كتب /ياسر منصور
تلعب المرأة دورًا مفصليا هاما في الحياة العامة للمجتمعات حيث أوجدت المرأة لنفسها في المجتمع المعاصر اليوم مكانة سامية أنهت من خلالها الكثير من المفاهيم في المجتمعات المتزمتة و التي خلقت من حولها بيئة عنصرية صنعت فيها الكثير من الحواجز بين الجنسين و ميزت الجنس الذكوري على قرنائه من الإناث الأمر الذي أدى إلى النظرة الدونية للمرأة من قبل الرجل و بمفاهيم مغلوطة ما أنزل بها الله من سلطان … إلا أنه و مع تطور الحياة العامة في ظل التقدم العلمي و وجود مساحة من الحريات استطاعت المرأة أن تثبت ذاتها و تلعب دورا محوريا بارزا في نهضة المجتمعات و تنميتها و رقيها الأمر الذي من خلاله استطاعت و بكل جدارة و اقتدار أن تثبت للجميع مدى قدرتها على النهوض و البناء و إحداث التغييرات الإيجابية في المجتمع عن طريق تواجدها الدائم و الفعال و حضورها القوي و المستمر في مختلف المجالات الحياتية بكل عزيمة و إصرار و إرادة فولاذية ثابتة لا تلين في الوقوف المستمر إلى جانب الرجل و مساعدتها و مساندتها له في مختلف الجوانب الأمر الذي أعطى للجميع البرهان الساطع و الدليل القاطع الذي يؤكد تأكيدا راسخا على كونها عنصرًا أساسيًا في إحداث عملية التغيير في المجتمع و بصورة إيجابية لا تقبل الشك.
و هاهي المرأة تسعى اليوم و بكل دأب إلى تحقيق المزيد و المزيد من مساحات الحرية و المشاركة الفاعلة في المجتمع في محتلف الجوانب و المجالات الحياتية التي تسهم في بناء المجتمع بناءا حقيقيا و بمساندة جوهرية من أخيها الرجل في مجتمعنا الذي يتمتع بنوع من المدنية و التحضر و الذي سيترعرع و يتبلور يوما عن يوم حتى يصل إلى مستواه المطلوب في إفساح المجال أمام المرأة في شتى مناحي الحياة باعتبارها نصف المجتمع و لها الحق في ممارسة حياتها الطبيعية مثلها مثل أخيها الرجل دون فوارق أو تمييز في النوع الإجتماعي …
و على هذا الأساس الراسخ المتين الذي تبنى من خلاله المجتمعات بناءا حقيقيا بمشاركة الجميع دون أي تمييز في النوع الاجتماعي و هذا لا يمكن له أن يكون إلا بتكافوء الفرص بين الذكور و الإناث على حد سواء و في مختلف مناحي الحياة و لهذا فلابد أن تذوب كل الفوارق بين النوع الاجتماعي و لابد أن ينال كل منهما حقه في هذه الحياة ليثبت ذاته و يعبر عما يجيش في صدره من قدرات و مهارات و ما يتبلور في مخيلته من رؤى و أفكار و ما يصبو إليه من تطلعات يطمح للوصول إلى تحقيقها و بما يتناسب مع ميوله و رغباته ليخدم من خلالها مجتمعه و بيئته المحيطة به جنبا إلى بين الجنسين للوصول إلى الغايات المنشودة التي تلبي احتياجات المجتمع دون تمييز ..
ومن هذا المنطلق فلابد أن تتوفر للمرأة فرصة التعليم و إلى أعلا المستويات أسوة بأخيها الرجل فلا فرق بينهما في هذا المجال و هو حق من حقوقهما و تكفله لهما كل الشرائع و القوانين حتى نستطيع أن نبني مجتمعا سويا خاليا من العنصرية و التمييز حيث أن التعليم ينمي وعي المرأة و يعطيها القدرة الكاملة على فهم كل ما يدور حولها فهما كافيا يمكنها من معرفة و فهم الكثير و الكثير من الأمور الحياتية و القدرة على بلورتها و تفسيرها تفسيرا إيجابيا يمنحها قدرة متناهية على إيجاد آلية إيجابية محكمة لطريقة تعاملها مع المشكلات التي تواجهها و في شتى مناحي الحياة و الطريقة التي تمكنها من تحديد هذه المشكلة أو تلك و كيفية إيجاد الحلول المناسبة لها و بشكل مقبول ينم عن قدراتها على مواجهة تكاليف الحياة و مقتضياتها و اتخاذ القرارات الصحيحة حيالها و في مختلف المناحي و بصورة انفرادية بعيدة كل العبد عن أي تدخل أو مساعدة أو فرض للحلول من أحد …
ومن هنا يتضح لنا جليا و بما لا يدع مجالا للشك أن لتعليم المرأة أهمية بالغة الأثر و التأثير و التأثر في المجتمع حيث أن عملية التعليم حقا أساسيا مشروعا للمرأة باعتباره واحدا من الأسس الرئيسية و الهامة التي تكفل للمرأة الحياة الكريمة في المجتمع الذي تعيش فيه و جانبا مهما من الجوانب التي تعمل على تمكين المرأة و النهوض بها لتحقيق آمالها و تطلعاتها في كافة المجالات و بما يصب في بلورة كل الرؤى و المفاهيم التي لديها للوصول إلى تحقيق الغايات الهادفة إلى الارتقاء بالمجتمع و تطوره و النهوض به إذ تمثل المرأة عنصرا هاما و حساسا و شريكا فاعلا في المجتمع لا يمكن تجاوزه أو الاستغناء عنه و لا تستقيم الحياة بدونه … هذا بالإضافة إلى أن التعليم يعزز و بقدر كبير الثقة بالنفس لدى المرأة و يعمل و بشكل إيجابي على تحسين الجانب النفسي لها و العمل على الرفع من معنوياتها و خلق و نمو شخصيتها المتكاملة و تعزيز مهاراتها الجسدية و العقلية و الفكرية و القدرة الفائقة على التفكير السليم الفهم و الاستيعاب و النقد البناء و الأساليب الصحيحة و المؤثرة في عملية الاتصال و التواصل و معرفة حقوقها و الواجبات المترتبة عليها و بصورة دقيقة تمكنها من معرفة متطلبات الحياة و مقتضياتها بشكل إيجابي و بعيدا عن الاتكالية و الاعتماد على الآخرين …
كما أن لعمل المرأة أهمية كبيرة في الحياة و الأسرة و المجتمع حيث أن العمل يعطي للمرأة الفرصة الكبيرة و الكافية للتعبير و بشكل واضح عن رغباتها المكنونة بداخلها و مدى ما يعتمل في جوانحها من قدرات و مهارات و تطلعات و طموحات تعمل و بسعي شديد و جهد فائق لتحقيقها لتحقق من خلالها ما تتوق إليه في هذه الحياة و لما من شأنه إشباع حاجاتها و رغباتها من أجل التفوق و النجاح و بشكل إيجابي و متميز يشعرها بالتقدير و التميز و الإبداع … كما أن عمل المرأة ذو أهمية بالغة الأثر على المجتمع الذي تعيش في محيطه الأسري و الاجتماعي و يعود عليه بفوائد حقيقية جمة حيث أن التمكين الاقتصادي للمرأة يساعد و بشكل كبير على النمو الاقتصادي للمجتمع و تعزيز و تطوير قدرته الإنتاجية التي تساعد و بنسبة عالية على الرفع من المستوى الاقتصادي للمجتمع و الناجم عن تنوع الأعمال و المساواة في الدخل مع الرجل و تعزيز دور المنافسة الشريفة حيث أن تنوع الأجناس في البيئة العملية و في مختلف مجالات العمل و مواقعه يولد روح الإبداع و الإبتكار و يعزز من القدرات و المهارات و التي يحاول كل نوع إثبات ذاته من خلال ما يقوم به من أعمال تعبر عن مدى قدراته و ملكاته و ما يمتلكه من مهارات و خبرات و تميز .
ونظرا لذلك فمن المتوجب على المجتمع أن يعمل و بكل جدية على إذابة الفوارق النوعية فيه و يفتح مساحة واسعة من الحريات التي تعزز من العمل على إزالة التمييز بين الذكر و الأنثى و إفساح المجال أمام المرأة لتأخذ حقوقها كاملة غير منقوصة و تمكينها بالإضافة إلى ما سطرناه سلفا من حقها في الموارد الاقتصادية حيث أنه و من خلال التمكين الاقتصادي للمرأة سيمكنها ذلك من الخروج من بوتقة القدرة الاقتصادية المتدنية إلى فضاءات أوسع من القوة الاقتصادية العالية و التي ستتنامى يوما عن يوم بمقدار سيطرتها و تحكمها بالموارد الاقتصادية و المالية في مختلف مجالات الاقتصاد الأساسية الأمر الذي سيعزز عند المرأة القدرة على الإستقلالية المادية المباشرة و سيعطيها جوهر الندية مع الرجل في هذا المجال
فليكن شعارنا الذي يتوجب علينا جميعا أن نجسده مثالا حيا في حياتنا و نضعه نصب أعيننا :
لا للتمييز النوعي في المجتمع .. نعم لإعطاء حقوقها كاملة غير منقوصة
#نسيج
#يوم_المرأة_العالمي
#عندما_تنهض_المرأة_تنهض_المجتمعات