما، متحديًا الدول الغربية التي تمرّ علاقاتها مع موسكو بأسوأ أزمة منذ الحرب الباردة بسبب الوضع في أوكرانيا.
ما دفع العالم إلى التأهب والدعوة إلى جلسة طارئة في مجلس الأمن، نددت فيها معظم الدول الغربية بالتصرفات الروسية، فيما لوحت أوروبا وواشنطن بعقوبات جديدة قاسية على الروس.
وينهي هذا الاعتراف الروسي خطة السلام الهشة في المنطقتين المذكورتين.
كما أنه يمهد الطريق أمام موسكو للدفع بقواتها إلى هاتين المنطقتين لحماية مئات الآلاف من السكان فيهما الذين حصلوا على جوازات سفر روسية قبل سنوات.
الاتحاد الأوروبي: سنقر عقوبات ضد روسيا اليوم
وعلى ذات الصعيد كشف ممثل الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، أن الاتحاد سيتبنى عقوبات على موسكو اليوم الثلاثاء، وذلك بعد اعتراف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمنطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا.
وأوضح للصحافيين من باريس أنه “على ثقة بأن قرارا بالإجماع سيصدر عن الاتحاد”، معتبرا أنه ضروري لفرض مثل هذه الإجراءات”.
وكان بوريل أكد في تغريدة نشرها قبل ساعات، التنسيق مع شركاء الاتحاد عبر المحيط الأطلسي لمواجهة القرار الروسي، مشيراً إلى أن “أفعال موسكو غير القانونية لن تمر دون عقاب”، على حد تعبيره.
“كل شيء مطروح على الطاولة”
بدوره، قال المفوض الأوروبي لشؤون العدل ديدييه رايندرز، إن الكتلة المكونة من 27 دولة على استعداد لفرض عقوبات على موسكو.
وفي حديث إلى قناة “ار تي بي اف” البلجيكية، أوضح أن الدول الأعضاء اتفقت بالإجماع على فرض عقوبات جديدة .
كما أضاف أن الإجراءات المتوقعة ستتطور تدريجيا بناء على الإجراءات الروسية، مشيراً إلى أن المرحلة الأولى ستكون حظر سفر بعض المسؤولين، وعقوبات ضد الكيانات الاقتصادية من خلال مصادرة أصول في أوروبا وخارجها.
كذلك، أكد ضرورة وقف المزيد من واردات السلع أو الخدمات من روسيا، كواردات الطاقة، ومنع وصول موسكو إلى الخدمات المالية العالمية، لافتاً إلى أن كل شيء مطروح على الطاولة.
“كيانات وأفراد”
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، تعهدا بأن “يرد الاتحاد عبر فرض عقوبات على المتورطين في هذا التحرّك غير القانوني”.
يشار إلى أن الرئيس الروسي كان اعترف أمس باستقلال منطقتي لوغانسك ودونيتسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، وذلك خلال خطاب بثّه التلفزيون الرسمي، رغم تحذيرات الغرب من أن الخطوة قد تعود على موسكو بعقوبات واسعة.
وفي خطاب حماسي متلفز استمر 65 دقيقة، وجّه بوتين سيلاً من الانتقادات لأوكرانيا، واصفاً إياها بالدولة الفاشلة ومعتبراً أنّها ليست إلا “دمية” في أيدي الغرب.
خطاب بوتين
كما لمّح أكثر من مرة إلى أن أوكرانيا هي تاريخياً جزء من بلاده، متّهماً سلطات كييف باضطهاد الناطقين بالروسية والتحضير لـ”حرب خاطفة” ضد منطقتي دونيتسك ولوغانسك في شرق أوكرانيا.
ومباشرة بعد الخطاب، بث التلفزيون الرسمي لقطات لتوقيع بوتين مع زعيمي المنطقتين، في الكرملين على معاهدات صداقة وتعاون مشترك.
يشار إلى أن هذا الاعتراف الروسي ينهي خطة السلام الهشة أو ما يعرف باتفاقية مينسك، في المنطقتين المذكورتين.
كما أنه يمهد الطريق أمام موسكو للدفع بقواتها إلى هاتين المنطقتين لحماية مئات الآلاف من السكان فيهما الذين حصلوا على جوازات سفر روسية قبل سنوات.
ألمانيا: سنعلق خط الغاز الروسي “نورد ستريم 2”
وقبيل اجتماع مرتقب لدول الاتحاد الأوروبي اليوم الثلاثاء في بروكسيل لمناقشة الخطوات العقابية التي يمكن أن تتخذ بوجه روسيا، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس أنه قرر تعليق المصادقة على تشغيل خط أنابيب الغاز القادم من روسيا “نورد ستريم 2” رداً على اعتراف الكرملين بالمنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا.
نورد ستريم 2
وأوضح شولتس في مؤتمر صحفي مع نظيره الأيرلندي أنه طلب من الهيئة الألمانية الناظمة المسؤولة عن المشروع تعليق مراجعته، قائلا “إن هذه المسألة تبدو تقنية، لكنها خطوة إدارية ضرورية تمنع أي مصادقة على خط الأنابيب، والتي لا يمكن من دونها البدء في تشغيل نورد ستريم 2”.
كما أشار إلى أن عقوبات أخرى أيضا يمكن أن تعتمد في حال اتُّخذت إجراءات إضافية.
هجمات سيبرانية
لكنه ناشد في الوقت عينه روسيا والغرب مواصلة الحوار، مشددا بحسب ما نقلت فرانس برس، على أن استمرار الجهود الدبلوماسية “مهم لمنع مزيد من التصعيد وبالتالي كارثة” في المنطقة.
ومع هذا القرار، حذرت السلطات الأمنية في البلاد من مخاطر اعتداءات سيبرانية قادمة من روسيا تستهدف البنى التحتية مثل الطاقة والمياه، مؤكدة بحسب ما نقلت مراسلة العربية/الحدث، أنها في حالة تأهب قصوى.
كييف ترحب
من جهتها، رحبت كييف بالقرار الألماني، ووصف وزير الخارجية دميترو كوليبا تعليق المصادقة على خط أنابيب الغاز مع روسيا “بالخطوة الصحيحة”.
كما أضاف عبر حسابه الرسمي على تويتر “هذه خطوة صحيحة أخلاقيا وسياسيا وعمليا في ظل الظروف الحالية”. وتابع “القيادة الحقيقية تعني اتخاذ قرارات صعبة في الأوقات الصعبة، وهذا ما تثبته الخطوة الألمانية”.
بدورها، رحبت واشنطن بهذا القرار أيضا.
“سنواصل الضخ”
أتت تلك التصريحات بعد أن أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق اليوم، أن بلاده ستواصل ضخ إمدادات الغاز في الأسواق العالمية دون انقطاع.
كما أضاف، بحسب ما نقلت وكالات روسية، “من المقرر أن تعمل موسكو على مواصلة إمداد الأسواق العالمية بمورد الطاقة هذا، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال، وتحديث البنية التحتية القائمة وزيادة الاستثمارات في قطاع الغاز”.
يشار إلى أن اجتماعا مرتقبا اليوم للاتحاد الأوروبي تشارك فيه ألمانيا من شأنه أن يدرس فرض عقوبات شديدة على موسكو، لاعترافها أمس باستقلال منطقتي لوغانسك ودونيتسك الانفصاليتين في الشرق الأوكراني.
كما أعلنت واشنطن أن موقفا قويا سيصدر في وقت لاحق اليوم ردا على الخطوة الروسية، التي تنتهك اتفاقات السلام ووقف النار في شرق أوكرانيا.
وأمام هذا التصعيد يتخوف العالم عامة وأوروبا خاصة من ارتفاع أسعار الغاز على وقع الأزمة الروسية الأوكرانية المشتعلة منذ أكتوبر الماضي، لاسيما وأن روسيا تشكل أحد أكبر المصدرين لأوروبا.