كريتر نت – وكالات
تستمر الحرب في أوكرانيا بيومها الثامن في تصدر عناوين أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح الخميس، حيث تناولت صحف أزمة اللاجئين في أوكرانيا بعد أن فجرت ”جدلاً عنصرياً“ بسبب تعامل سلطات الحدود مع النازحين غير الأوكرانيين أو الأوروبيين، وتركهم بلا مأوى لأيام، ما يعرّض حياتهم للخطر في ظل برودة الجو القارسة.
بينما استعرضت صحف أخرى مخاطر العقوبات التي فرضها الغرب وأمريكا على روسيا، وسط دعوات للحد من شدتها، وذلك من أجل تفادي تصعيد قد يؤدي إلى ”الموت والدمار“، على حد تعبيرها.
تفرقة عنصرية
وذكرت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية أن ”أزمة اللاجئين في أوكرانيا فجرت جدلاً واسعاً بشأن تفرقة عنصرية تعرض لها النازحون الأفارقة والعرب والآسيويون على حدود البلاد، بعد أن أكد أشخاص احتجازهم لأيام على الحدود، وإعطاء الأولوية للأوكرانيين“.
ونقلت الصحيفة عن لاجئين من أفريقيا وجنوب آسيا والشرق الأوسط قولهم، إن ”حرس الحدود جعلوهم ينتظرون أياماً لمغادرة أوكرانيا، في الخارج في كثير من الأحيان في طقس ثلجي، قبل دخول بولندا“، موضحين أن ”مسؤولي الهجرة الأوكرانيين أعطوا الأولوية لمواطنيهم والأوروبيين الآخرين“.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها: ”مع فرار مئات الآلاف من الأشخاص من الغزو الروسي لأوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، بدأ الحراس الأوكرانيون في تسريع رعاياهم من خلال طوابير انتظر فيها الناس لأكثر من 48 ساعة، واختاروا لاجئين سوداً أو آسيويين أو شرق أوسطيين واحتجزوهم جانبًا“.
ووفقاً للصحيفة الأمريكية، قال البعض من هؤلاء إن ”الحراس أهانوهم وتطاولوا عليهم جسدياً“، مشيرين إلى أن ”الحراس ألحقوا الأذى بالأشخاص الذين طلبوا المساعدة أو المعلومات الأساسية حول متى أو ما إذا كان سيتم السماح لهم بالعبور“.
وكان الاتحاد الأفريقي والقوى الكبرى في القارة، نيجيريا وجنوب أفريقيا وغانا وكينيا والجابون، أدانت معاملة مواطنيها على الحدود.
وأضافت الصحيفة: ”عملياً، أصبحت المحاولات الأوكرانية لفرز تدفق الأشخاص على الحدود البولندية نظامًا يتم فيه انتزاع اللاجئين الأفارقة – بما في ذلك بعض الأطفال – من الحشد، وطلب منهم السير على الأقدام وتركهم في البرد لعدة أيام دون مأوى“.
”الرد دون مخاطر“
ونشرت صحيفة ”فاينانشيال تايمز“ البريطانية مقال رأي أشارت فيه إلى أن ”الحرب في أوكرانيا تحمل في طياتها حرباً أوسع بين روسيا والناتو“، لكنه أكد أن ”الطرفين لا يريدان الخوص في مثل هذه المعركة المحفوفة بالمخاطر“.
وقال المقال إن ”التاريخ حافل بأمثلة لدول انتهى بها المطاف في حرب دون أن تنوي القتال في البداية، وكذلك حالات صراعات أصغر أشعلت حروباً أوسع، وأن ظروف الغزو الروسي تخلق مخاطر تصعيد كبيرة بشكل خاص“.
وذكر المقال: ”تثير حرب روسيا في أوكرانيا مخاطر وقوع حادث أو سوء تقدير يؤدي إلى حرب بين الناتو وروسيا. والخوف من تكثيف حملة العقوبات قد يدفع بوتين إلى الانتقام مباشرة، حيث يمكن للهجمات الإلكترونية الروسية ضد المؤسسات المالية الغربية أن تخلق ضغوطًا في الغرب للتصعيد، مما يزيد من دوامة الأزمة“.
وأضاف: ”يجب ألا يمنع القلق من التصعيد الغرب من الرد بقوة على تصرفات روسيا، لكن يمكن اتخاذ خطوات قد تخفف من المخاطر“.
واستعرض المقال بعض الخطوات التي يجب اتباعها من قبل الغرب، بالقول ”أولاً، يجب على القادة العسكريين للولايات المتحدة والناتو الحفاظ على قنوات الاتصال التي لديهم مع نظرائهم الروس لأن هذه الروابط ضرورية لتجنب سوء التقدير“.
وأضاف: ”ثانياً، يمكن استخدام هذه القنوات لتوفير شفافية إضافية حول طبيعة تحركات قوات الولايات المتحدة والناتو إلى الدول الحليفة المتاخمة لأوكرانيا“، معتبراً أنه ”من مصلحة واشنطن وحلفائها أن يتصارحوا مع موسكو وإطلاعها على نشاط الناتو وتصحيح سوء تفسيرها لانتشار الناتو“.
وتابع المقال: ”ثالثًا، يمكن للغرب الاستفادة من بعض العقوبات لدفع بوتين للتخلي عن هدفه الأساسي في الحرب المتمثل في قطع رأس الحكومة الأوكرانية وتنصيب دمية مؤيدة لروسيا“.
كما رأى المقال أن ”تخفيف عقوبات البنك المركزي، مثلاً، لفرض وقف إطلاق النار وتسوية تفاوضية، لن يقلل فقط من المعاناة الإنسانية في أوكرانيا، بل قد يشير لحدود النوايا الغربية، مما يوضح أن العقوبات لا تتعلق بالإطاحة بنظام بوتين“.
واستطرد: ”رابعًا، يجب تنسيق المساعدة المقدمة للجيش الأوكراني بين الحلفاء ومعايرتها بعناية. ويجب على القادة العسكريين الأمريكيين والغربيين مراعاة مخاوف التصعيد عند اتخاذ قرار بشأن ما يجب تقديمه وكيفية تنفيذه“.
ودعا المقال أمريكا والغرب إلى ”الاحتكام إلى العقل في الرد بطريقة تتجنب حربًا أوسع من شأنها أن تسبب المزيد من الموت والدمار“.
واختتم المقال رؤيته بالقول، إن ”الغرب وأمريكا هم من قادوا بوتين لشن هذه الحرب القاتلة على جارته، بل والتوسع فيها، نظراً لأنهم فرضوا تكاليف باهظة (عقوبات صارمة واستفزازات) يراها الرئيس الروسي استفزازية“.
أزمة إنسانية
وذكرت صحيفة ”الغارديان“ البريطانية أن ”أوكرانيا تشهد أزمة إنسانية وباتت على حافة الهاوية، وحذر خبراء صحة دوليون من أن الهجمات الصاروخية الروسية المستمرة على مناطق سكنية في عدة مدن، قد تسببت في مئات القتلى من المدنيين وأجبرت أكثر من 800 ألف شخص على الفرار من البلاد“.
وأشارت الصحيفة إلى أنه ”في الوقت الذي زعمت موسكو – في تحدٍ للتنديد العالمي والعزلة السياسية والاقتصادية الكاسحة – الأربعاء، أنها استولت على أول مدينة كبيرة في حملتها واتهمها الرئيس الأوكراني بأنها تهدف إلى محو بلاده، قالت منظمة الصحة العالمية إن بعض الإمدادات الصحية كانت قائمة، وبدأت الآن في النفاد“.
ونقلت الصحيفة عن يارنو هوبيتشت، ممثل منظمة الصحة العالمية في أوكرانيا، قوله: ”نحن نقترب أكثر من أزمة إنسانية نخطو نحوها بسرعة كبيرة. يتم نقل إمدادات الخدمات الصحية إلى الملاجئ والطوابق السفلية. نحن قلقون بشأن توفير الكهرباء والأكسجين والأدوية“.
كما نقلت عن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، قوله إن ”المنظمة تعمل أيضاً على التحقق من تقارير متعددة عن هجمات على المرافق الصحية والعاملين الصحيين“، وأن ”الهجمات على الرعاية الصحية ستشكل انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي“.
ووفقاً للصحيفة، يأتي ذلك فيما ذكرت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن 836 ألف شخص فروا حتى الآن من أوكرانيا، معظمهم من النساء والأطفال، لكن بينهم العديد من الطلاب الأجانب والعمال المهاجرين، وأن العدد آخذ في الارتفاع بسرعة.
كما أوضحت ”الغارديان“ أن ”بريطانيا و38 دولة أخرى أحالت تقارير الفظائع المرتكبة في أوكرانيا رسمياً للمحكمة الجنائية الدولية“، موضحة أنه ”بموجب قواعد المحكمة الجنائية الدولية، فإن مثل هذه الإحالة من الدول الأعضاء تعني أنه لا يتعين على المدعي العام الحصول على موافقة قضاة المحكمة الجنائية الدولية قبل فتح تحقيق، ما يسرع العملية“.
طلب واستجابة
وذكرت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية أن ”تقريراً استخباراتياً غربياً كشف أن مسؤولين صينيين كبارًا طلبوا من كبار المسؤولين الروس في أوائل فبراير المنقضي عدم غزو أوكرانيا قبل نهاية دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي أقيمت في بكين واختتمت يوم 20 من الشهر نفسه“.
ووفقاً للصحيفة، يشير التقرير، الذي كشف عنه مسؤولون كبار في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، ومسؤول أوروبي كبير، إلى أن ”كبار المسؤولين الصينيين لديهم مستوى معين من المعرفة حول خطط أو نوايا الحرب الروسية قبل بدء الغزو الأسبوع الماضي“.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التقى بالرئيس الصيني شي جين بينغ، في بكين يوم 4 شباط/ فبراير قبل حفل افتتاح الأولمبياد، وأصدر الطرفان بيانًا من 5000 كلمة في ذلك الوقت أعلنا فيه أن شراكتهما ”لا حدود لها“، وشجبا توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وأكدا أنهما سيؤسسان نظامًا عالميًا جديدًا مع ”ديموقراطية“ حقيقية.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير، أن ”المعلومات الاستخباراتية عن التبادل بين المسؤولين الصينيين والروس كانت سرية“، مشيرة إلى أنه ”تم جمعها من قبل جهاز مخابرات غربية واعتبرها المسؤولون الذين قاموا بمراجعتها موثوقة“.
ووفقاً لتقرير الصحيفة، قال أحد المسؤولين المطلعين على المعلومات الاستخباراتية إن ”المواد لا تشير بالضرورة إلى أن المحادثات حول الغزو تمت على مستوى شي وبوتين، بينما امتنع مسؤولون آخرون مطلعون على المعلومات الاستخبارية عن إعطاء مزيد من التفاصيل“.
وأوضحت الصحيفة أن ”البلدين تربطهما علاقات وثيقة في مختلف المجالات الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية منذ سنوات، حيث التقى شي وبوتين 37 مرة كزعيمين وطنيين قبل مناقشاتهما في بكين قبل الألعاب الأولمبية“.
وأِشارت الصحيفة إلى أن ”البيان المشترك الطموح الذي أصدرته الدولتان خلال ذلك الاجتماع أثار قلق المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين، خاصة أنها كانت المرة الأولى التي تقف فيها الصين صراحة إلى جانب روسيا في القضايا المتعلقة بحلف الناتو والأمن الأوروبي“.
وقالت الصحيفة في تقريرها: ”بعد تبادل دبلوماسي في ديسمبر الماضي، تلقى المسؤولون الأمريكيون معلومات استخباراتية تظهر أن بكين شاركت المعلومات مع موسكو، وأبلغت الروس أن الولايات المتحدة كانت تحاول زرع الفتنة وأن الصين لن تحاول إعاقة الخطط والإجراءات الروسية، على حد قول المسؤولين الأمريكيين“.