محمد يوسف
رفض الحوثيون الدعوة الموجهة من الأمانة العامة لمجلس التعاون، لاجتماع كافة الأطراف اليمنية، والتحاور من أجل حل للأزمة، وإنهاء الصراع الدائر على السلطة.
رفضوا لأنهم لا يريدون سلاماً، ولا يريدون التوقف عن أداء الدور المرسوم لهم في طهران، فهم يريدون السيطرة على مقدرات الشعب اليمني، والتوسع المذهبي والطائفي، وإحداث قلق للجيران، دون كل ذلك، ستكسر شوكتهم، ويعودون كما كانوا في السابق، أي إلى ما قبل سرقة السلطة، بمساعدة التنظيمات الخائنة، بزعامة حزب الزنداني الطامع في اقتسام الغنائم لاحقاً، فهؤلاء ليسوا أكثر من فئة تقبع في سلاسل جبال صعدة، وهم قلة، ولكن خزائن الآخرين فتحت لهم، ومولت جيشهم، وزودتهم بالسلاح، وقبلوا أن يكونوا اليد القذرة ضد وطنهم وجيرانهم.
إنه العبث، ما زال سلاح المتلاعبين بأمن واستقرار المنطقة، من النظام الوحيد الذي يعتقد أنه «وصي»، مكلف بمهام أكبر منه ومن معتقداته، ومع ذلك، لا يتوقف، أو لا يجد من يوقفه من أولئك الكبار، الذين انحرفت مؤشرات أولوياتهم، فما عادوا يعرفون في أي مربع يقفون!
قبل أيام، ضربت إيران «أربيل»، عاصمة إقليم كردستان العراقي، بصواريخ انطلقت من أراضيها، وبعدها ضربت قاعدة «بلد» بأربعة صواريخ، من أتباعها داخل العراق، وليلة الأحد، ضربت ذراعها اليمنية عدة مناطق سعودية، بتسع طائرات إيرانية مسيرة، والغريب في الأمر، أن الرئيس الأمريكي وإدارته، يسربون أخباراً حول رفع الحرس الثوري الإيراني من لائحة الإرهاب، في نفس التوقيت، وكأن بايدن لا يرى ولا يسمع، إنه مندفع نحو إعادة إحياء الاتفاق النووي، ولا يهمه شيء قبله أو بعده، فهو، ومنذ عدة أشهر، يقدم التنازلات، واحداً تلو الآخر، فتجاوز شرط عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وتنازل عن قضية تزويد الميليشيات في العراق وسوريا ولبنان واليمن بالصواريخ والطائرات المسيرة، ويريد أن يضيف فوق ذلك كله، إطلاق يد الحرس الثوري بفكره القائم على الهيمنة، كما يصرح قادته.
بايدن سيرتكب خطأ لا يغتفر، في حق بلاده أولاً، وفي حق أصدقائه ثانياً، وسيقطع خيوطاً امتدت بينه وبينهم لعقود مضت، وغداً، عندما تفيق الولايات المتحدة من «فقدان البوصلة»، لن تجد خيطاً يمكن أن يوصل من جديد!
نقلاً عن البيان الإماراتية