كريتر نت – متابعات
شكلت الاستجابة الضعيفة للأزمة الإنسانية في اليمن خيبة أمل كبيرة للأمم المتحدة والوكالات التابعة لها، حيث لم تتجاوز قيمة التعهدات 1.3 مليار دولار فقط الأربعاء لخطة مساعدات حجمها 4.27 مليار دولار العام الجاري لهذا البلد الذي تمزقه الحرب.
وقال مارتن غريفيث مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة في المؤتمر الذي استمر يوما واحدا وشاركت في استضافته السويد وسويسرا “كنا نأمل في المزيد، ونشعر بخيبة أمل لأننا لم نحصل على تعهدات من بعض الذين اعتقدنا أننا قد نسمع منهم (تعهدات)”.
وترى أوساط متابعة للمؤتمر الذي عقد برعاية الأمم المتحدة أن الحصيلة الضعيفة للمساهمات الدولية كانت متوقعة في ظل تغير أولويات المجتمع الدولي الذي ينصب تركيزه حاليا على الأزمة المشتعلة في أوكرانيا وتداعياتها الكارثية على الوضع العالمي.
مارتن غريفيث: نشعر بخيبة أمل، حيث كنا نأمل في المزيد من المؤتمر
وتلفت الأوساط إلى أن تراجع الدعم الدولي لم يكن في الحقيقة وليد الأزمة الأوكرانية، لكنه ازداد حدة مع اندلاعها، الأمر الذي يثير المخاوف حول مصير الملايين من اليمنيين الذين يواجهون شبح الجوع.
وتعهدت الولايات المتحدة بتقديم ما يقرب من 585 مليون دولار كمساعدات إنسانية جديدة لليمن هذا العام، فيما تعهد الاتحاد الأوروبي بتقديم 407.4 مليون دولار بينما التزمت بريطانيا بتقديم 88 مليون جنيه إسترليني.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عبر الفيديو إن تمويل الأنشطة الإنسانية في اليمن بدأ في النضوب في وقت سابق من هذا العام، حتى قبل أن يتحول انتباه العالم إلى الغزو الروسي لأوكرانيا، مما أدى إلى إغلاق أو خفض ثلثي برامج الأمم المتحدة وتقليص الحصص الغذائية لثمانية ملايين يمني.
واعتبر أن “العدوان الروسي غير المبرر في أوكرانيا يهدد مصدرا مهما لواردات اليمن من القمح. ففي الأسبوع الأول وحده واجه العديد من اليمنيين ارتفاع سعر الخبز 50 في المئة”.
وأضاف بلينكن “للمساعدة في تلبية الاحتياجات الملحة اليوم، تعلن الولايات المتحدة تقديم مساهمة جديدة تقارب قيمتها 585 مليون دولار مساعدات إنسانية جديدة لليمن”. واعتبر أن التعهد الجديد يرفع إجمالي مساهمات الولايات المتحدة للبلد منذ بدء الصراع إلى 4.5 مليار دولار.
ويحتاج أكثر من 17 مليونا في اليمن لمساعدات غذائية، وسط ترجيحات من وكالات تابعة للأمم المتحدة بأن يزيد العدد إلى 19 مليونا في النصف الثاني من العام الجاري. وقد يصل عدد الذين يعانون من الجوع الشديد إلى 7.3 مليون بحلول ديسمبر المقبل.
أنتوني بلينكن: تمويل الأنشطة الإنسانية في اليمن بدأ في النضوب
وقال كارل سكاو المسؤول في وزارة الخارجية السويدية في وقت سابق “على الرغم من أن أوكرانيا تحتاج اهتمامنا وتركيزنا العاجل حاليا، وهو أمر مفهوم ومطلوب، لكن لا يمكن أن نهمل ونسيء إدارة الأزمات الأخرى”.
ومن المتوقع أن تشهد أسعار الغذاء، التي تضاعفت العام الماضي بسبب الحرب المندلعة منذ نحو سبع سنوات بين الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا والتي يساندها تحالف عربي بقيادة السعودية وبين المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، المزيد من الارتفاع إذ أن ثلث شحنات القمح التي تصل البلاد تأتي من روسيا وأوكرانيا.
وفي أنحاء اليمن يعاني 2.2 مليون طفل من سوء تغذية حاد. وقال عبده يحيى في مخيم الكراع للنازحين شمالي عدن إنه لم تصلهم مساعدات هذا العام.
وأضاف “نعيش على مساعدة من ابننا الذي يجمع الزجاجات البلاستيكية الفارغة والعبوات المعدنية ويبيعها، وبعض الإحسان من الناس… تعبنا”.
وتلقت الأمم المتحدة ما يفوق قليلا نصف المساعدات التي كانت مطلوبة في العام 2020 والتي قدرتها بنحو 3.4 مليار دولار بينما لم توفر الجهات المانحة سوى 2.3 مليار دولار العام الماضي.
وحذر برنامج الأغذية العالمي الاثنين من أن غياب التمويل الجديد الحقيقي يعني تفشي الجوع الذي قد تليه مجاعة واسعة النطاق.
وتضررت ميزانية المانحين بسبب جائحة كورونا والآن بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا. كما توجد مخاوف تتعلق أيضا بتدخل الحوثيين في إمدادات الغذاء.