كريتر نت – العين الإخبارية
كشفت الهجمات المزدوجة لمليشيات الحوثي على السعودية مجددا، عن مدى خطورة صواريخ ومسيرات إيران وتبديدها لفرص السلام والتهدئة باليمن.
ولا تكشف الهجمات العدائية على أهداف مدنية في السعودية عن الموقف الحوثي من دعوة المشاورات ومبادرات السلام الشاملة فحسب، لكنها تثبت استمرار تدفق الأسلحة الإيرانية بشكل مكثف لهذه المليشيات الإرهابية التي تتجه باليمن إلى خيارات أكثر دموية.
وأعلن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، فجر الأحد، اعتراض دفعة من الهجمات الحوثية المزدوجة والتي نفذتها المليشيات بعدد من صواريخ كروز الإيرانية والطائرات بدون طيار المشحونة بالمتفجرات باتجاه الأراضي السعودية.
وتتجاهل مليشيات الحوثي المدعومة من إيران كل الدعوات الدولية لوقف التصعيد العسكري والدخول في مشاورات جادة لإنهاء معاناة اليمنيين جراء الانقلاب وحروب الحوثي بالوكالة لصالح النظام الإيراني.
تبديد للسلام
وتتعمد مليشيات الحوثي الإرهابية في هجماتها العدائية استهداف الأعيان المدنية والاقتصادية المحمية بموجب القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية ضمن نهجها الرافض لكل الجهود والمبادرات الدولية للحل السياسي، وذلك باستخدام الصواريخ والطائرات الإيرانية.
ووفقا لرئيس تحالف قبائل اليمن السعيد، العميد فيصل الشعوري، فإن الصواريخ الإيرانية والطائرات بدون طيار التي تستخدمها مليشيات الحوثي “لم تكن متوفرة قبل الانقلاب في ترسانة الجيش اليمني السابق، وإنما وجدت عقب عمليات إنهاء الانقلاب لاستعادة الدولة اليمنية”.
وندد الشعوري بهجمات مليشيات الحوثي ضد السعودية في وقت تحرص المملكة على دعم كل فرص السلام، مشددا على ضرورة ممارسة الكثير من الضغوط الدولية على المليشيات الحوثية لإجبارها للانخراط في المحادثات برعاية الأمم المتحدة لتحقيق السلام باليمن وإنهاء الحرب.
وقال العميد الشعوري في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، إن “النظام الإيراني زود المليشيات الحوثية بهذه الصواريخ لتبديد فرص السلام بشكل يتجاوز كافة القرارات الدولية وينتهك قرارات الحظر الصادر عن مجلس الأمن الدولي”.
وأضاف الضابط اليمني، أنه رغم الحظر المفروض على مليشيات الحوثي إلا أن إيران أثبتت أن لديها الكثير من الطرق والوسائل التي تستطيع من خلالها تهريب مثل هذه الصواريخ وغيرها من العتاد العسكري بما في ذلك الطيران المسير والصواريخ الباليستية والنواظير الليلية وأجهزة الاتصالات وكافة المعدات العسكرية.
واستشهد الشعوري بشحنة الصواريخ التي تم ضبطها مؤخرا في منفذ شحن اليمني، قائلا إن “إيران عمدت تزويد مليشياتها باليمن بمثل هذه الصواريخ والخبراء لتعطيها فارقا في مسرح العمليات ولتطوير قدراتها الدفاعية والهجومية غير مكترثة لنتائج ما سوف تقوم به المليشيات من استهداف للمدنيين أو عدوان على منشآت مدنية كما حدث في استهداف أراضي السعودية”.
وأوضح أن مليشيات الحوثي ليست أول من يحصل على هذه الأسلحة، حيث حصلت عليها أيضا كل مليشيات إيران بالمنطقة كالحشد الشعبي في العراق أو جيش الشام في سوريا أو حزب الله في لبنان وحماس في غزة، وهذا ما يجعل إيران متورطة في دعم الإرهاب والفوضى في الكثير من الدول وعلى مرأى ومسمع من المجتمع الدولي ومنظومة الأمم المتحدة.
ومن أجل تحقيق السلام في اليمن، يرى الشعوري أنه يتوجب فرض العقوبات اللازمة أولاً على إيران لتزويدها للمليشيات الحوثية بهذه الأسلحة والإمكانيات، باعتبارها انتهاكا صارخا قرارات الحظر الدولية، في إشارة إلى أن اليمن ستدخل فصلا جديدا من الحرب الحوثية إثر نسف فرص السلام.
سابقة خطيرة
ويعكس التصعيد الكبير للهجمات الحوثية الإرهابية على أهداف كثيرة بالسعودية، أغلبها تابعة لشركة أرامكو ومواقع مدنية باستخدام صواريخ مختلفة وأنواع المسيرات، الرفض المطلق لمليشيا الحوثي للسلام وعجزها عن اتخاذ قرار بعيدا عن المصالح الإيرانية، علاوةً عن كونها جماعة دموية تقتات على أشلاء الحرب.
وبحسب متحدث القوات المشتركة في الساحل الغربي لليمن العقيد وضاح الدبيش، فإنه رغم تشديد قرار حظر التسليح على مليشيات الحوثي إلا أن الهجمات الصاروخية والطائرات للمليشيات تعد سابقة خطيرة جدا في ظل الوضع التي تعيشه اليمن وخاصة مع مشاورات السلام ودعوة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي.
وقال المتحدث العسكري للقوات المشتركة في الساحل الغربي لـ”العين الإخبارية”، إن “إيران مصرة بشكل دائم وكبير بتهريب أنواع مختلفة من الأسلحة النوعية والخطيرة جدا التي تطلقها مليشيات الحوثي باتجاه السعودية والإمارات أو في هجمات داخلية ضمن مبادرة خطيرة وتحرك جرئ وأمام مرأى ومسمع العالم”.
وأشار الدبيش إلى أن هجمات مليشيات الحوثي المتزامنة مع الدعوة الخليجية للسلام والمشاورات الأممية هي “خطوة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة أن لم يتم الضغط على إيران وفرض أشد العقوبات على إيران لاستمرارها في مد هذه المليشيات الإرهابية بأسلحة الموت التي تهدد دول الجوار وتفتك بالشعب اليمني”.
وكشف المسؤول العسكري عن امتلاك إيران وحدة تهريب خاصة في الحرس الثوري الإيراني تتولى عملية نقل الأسلحة لمليشياتها بالمنطقة، لا سيما مليشيات الحوثي وتقوم بعملية التمويه والإخفاء برا وبحرا عبر شبكة تهريب معقدة ومتعدد الجنسيات يشترك فيها حتى صيادين.