كريتر نت – العين الإخبارية
كان أكثر حلفاء أوكرانيا تفاؤلا يتوقع أن تسقط كييف في الأسبوع الأول من العملية العسكرية الروسية، لكن المقاتلين الأوكران استهدفوا نقطة ضعف قاتلة، ما غير دفة المعارك على الأرض لصالحهم.
وذكرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، أن الاحتمالات لا تصب في صالح أوكرانيا، على الرغم من تجاوزها تقديرات المخابرات الغربية التي توقعت سقوط كييف، العاصمة، في غضون أيام.
ويرى جون سبنسر، ضابط أمريكي يدرس حرب المدن، أن الهدف الرئيسي لأوكرانيا من اللجوء إلى أسلوب الكر والفر هو ما جعل الحرب مكلفة قدر الإمكان بالنسبة لروسيا، إذ لا يبدو أن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين سينسحب في أي وقت قريب، مشيرا إلى أن التخلي عن المدن الثانوية قد يصبح ضرورة للسماح للحكومة الأوكرانية بالبقاء في العاصمة لأطول فترة ممكنة، ولأن الاستراتيجية الأوكرانية هي “عدم الخسارة”.
ووفقا للصحيفة فقد أشار المسؤولون الأوكرانيون بعد النجاة من الموجة الأولى من العملية العسكرية، إلى اعتزامهم شن هجوم مضاد ضد القوات الروسية.
ويرى دوجلاس لندن، ضابط بارز متقاعد في وكالة المخابرات المركزية ومحلل في معهد الشرق الأوسط، أن الجيش الأوكراني سيعمد إلى اللجوء إلى نصب الكمائن المسلحة بدلاً من شن هجوم كبير ومفتوح على الجيش الروسي المتفوق عدديًا.
أندري زاغورودنيوك، وزير الدفاع الأوكراني السابق، يرى من جانبه أن مهاجمة خطوط الدعم الروسية أثبتت بالفعل أنها استراتيجية مهمة للتقليل من شأن التفوق الروسي، موضحًا أن المركبات الروسية منتشرة عبر منطقة واسعة على جبهات متعددة، وهي تتباطأ باستمرار للإبقاء على تدفئة الجنود في ظل الطقس البارد، مما يجعل تجديد تزويدها بالوقود تحديًا هائلاً.
ولذك نصح الجيش الأوكراني المتطوعين في الدفاع المدني منذ الوهلة الأولى بتجاهل المركبات المدرعة ومهاجمة شاحنات الوقود غير المدرعة والتي غالبًا ما يقودها جنود روس غير مدربين تدريباً جيداً.
وتشير الصحيفة إلى أن أوكرانيا تركز على قطع إمدادات الوقود الذي أثبت تأثيره الكبير في ساحة المعركة. فمع توقف المركبات الروسية بسبب نقص الوقود، هاجمتها القوات الأوكرانية، تاركة إياها حطامًا مشتعلًا ومنحت الجنود الروس خيارًا قاتمًا: البقاء داخل مركبتهم حيث يكونون عرضة لضربة صاروخية محتملة، أو محاولة الهروب سيرًا على الأقدام ومواجهة احتمالية التعرض لضربة صاروخية أو الأسر.
وتُظهر بمقاطع الفيديو المنشورة على وسائل التواصل الاجتماعي والتي تأكد الواشنطن بوست من صحتها بعض المركبات الروسية التي تم التخلي عنها.
ويرى سبنسر، خبير حرب المدن، أن الأوكرانيين يتبنون داخل المدن تكتيكات “الدفاع في العمق”، مما يجعل من الصعب قدر الإمكان على القوات الروسية المناورة بسهولة.
وقام المتطوعون الأوكران بنسف الجسور وتكديس الإطارات وإقامة الحواجز في الطرقات وقامت الحكومة الأوكرانية بتسليح المواطنين بالبنادق وقنابل المولوتوف وأسلحة أخرى، هي خطوة إيجابية للغاية تسببت في الصمود حتى الآن، مشيرين إلى أن روسيا ليس لديها ما يكفي من القوات لمنع الأوكرانيين في العاصمة من تلقي أسلحة إضافية.
ورأت الصحيفة في ختام تقريرها أن الفرصة بالنسبة لأوكرانيا هي نشر فرق صغيرة بأسلحة مضادة للدبابات لمهاجمة المركبات ثم الهروب، موضحة أنه يتم تنفيذ بعض هذه المهمات على الأقل من قبل قوات العمليات الخاصة الأوكرانية، التي لا يمتلك الروس معلومات عنها إلا القليل نسبيًا منذ إعادة تشكيلها في عام 2014، بعد هجوم روسيا على شبه جزيرة القرم وضمها.