كريتر نت – العربية
بعد أن احتفى أنصاره على مواقع التواصل بالضربات الصاروخية التي استهدفت محيط القنصلية الأميركية في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، دون أن تلحق أي أضرار بمبنى القنصلية قيد الإنشاء، أقر الحرس الثوري الإيراني رسميا بضلوعه في الهجوم.
وقال في بيان رسمي، إنه استهدف ما وصفه بـ “المركز الاستراتيجي للتآمر الإسرائيلي” الليلة الماضية، بصواريخ قوية ودقيقة تابعة لقواته.
كما حذر من أن تكرار أي “شرارة للنظام الصهيوني” سيواجه بردود قاسية ومدمرة، بمعنى أن أي غارات إسرائيلية جديدة تستهدف عناصره في سوريا أو غيرها، سيرد عليها بحسم.
الصدر يستنكر
إلى ذلك، ذكّر بموقفه السابق الذي أتى الأسبوع الماضي ردا على مقتل اثنين من ضباطه بغارة إسرائيلية قرب دمشق، مؤكداً في حينه أنه سيرد.
في المقابل، استنكر زعيم التيار الصدري تلك الهجمات التي تنتهك السيادة العراقية. وقال في بيان نشره على حسابه الرسمي في تويتر، بعيد تبني الحرس الثوري للهجمات، “كما ندين كل الأعمال التي تستهدف دول الجوار من العراق، فإننا ندين أيضا أي تدخل خارجي أو قصف للأراضي العراقية”.
كما شدد على عدم وجوب استعمال أراضي البلاد كساحة للصراعات السياسية والأمنية والعسكرية.
“احتجاج ضد السفير الإيراني”
إلى ذلك، دعا الجهات الرسمية المختصة إلى رفع مذكرة احتجاج إلى الأمم المتحدة، والسفير الإيراني في البلاد، مع طلب ضمانات بعدم تكرارها.
كذلك شدد على أن زج البلد وأرضه وسمائه في صراعات خارجية، سابقة خطيرة لا يجوز السكوت عنها.
بدوره، دان مجلس وزراء إقليم كردستان، الهجوم الصاروخي، واصفا إياه بالجبان، مؤكدا أن التذرع بوجود قاعدة إسرائيلية بالقرب من القنصلية الأميركية عار من الصحة.
ادعاءات كاذبة
كما أكد في بيان أن “الموقع المستهدف مدني، معتبرا أن التبرير الذي سيق لقصفه يهدف إلى إخفاء دوافع تلك الجريمة الشنيعة، وأن مزاعم مقترفي الهجوم أبعد ما تكون عن الحقيقة”.
إلى ذلك، أضاف أن إيران كررت مثل تلك الهجمات مرات عديدة، معتبرا أن صمت المجتمع الدولي إزاءها سيمهد الطريق لمواصلتها.
كذلك، دعا الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية والحكومة الاتحادية والبرلمان العراقي إلى التحقيق العاجل في هذا القصف، والكشف عن الحقائق إلى الرأي العام، واتخاذ موقف حازم وقوي من تلك الهجمات.
صاروخاً باليستياً
يذكر أن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان العراق كان أوضح في وقت سابق اليوم، أن الهجوم نفذ بـ”12 صاروخاً باليستياً” أطلقت “من خارج حدود الإقليم وتحديداً من جهة الشرق”.
وغالبا ما يشهد العراق الذي يملك حدودا شرقية واسعة مع إيران الداعمة لفصائل وميليشيات محلية عدة، هجمات صاروخية أو بالطائرات المسيرة على قواعد ومصالح أميركية.
فمنذ اغتيال الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في يناير 2020، استهدفت عشرات الهجمات مصالح أميركية بصواريخ وطائرات مسيرة.
كما استهدفت طهران في الثامن يناير 2020، رداً على هذا الاغتيال، بـ22 صاروخاً باليستياً قاعدة عين الأسد غرباً وقاعدة أربيل شمالاً، اللتين تضمان قوات أميركية.
وفي حين لا تتبنى أي جهة تلك الهجمات عادةً، فإن واشنطن غالبا ما تنسبها إلى فصائل موالية لطهران، دأبت خلال السنوات الماضية على المطالبة بانسحاب كامل القوات الأميركية من العراق.