كريتر نت – متابعات
على الرغم من السرية التي تفرضها روسيا على المعلومات المتعلقة بمنظومتها العسكرية، إلا أنها لم تتمكن من إخفاء الحقيبة النووية المحتوية على زر التحكم في ترسانتها النووية عن عدسات الكاميرات؛ بل عمدت إلى نشر معلومات عبر وسائل الإعلام عن كيفية التحكم في أخطر أسلحتها.
وخلال قمة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي جو بايدن التي انعقدت في مدينة جنيف السويسرية في يونيو/حزيران الماضي، التقطت الكاميرات صورة لضابط بحري روسي، حاملاً الحقيبة النووية، مما اضطر الناطق باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، للتوضيح أن الحقيبة المستخدمة للاتصال السري تكون برفقة القائد الأعلى للقوات المسلحة أينما ذهب وحتى أثناء عطلاته في سيبيريا.
وعام 2019، بثت قناة “زفيزدا” التابعة لوزارة الدفاع الروسية لقطات تظهر شكل الحقيبة النووية من الداخل.
وفي مارس/آذار 2014 وبعد أيام معدودة من إقدام روسيا على ضم شبه جزيرة القرم وعشية تفاقم الأزمة الأوكرانية، كان لافتا أن صحيفة “روسيسكايا غازيتا” الرسمية نشرت مقالا مطولا حول منظومة “تشيغيت” للتحكم في القوات النووية الاستراتيجية “كازبيك” والتي لا يمكن تشغيلها إلا بعد تلقي إنذار بوقوع هجوم صاروخي على روسيا.
وتحتوي الحقيبة النووية على معدات الاتصال بواسطة رموز مشفرة مع هيئة الأركان العامة وقيادة قوات الصواريخ الاستراتيجية، فيما يعود قرار إنتاجها إلى سبعينيات القرن الماضي حين كان الاتحاد السوفييتي يتخوف جديا من تعرضه لضربة نووية أميركية مفاجئة لن تترك لقيادة البلاد هامشا زمنيا للوصول إلى نقطة قيادة القوات.
ومع ذلك، لا يمكن للرئيس تدمير العالم عن طريق الضغط على الزر النووي كما يشاع؛ بل هناك ثلاث نسخ من “تشيغيت” مودعة لدى الرئيس ووزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة.
ورغم أن الحقيبة النووية تضم “الزر الرئيسي”، وهو يستخدم لنقل الكود الذي يسمح باستخدام السلاح النووي إلى مراكز قيادة قوات الصواريخ الاستراتيجية، إلا أن الصواريخ لن يتم إطلاقها إلا في حال تلقي الأوامر من النسخ الثلاث في آن معاً.
ومنذ بدء تدهور العلاقات الروسية – الغربية عام 2014، لم تعد روسيا تتردد في عسكرة خطابها الرسمي والإعلامي، إذ وصل الأمر إلى تلويح المذيع الموالي للكرملين، دميتري كيسيليوف، الذي يعد واحدا من أعمدة الدعاية الروسية، بقدرة روسيا على تحويل الولايات المتحدة إلى رماد نووي، وذلك من شاشة التلفزيون الحكومي الروسي.
واليوم تعود الأسلحة النووية الروسية لتتصدر المشهد بعد إصدار بوتين أول أمس الأحد، أمرا بتحويل قوات الردع التابعة للجيش الروسي إلى حالة “النظام الخاص لأداء الدوريّة القتالية” بالتزامن مع الحرب الروسية على أوكرانيا.