كريتر نت / طب
يقضم طفلك أظافره لأسباب متعددة، إما حب استطلاع، أو الملل، أو تخفيفا للتوتر، أو عادة، أو تقليد أحد ما. وقضم الأظافر هو السبب الأشهر لما نسميه “العادات العصبية”، وتتضمن أيضاً مص إصبع الإبهام، ووضع الإصبع في الأنف لتنظيفه أو حكه، وشد الشعر ولفه حول الإصبع، وجرش الأسنان.. وقضم الأظافر أكثر العادات عرضة للاستمرار في مرحلة البلوغ.
* توترات بسيطة لا تحتاج إلى دخل علاجي
النمو والتقدم في السن يجعل الأطفال قلقين، وكثير من هذه الضغوط والتوترات قد لا تكون ظاهرة للأبوين؛ فإذا كان طفلك يقضم أظافره باعتدال (بمعنى أنه لا يجرح نفسه)، وبدون وعي أو إدراك (وهو يشاهد التلفاز، على سبيل المثال)، أو إذا كان يميل لفعل ذلك كرد فعل في مواقف معينة (مثل الاختبارات أو التقييمات)، فإنه فقط مواكبة ومسايرة منه للتوترات البسيطة التي يمر بها، ولا داعي لأي تدخل في ذلك.
ومن المرجح، أن طفلك سيتوقف عن قضم أظافره من تلقاء نفسه، ولكن اذا استمر الأمر معه أطول مما ينبغي، أو لم يستطع التوقف عن هذه العادة، فهناك طرق بسيطة لمساعدته.
* ماذا نفعل حيال قضم الأظافر؟
– عنون وحدد أسباب توتره
يقول جانيس كايسر الكاتب المشارك في كتاب (كيف تصبح الأب الذي تحلم به): “إن رد فعلنا الأولي عندما يقوم الأطفال بتصرف ما يثير قلقنا هو أن نوقف هذا التصرف، وهذا أمر جيد كهدف طويل الأمد”، ولكن قبل أن تفعل هذا من الضروري أن تبحث عن السبب الأساسي في حياته الذي دفعه لفعل هذا وتحاول حله.
إذا كان لديك فكرة عما يقلق طفلك – مثل انتقالكم لمدينة آخرى أو بيت آخر، أو حدوث طلاق في العائلة، أو انتقاله إلى مدرسة جديدة، أو لديه حفلة سيقوم بتقديم إحدى فقراتها الفنية أو مباراة رياضية تنافسية – فإن هذا يجعل من الضروري أن تتحدث إليه، وتناقش معه ما يقلقه، حتى ولو بدعابة بسيطة تقلل من توتره وقلقه، وتدفعه لأن يحكي لك ما يواجهه في حياته، وبالتالي يبدد هذا التوتر والقلق .
– لا تلم أو تعاقب
إذا لم يكن هناك رغبة لدى طفلك لعدم قضم أظافره، فلن تستطيع منعه، فهذه العادة مثلها مثل بقية العادات العصبية يفعلها الطفل تلقائياً بدون وعي.
فاذا لم يكن الطفل يعلم حقيقة ويدرك أنه يفعل هذا فإن اللوم والعقاب لن يجدي معه نفعاً، حتى أن هناك أشخاصا بالغين لا يدركون أنهم يفعلون هذه العادة العصبية.
وإذا كنت تتضايق من ممارسة طفلك لهذه العادة فمن الممكن أن تضع بعض الحدود لهذه الفعلة. مثلاً يمكنك القول “لا تقضم أظافرك وأنت على طاولة الغداء” فهي قاعدة مفيدة ومنطقية لتطبيقها أثناء تناول الطعام.
لا تجعل تركيزك يتوجه نحو طفلك باستمرار حول هذا الأمر حتى يتحول لمحور حديثكما، وحتى التوجيه المباشر مثل “لا تضع أصابعك في فمك” قد يكون بداية لمجادلات مطولة ومرهقة، وغير ذات نفع.
وطالما أن الطفل لا يؤذي أو يجرح نفسه، ولا يبدو عليه التوتر الزائد، فأفضل طريقة هي أن تحافظ دوماً على أظفاره مقلمة ونظيفة، وأن توجهه لغسل يديه باستمرار، وكذلك حاول أن تحول تركيزك عن ملاحظة هذه العادة العصبية لديه، فضغطك عليه لترك هذه العادة قد يأتي بنتيجة عكسية، وقد يزيد من توتره.
علاوة على ذلك فإن تدخلك المباشر، ومحاولة إجباره على ترك هذه العادة – بدهن أطراف أصابعه بمادة مرة المذاق مثل الصبار – ستبدو لديه كعقاب، حتى ولو لم تكن تقصد هذا، فكلما قلت الضوضاء والجلبة حول هذه العادة كان الطفل أقرب لتركها، أو حتى طلب العون منك لمساعدته على تركها.
– ساعد طفلك عندما يطلب العون منك لترك هذه العادة
وإذا قام أحد زملاء طفلك بمضايقته أو السخرية منه حول هذه العادة، فهذه فرصة جيدة ليتوقف طفلك عن قضم الأظافر.
أولاً عليك التحدث مع طفلك حول موقف زميله الذي سخر منه
وكيف شعر بالتضايق من هذا الأمر.. ثم عليك طمأنته بأن شكل أظافره جيد وليس كريها، ومن ثم انتقل إلى الخطوة التالية وقم بمساعدته.
– تحدث عن كسر هذه العادة
ابدأ بمناقشة طفلك عن العادات العصبية وكيف يمكنه التخلص منها، ومن ثم ناقشه في كيفية مساعدته في خطة تجاوز هذه العادة.. هل يريدك مثلاً تذكيره إذا كرر الأمر، أم أن تذكيرك له سيسبب له الإزعاج؟ فالأطفال الأكبر سناً قد يكونون أميل لعدم تدخل الوالدين في خطتهما لتجاوز هذه العادة.
– ساعده على إدراك أنه يقوم بهذه العادة
شجع طفلك بجعله يدرك أنه يقوم بهذه العادة في اللحظة التي يقوم فيها بذلك، ومن الممكن أن تتفقا معاً بطريقة سرية على كلمة أو حركة ما لتذكيره، وتجعله يدرك أنه يقضم أظافره الآن، ومثل أن تربط على ذراعه أو كتفه بلطف، أو أن تقول له كلمة بسيطة (متفق عليها بينكما) تذكره بالأمر.
من الممكن أن تساعد طفلك بخطوة عملية (على أن يكون الأمر بالاتفاق بينكما.. حتى لا يشعر أنه إجراء عقابي)، ومثال ذلك دهن أطراف أصابعه بطلاء الأظافر، أو وضع شريط طبي لاصق عليه ليجعل من أمر قضم أظافره عملية أكثر تعقيداً.. فيتذكر بأنه يريد التوقف عن هذه العادة.
إذا اتفق طفلك معك على حل مثل وضع مادة مرة أو سيئة المذاق، وأحس أن هذا هو الحل الأمثل، فعليك باختبار المواد التي ستضعها على أصابعه حتى تكون آمنة تماماً، ولا تسبب له ضرراً.. فبعض هذه المواد قد يحتوي على مواد مهيجة للعينين إذا فرك الطفل عينيه بأصابعه مثل الشطة الحارة، فعليك بأخذ الحذر في ذلك.
بعض الفتيات قد يساعدهن الذهاب إلى الكوافير(مصفف الشعر)، وأماكن العناية بالأظافر حيث يجدن محفزاً قوياً على التوقف عن قضم أظافرهن.
– امنح البديل
اقترح على طفلك بعض الألعاب اليدوية المسلية وغير الضارة كبديل لعادة قضم الأظافر مثل ألعاب الجل التشكيلي والصلصال أو الكرة المطاطية، واجعله يقوم باللعب بهذه الألعاب بشكل يومي لتكون بديلا حركيا عن العادات السيئة.
وكذلك عوّده على عمل مزاولة التمارين الاسترخائية عند مواجهة أي موقف صعب يزيد من توتره مثل أخذ نفس عميق (تمارين التنفس)، أو ضم قبضة يده وإرخائها كبديل حركي وجسماني لإفراغ التوتر بدلاً من أي عادة عصبية سيئة.
وفي أعمار متقدمة أكثر، من الممكن للطفل استعمال مَبْرد الأظافر الكرتوني أو الخشبي Emery board، ووضعه بجانب سريره أو في دولاب الحمام من أجل نحت وتلميع أظافره/أظافرها، وذلك لجعل أظافرهم مقلمه وشكلها جيدا فيقلل هذا من عادة قضم الأظافر.
تأكد من أن طفلك لديه فرصة للعب والجري خارج المنزل مثل الحدائق العامة، فإنها طريقة مثالية لتبديد وإفراغ توتره، وبعض الأطفال يرون انخراطهم في الأعمال الفنية (خاصة اليدوية) طريقة ممتازة لتقليل توترهم، وشغل أوقاتهم وأيديهم، وزيادة إحساسهم بالراحة والاسترخاء، وفريق آخر من الأطفال يرون في العزف الموسيقى على الآلات بمختلف أنواعها طريقة مثلى لذلك.
– حاول ثم حاول مرة أخرى
اشرح لطفلك أن البشر متفاوتون، ولكل أسلوبه المختلف في التغيير والتأثر؛ لذا عليهم بتجربة اسلوب معين، فإذا لم ينجح عليهم ألا ييأسوا، وأن يجربوا أسلوباً آخر مختلفا، وكلما كانت سنهم أكبر كانت قدرتهم على التغيير وتحمل مسؤولية التوقف عن هذه العادة أكبر.
– وفي النهاية
عليك بتذكيرهم أن العادات الإنسانية بشكل عام صعبة في قطعها وترويضها، وأنك تقف معهم على نفس الصف ولست ضدهم، وعليهم أن يأخذوا هدنة في محاولاتهم مكافحة هذه العادة، فالأهم من نجاحهم في التوقف عن فعلها هو كف الحافز، ومدى الإدراك الذي يصلون إليه أثناء محاولاتهم ترك هذه العادة، وأخيراً تأكد أن صبرك وإصرارك سوف يؤتي أُكله وتجني ثماره.
* متى نقلق من عادة قضم الأظافر؟
في حالات نادرة، فإن قضم الأظافر قد يكون دليلاً على شدة التوتر والقلق، لذا عليك باستشارة طبيب الأطفال الخاص بكم، وإذا كان قضم الأظافر يسبب له الجروح أو آلاماً شديدة جراء قضمها، وإذا كان يقوم بفعل تصرفات أخرى عصبية (مثل عض أو قرص جلده بنفسه أو نتف وشد رموش عينه أو شعره)، أو لا ينام بشكل جيد.
أيضاً قم بإستشارة الطبيب إذا بدأ طفلك بقضم أظافره فجأة، وتطور الأمر بشكل سريع.. ففي كلتا الحالتين ستحتاج لأخذ مشورة المتخصصين.