كريتر نت – عدن
يقول مراقبون سياسيون يمنيون إن على القوات اليمنية والتحالف العربي التحرك على مختلف الجبهات لمنع وصول الأسلحة إلى الحوثيين وشلّ قدراتهم بالتوازي مع استمرار العمليات العسكرية التقليدية من أجل تحجيمهم ودفعهم إلى طاولة المفاوضات، مثلما أشار إلى ذلك وزير الخارجية اليمني الأسبق خالد اليماني في تصريح لـ”العرب”.
وأضاف المراقبون أن التصعيد العسكري الحوثي الأخير استمرار لنهج الميليشيات المدعومة من إيران والقائم على فكرة التناوب بين خفض حدة التأزيم ورفعها بحسب ما تعكسه تداعيات المواجهات على الأرض والتفاعلات السياسية الدولية والإقليمية المرتبطة بالملف اليمني إلى جانب خدمة متطلبات السياسة الخارجية لطهران وخصوصا تلك المتصلة بمفاوضات الملف النووي في فيينا.
وقال اليماني إنه لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن تأتي الحركة الحوثية للجلوس والبحث عن سلام إلا من خلال قدرة الجيش الوطني والمقاومة والتحالف على احتواء التحركات العسكرية الحوثية.
وأشار اليماني إلى أنه في الوقت الذي يعمد فيه الحوثيون لتحريك كل الجبهات بما يخدم أهدافهم العسكرية، تتحرك جبهات الجيش الوطني والمقاومة بشكل منفرد وهو الأمر الذي يساعد الحوثيين على استخدام قدراتهم، كما حدث في مرات سابقة حينما تتحرك جبهة وتتوقف أخرى دون أيّ تنسيق أو تناغم أو غرفة عمليات مشتركة وموحّدة.
وقال اليماني إن التحدي الأكبر يكمن في احتواء قدرات الحوثيين على التمدد والتسبب في الكثير من الخسائر لهم مما يجهدهم ويحد من قدرتهم على التحشيد، بينما يتمحور الأمر الثاني حول تفعيل الجهد الأكبر للتحالف وتركيز هذا الجهد في الحدّ من عمليات التهريب، لأن كل ما يستخدمه الحوثيون يأتي من الخارج بحسب تقارير لجنة الخبراء منذ 2015 وإلى حدود 2021 بما في ذلك الطائرات المسيرة.
ولفت وزير الخارجية اليمني الأسبق إلى أن الأمر المتاح للحد من استمرار عمليات الحوثيين من هذا النوع يتمثل في القدرة على التحكم بالمعابر والسيطرة عليها، في ظل التقارير العديدة التي تتحدث عن طرق تهريب هذه الأسلحة للحوثيين والمعلومات التي تشير إلى وجود ضباط حوثيين في محافظة المهرة لتسهيل مرور هذه الشحنات عبر منفذ “شحن” الحدودي ومن ثم نقلها إلى صنعاء، إضافة إلى وجود نقاط للتهريب عبر الحديدة.
وأضاف أن الحكومة اليمنية والتحالف العربي بحاجة ماسة وسريعة لتفعيل آليات رصد تهريب الأسلحة والمعدات للحوثيين بريّا ومن خلال مراقبة المياه الإقليمية للجمهورية اليمنية وتفعيل قوات خفر السواحل اليمني وهو الأمر الذي سيكون إنجازا مهما في معركة تحجيم الحوثيين عبر ضبط إيقاع حركة الزوارق الصغيرة التي تقوم يوميا بنقل أسلحة فتاكة للميليشيات الحوثية.
وتوقع مراقبون سياسيون أن يكثّف التحالف العربي بقيادة السعودية من عملياته الجوية ضد مواقع وأهداف حوثية، بعد أيام من تراجع حدة هذه العمليات على وقع زيارة مرتقبة من قبل المبعوث الأممي لليمن إلى عدد من دول المنطقة لاستكمال رؤيته المعدلة حول الحل في اليمن.
وكشف التحالف العربي الاثنين عن التحضير لما أسماه “عملية عسكرية واسعة في اليمن ضد الحوثيين تحمل نتائج سلوك استهداف المدنيين”.
واعتبر البيان الذي جاء في أعقاب إعلان التحالف عن إصابة 16 مدنيا، 3 منهم في حالة حرجة، جراء استهداف مطار الملك عبدالله الدولي في جازان بطائرة مسيّرة حوثية، أن الحوثيين “لا يفهمون سوى لغة القوة وعملية الاستجابة تتوافق مع القانون الدولي
ولفت المراقبون إلى أن دفع الحوثيين للتوقف عن عملياتهم العسكرية ضد دول الجوار وتقديم تنازلات حقيقية على طاولة المفاوضات يتطلب إجراء إصلاحات عميقة في بنية الحكومة اليمنية، وتحريك الحلفاء على الأرض لتكبيد الحوثيين خسائر ميدانية كما حدث في معارك تحرير الساحل الغربي في العام 2018 ومعارك تحرير مديريات شبوة ومأرب في الآونة الأخيرة من قبل قوات العمالقة الجنوبية.
وحذرت مصادر سياسية يمنية من مخطط يهدف إلى تفكيك جبهات الحدود مع السعودية في محافظتي الجوف وحجة من قبل عناصر محسوبة على جماعة الإخوان، وهي ذات المحاولات التي حدّت بحسب المصادر من فاعلية القوات اليمنية في محاور محافظة صعدة في وقت سابق.
وأشار المراقبون إلى أن التحالف العربي بقيادة السعودية في حاجة إلى مراجعة سريعة لقائمة الحلفاء في الداخل اليمني، وتحرير مؤسسات الجيش اليمني من هيمنة جماعة الإخوان التي عملت طوال السنوات السبع الماضية على تعطيل أيّ مساع لإلحاق هزيمة حقيقة بالميليشيات الحوثية، والعمل على نقل المواجهات إلى حدود السعودية بهدف تحقيق أجندات سياسية مدعومة إقليميا.
وحول فرص حلحلة الملف اليمني سياسيا، في ظل التداعيات الأخيرة وجولة هانس غروندبرغ المبعوث الأممي المرتقبة، أشار اليماني إلى أن إحاطة المبعوث أمام مجلس الأمن في السادس عشر من الشهر الحالي كشفت عن رغبة في إعادة استكشاف فرص السلام في اليمن وترك بصمة خاصة به في الوقت الذي تركز فيه الإدارة الأميركية عبر مبعوثها الخاص لليمن تيم ليندركينغ على قضيتين هما وقف إطلاق النار في اليمن بشكل رئيسي والبحث عن مخارج باتفاق اليمنيين على أفضل السبل للعيش المشترك.
وعن خطة غروندبرغ لإحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية، أضاف اليماني أن “الرجل يتكلم عن عدد من المسارات المتوازية؛ المسار السياسي والمسار الأمني والمسار الاقتصادي، ويراهن على أنه من خلال هذه المسارات يمكن فتح النقاشات على المستوى المجتمعي وليس العودة إلى نقاش قديم، لا يشمل فقط الحوار المباشر بين الحكومة والحوثيين”.
المصدر : العرب اللندنية