د/ عبد العليم محمد باعباد
تظهر الأحداث التي يشهدها العالم غيابنا كأمة عن صنعها أو التأثير فيها ولو في حدودها الدنيا.
حتى الصراعات التي تشهدها بلداننا لسنا فيها سوى أدوات منفذة – بشكل أو بآخر – لما يريده لنا الكبار ؛ عن طريق استغلال البواعث الأساسية للصراعات التي يشكل الوعي المتدني بالتاريخ وبالحاضر أسباب بارزة فيها.
ليست مشكلاتنا في أنظمتنا السياسية فحسب؛ بل هي – بجانب ذلك – مشكلة في الوعي السياسي العام لأولوياتنا كأمة وشعوب في هذا العالم.
و هناك مشكلات تتمثل في الوقوف على أقدامنا بدون الاعتماد الكلي على الآخرين؛ وهذا لن يتأتى إلا بنهضة علمية شاملة تشمل السياسة والاقتصاد والثقافة.
التحدي الوجودي يفرض علينا القضاء على الثنائية التي تختزن في الوعي السياسي على نحو: السلطة بمقابل الشعب؛ تلك الثنائية التي شكلت أساس الصراع الدائر اليوم في كثير من بلداننا العربية.
لا بد أن نعي جيدا أننا لن ننهض إلا بجناحين: سلطات وشعوب، وأن نستعيد دولنا و نحافظ على الموجود منها فهي وسيلة النهضة وأساسها، و أن نتدرج في سلم الأولويات وصولا إلى تحقيق الوجود الفعلي على خارطة العالم.