كريتر نت – العين الإخبارية
يوما بعد آخر تشتد عزلة مليشيات الحوثي الإرهابية داخل اليمن وخارجه، إثر اتساع رقعة العقوبات المفروضة عليها إقليميا ودوليا.
وترجم قرار مجلس الأمن رقم 2624 الصادر في 28 فبراير/شباط الماضي، إجماع إقليمي ودولي غير مسبوق، كان آخره تبني الاتحاد الأوروبي له، وإخضاع مليشيات الحوثي للعقوبات إثر تهديدها السلام والأمن والاستقرار في اليمن.
ويأتي ذلك عقب أيام فقط من اعتماد الأمانة العامة لمجلس وزراء الداخلية العرب، تصنيف مليشيات الحوثي كجماعة إرهابية وإدراجها في قائمة الكيانات الإرهابية المدرجة على القائمة السوداء العربية لمنفذي ومدبري وممولي الأعمال الإرهابية.
وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا لويس ميغيل بوينو، في تعقيب على العقوبات الجديدة ضد مليشيات الحوثي، الأربعاء، إنها تنسجم مع “ممارسات الاتحاد الأوروبي القياسية والتزاماته القانونية”.
وأكد المسؤول الأوروبي في تدوينة عبر حسابه على “تويتر”، تابعتها “العين الإخبارية”، أن عقوبات الاتحاد الجديدة تأتي كترجمة فعلية للقرار 2624 (2022) الصادر عن مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة مؤخرا، بما فيه توسيع حظر الأسلحة المفروض على مليشيات الحوثي ككيان إرهابي.
ورحبت الحكومة اليمنية بالعقوبات الأوروبية التي قضت بإدارج مليشيات الحوثي ضمن الجماعات الخاضعة للعقوبات، وذلك لتهديدها السلام والامن والاستقرار في اليمن.
ووصف المكتب السياسي للمقاومة الوطنية باليمن، قرار الاتحاد الأوروبي بأنه قرار “مهم ويعبر عن حرص صادق لإنهاء معاناة الشعب اليمني”.
ولفت إلى أهمية ممارسة المزيد من الضغوط الدولية الكفيلة بإجبار ميليشيات الحوثي على القبول بتسوية سياسية تفضي إلى وقف الحرب، وإنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة المختطفة .
كيان منبوذ
تشكل العقوبات الأوروبية أحدث حلقة في الهزائم المذلة التي تتعرض لها مليشيات الحوثي في المعركة الأخلاقية والقيمية؛ على إثر التصنيف العالمي للمليشيات كمنظمة إرهابية لا تقل خطرا عن داعش والقاعدة.
وبحسب رئيس مؤسسة مسار للتنمية وحقوق الإنسان باليمن، ذيزن السوائي، فإن العقوبات الأوروبية التي تتسق مع القرارات الأممية تعزز مسألة مهمة على المستوى الإقليمي والدولي والمحلي، تتمثل في أن مليشيات الحوثي أصبحت مجرد “كيان إرهابي منبوذ ومرفوض” قبل اجتثاثه عسكريا.
وقال الحقوقي اليمني في حديث لـ”العين الإخبارية”، إن أي عقوبات أو قرارات لتصنيف مليشيات الحوثي جماعة إرهابية وإدراجها على القوائم السوداء هي في الحقيقة بداية على خطى تغُير نظرة العالم جذريا وتنبهه لخطر هذه المليشيات التي تديرها طهران لنشر الفوضى بالمنطقة.
وأضاف: “مهما كانت هذه القرارات متأخرة، لكنها توفر دعما معنويا ومهما نحو إنهاء الانقلاب خاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين من الانتهاكات الوحشية لمليشيات الحوثي”.
وأوضح “منذ تفجير مليشيات الحوثي للحرب في اليمن؛ وهي تنتهك كل المحرمات والمقدسات والثوابت الوطنية ومارست وتمارس كل الانتهاكات ضد حقوق الإنسان والأعيان المدنية من مستشفيات ومدارس وجامعات ومستوصفات ومرافق صحية وطواقم طبية ومراكز آثار وغيرها”.
وأكد أن هذ السجل الوحشي وغير الإخلاقي يوفر أدلة كافية لإدخال هذه الجماعة القائمة السوداء وقائمة الإرهاب”، مضيفا أن محاكمتها أمام المحاكم الدولية أصبحت أمرا ضروريا من أجل حماية المدنيين والأعيان المدنية”.
وعن أهمية العقوبات الأوروبية والعربية، أشار السوائي إلى أنها مقدمة لعزل مليشيات الحوثي ومنها من تلقي أسلحة وقد تطال أذرعها الناعمة التي لطالما اتخذت من الدول الأوروبية منطلقا لتوفير الدعم الدبلوماسي وتبيض جرائم الانقلابيين.
ضجيج حوثي للتشويش
وعمقت العقوبات الأممية والعربية والأوروبية حالة الإرباك في مليشيات الحوثي والتي باتت تستشعر خطر العزلة تدريجيا، وأن آلة إرهابها تتعرض للتأكل.
وتعمدت مليشيات الحوثي مؤخرا إلى اختلاق إنجازات وهمية لاشغال أتباعها والرأي العام والتشويش على قرارات تصنيفها كمنظمة إرهابية؛ وصنع ضجيج بات محط سخرية وتندر اليمنيين.
وسخر وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني، من المزاعم التي تروجها مليشيان الحوثي التابعة لإيران، عن إحباط مخطط إرهابي في صنعاء، مشيرا إلى أنها أكاذيب وفبركات للتغطية على جرائمها.
واعتبر المسؤول اليمني في سلسلة تدوينات على حسابه في “تويتر”، أنها محاولات مفضوحة للتشويش على الإجماع الدولي والإقليمي والعربي وتصنيف الحوثي “جماعة إرهابية”، والتغطية على ما ترتكبه من فضائع غير مسبوقة بحق المدنيين.
وتسعى مليشيات الحوثي لشرعنة قمعها الممنهج للاحتجاجات الشعبية المناهضة لها بمناطق سيطرتها والتي تزايدات بشكل واسع النطاق منذ قرار مجلس الأمن تصنيفها منظمة إرهابية.
وأكد الأرياني أن الرأي العام اليمني والمجتمع الدولي بات يدرك جيداً ما تفعله مليشيات الحوثي، ومحاولاتها تقويض الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، واستهداف دول الجوار، وتهديد المصالح الدولية.
وقبل أقل من شهر، اعتمد مجلس الأمن مشروع قرار مقدم من دولة الإمارات صنف المليشيات للمرة الأولى كـ”جماعة إرهابية”، ووضعها بجانب داعش والقاعدة وبوكو حرام ومنظمة إيتا الإنفصالية.
كما وضع القرار 2624 الصادر عن مجلس الأمن تحت البند السابع، حبال مشنقة حول رقبة مليشيات الحوثي لتخنق إرهابها الذي طال آلاف المدنيين داخل وخارج اليمن، حيث قضى بتصنيفها”جماعة إرهابية” وإدرجها ككيان على قائمة عقوبات اليمن وحظر شامل للسلاح.