كريتر نت – العين الإخبارية
ترفض مليشيات الحوثي كافة الدعوات القاضية بوقف الحرب، والبدء بمشاورات تفضي إلى سلام دائم، بل تواجه ذلك بمزيد من الهجمات الإرهابية.
وآخر تلك الدعوات، كانت الخليجية لإجراء حوار يمني- يمني في الرياض في 29 مارس الجاري والتي لاقت ترحيبا أمميا ودوليا واسعا، فيما أعلنت الأطراف اليمنية، موافقتها على قبول الدعوة بما يحقق الأمن والسلام.
لكن مليشيات الحوثي استبقت تلك الدعوة بإعلان رفضها، واتخاذ المزيد من المواقف المتصلبة، قبل أن تتمادى في غيها وتشن هجمات إرهابية بصواريخ باليستية و 9 طائرات مسيرة مفخخة إيرانية الصنع تصدت لها دفاعات التحالف العربي بعد أن كانت تحاول استهداف منشأت اقتصادية ومدنية وحيوية.
وبالرغم من أن الهجمات لم تسفر عن خسائر بشرية واقتصرت على الأضرار المادية، إلا أنها كانت بمثابة رسالة واضحة على رفض مليشيات الحوثي للحوار.
وتزامنت الهجمات الإرهابية التي شنتها مليشيات الحوثي مع عقد وفدها المفاوض لقاءا مع المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ في مسقط في رسالة تحدي واضحة وصارخة للأمم المتحدة والمجتمع الدولي في ظل التراخي الدولي الدائم وعدم ردع هذه الهجمات.
توقيت الهجمات.. الحل لغة القوة
اعتبر سياسيون يمنيون قصف مليشيات الحوثي للمنشآت الاقتصادية السعودية جريمة حرب مكتملة الأركان تستهدف تقويض متجدد للسلام.
ويقول مستشار وزير الإعلام ورئيس رابطة الإعلاميين اليمنيين فهد الشرفي، إن توقيت الهجمات الصاروخية التي شنتها مليشيات الحوثي، كما تؤكد مرة أخرى أنها جماعة إرهابية لا تبحث عن السلام أو دعوات التهدئة.
ويضيف الشرفي، وهو من القيادات السياسية والاجتماعية في صعدة في حديثه لـ “العين الإخبارية”، أن مليشيات الحوثي لا يهمها على الإطلاق الوضع الإنسان في اليمن، وأن الهجمات الإرهابية تؤكد رعونة مليشيات الحوثي وبعدها عن السياسة، وعدم احترامها الدعوات الدولية والإقليمية والتي كانت آخرها دعوة مجلس التعاون الخليجي.
ويؤكد هذه الجماعة الإرهابية يوما بعد آخر أن مليشيات الحوثي لا تفهم سوى لغة السلاح وأنها لا تحترم سوى القوة، بحسب الشرفي الذي يرى أن على اليمنيين أولا واشقائهم في مجلس التعاون الخليجي ثانيا، أن يحسموا أمرهم في مواجهة هذه الجماعة الإرهابية.
وأوضح أن هزيمة هذه المليشيات تتطلب “بناء الجبهات وتوحيد الصفوف للتخلص من هذه الجماعة والتعامل معها وفقا للغة القوة هي الخيار الأمثل للتعامل مع مثل هذه الجماعات الإرهابية قريبة الشبهة بداعش والقاعدة.
وختم الشرفي تصريحاته، مشددا على أن مليشيات الحوثي المدعومة إيرانية لا يمكن أن تفهم لغة السياسة كونها جماعة إرهابية، ووحدها لغة القوة القادرة على كبح جماح هجماتها الإرهابية.
إيران تقف خلف الهجمات
وفتحت الدعوة الخليجية لحوار يمني يمني في الرياض، آفاقا واسعة لليمنين بالتخلص من أجواء الحرب وإحلال السلام في البلد الغارق في حرب مليشيات الحوثي التي تدخل عامها الـ8 على التوالي.
ويرى رئيس مركز جهود للدراسات باليمن، عبدالستار الشميري، أن الهجمات الحوثية تعد رد عملي على الدعوات الخليجية للحوار والسلام بين الأطراف اليمنية.
وأكد الباحث السياسي اليمني لـ”العين الإخبارية”، أن التصميم الإيراني وراء فكرة أن الحوثي مشروع يجب أن يستمر ويمتد وعدم التعامل مع أي دعوات او حل سياسي، هو السبب في تعنت الحوثي.
وقال إن “مشروع إيران الرافض لأي حل هو من يقف وراء ذلك، وان ارتباط مليشيات الحوثي بطهران يجعلها حبيسة للتوجهات الإيرانية”.
وقلل الشميري من إمكانية تراجع وقبول مليشيات الحوثي للدعوة، قائلا إن الهجمات الحوثية تسلط الضوء على التعنت الحوثي الرافض لمبادرات السلام، وذلك في إشارة إلى دلالة الهجمات الحوثية تزامنا مع الحراك الدولي والخليجي لبحث حل دائم ومستدام في البلاد.
وأكد أن خيارات الرفض الحوثية سيكون مؤشر على ذهاب الحكومة الشرعية، ومن خلفها التحالف العربي إلى خيار القوة واتخاذ قرار الحسم العسكري، لإخضاع مليشيات الحوثي لوقف الحرب.
وأشار إلى أن الذهاب خارج خيار الحسم وعدم التعامل بقوة مع مليشيات الحوثي، سيكون له نتائج سلبية من بينها منح الوقت للمليشيات المدعومة من إيران واعطائها الفرصة لإعادة ترتيب صفوفها من جديد، والاستعداد لجولة قادمة من الصراع.
وصعدت مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران، ليلة السبت وفجر الأحد، هجماتها تجاه الأعيان المدنية والمنشآت الاقتصادية السعودية.
وقال المتحدث باسم قوات التحالف العربي إن “قوات الدفاع الجوي السعودي والقوات الجوية السعودية اعترضت ودمرت صاروخا باليستيا أطلق لاستهداف مدينة جيزان، كما دمرت وأسقطت (9) طائرات مسيّرة (مفخخة) أطلقت نحو جازان وخميس مشيط والطائف وينبع وظهران الجنوب”.
وشملت المواقع المستهدفة محطة تحلية المياه المالحة بالشقيق ومحطة التوزيع التابعة لشركة أرامكو بجازان ومحطة نقل الكهرباء بظهران الجنوب ومحطة الغاز التابعة لشركة الغاز والتصنيع الأهلية بخميس مشيط، ومعمل الغاز المسال التابع لشركة أرامكو السعودية بينبع.