كريتر نت – متابعات
شكلت الإعلانات أحادية الجانب لوقف إطلاق النار من قبل التحالف العربي لدعم الشرعية أو المتمردين الحوثيين، بادرة إيجابية للتوصل إلى هدنة إنسانية خلال شهر رمضان في اليمن، يمكن البناء عليها لاحقا في تحقيق اختراق في جدار الأزمة المتفجرة منذ ثماني سنوات.
ورحب مبعوثا الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأربعاء بتحركات الهدنة المؤقتة التي اتخذها الجانبان المتحاربان في اليمن باعتبارها خطوات مشجعة، في حين شددا على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار على نحو أكثر شمولا، قد يسهم في تخفيف أزمة إنسانية حادة.
وكان التحالف الذي تقوده السعودية ويحارب الحوثيين في اليمن قد أعلن أنه سيوقف العمليات العسكرية اعتبارا من صباح الأربعاء، بعد إعلان المتمردين الحوثيين الموالين لإيران هذا الأسبوع تعليق الهجمات عبر الحدود والعمليات الهجومية البرية في اليمن لمدة ثلاثة أيام.
وجاءت المبادرات التي أعلنها كل جانب على حدة بعد دعوة من الأمم المتحدة إلى هدنة خلال شهر رمضان، في إطار الجهود المبذولة لإنهاء الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات، والتي حصدت أرواح عشرات الآلاف من المدنيين ودفعت الملايين إلى هاوية الجوع.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص هانس غروندبرغ والمبعوث الأميركي الخاص تيم ليندركينغ، خلال تجمع لفصائل يمنية متحالفة مع السعودية في الرياض الأربعاء، إن الإعلانات أحادية الجانب خطوة في الاتجاه الصحيح.
ويطالب المبعوثان بتخفيف القيود البحرية والجوية التي يفرضها التحالف على المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، الذين أطاحوا بالحكومة الشرعية من العاصمة صنعاء في أواخر عام 2014، مما دفع التحالف إلى التدخل بعد ذلك بأشهر.
وحث المسؤولان الحوثيين على إنهاء هجوم في محافظة مأرب المنتجة للطاقة، وهي آخر معقل للحكومة المعترف بها دوليا في شمال اليمن.
وقال غروندبرغ للوفود المجتمعة “اليمن بحاجة إلى هدنة. أتواصل مع الجانبين بشعور الإلحاح للتوصل إلى هذه الهدنة مع بداية شهر رمضان. الهدنة ستخفف من أزمة الوقود وستعمل على تسهيل حرية التنقل”.
وأوضح ليندركينغ أن اقتراح الأمم المتحدة يمكن أن يكون بمثابة خطوة أولى نحو وقف شامل لإطلاق النار و”عملية سياسية جديدة أكثر شمولية”.
وقال مصدران مطلعان إن اقتراح الأمم المتحدة يتعلق بهدنة مؤقتة مقابل السماح لسفن الوقود بالرسو في ميناء الحديدة، الذي يسيطر عليه الحوثيون، ولعدد صغير من الرحلات التجارية من مطار صنعاء.
ويتخلل الحديث عن تثبيت هدنة في شهر رمضان، مفاوضات متقدمة بشأن عملية تبادل أسرى هي الأضخم منذ اندلاع النزاع.
وقال عبدالقادر المرتضى، المسؤول عن لجنة شؤون الأسرى التابع لحكومة الحوثيين في صنعاء، هذا الأسبوع على تويتر “إن اتفاقا تم التوصل إليه في وقت سابق من الشهر الحالي برعاية الأمم المتحدة، يشمل الإفراج عن 1400 من أسرى الحوثيين مقابل 823 من التحالف، من بينهم 16 سعوديا وثلاثة سودانيين”.
وأضاف المسؤول الحوثي أن من بين المعنيين بالصفقة شقيق الرئيس عبدربه منصور هادي ووزير الدفاع السابق. وقال المرتضى إن “الخطوة التالية هي تبادل قوائم الأسرى الثلاثاء”.
وأشار مسؤول في حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي إلى أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي، لكن يجري العمل على الصفقة.
وتحاول الأمم المتحدة والولايات المتحدة منذ العام الماضي التوصل إلى هدنة دائمة، لكن الجانبين المتحاربين رفضا التسوية. ويريد الحوثيون أن يرفع التحالف الحصار قبل أي محادثات عن وقف دائم لإطلاق النار، في حين يريد التحالف الذي يسيطر على مياه اليمن ومجاله الجوي اتفاقا متزامنا.
وقال كبير مفاوضي جماعة الحوثي محمد عبدالسلام لوكالة “رويترز” إن الجماعة تناقش مع غروندبرغ منذ أكثر من شهر “هدنة إنسانية”، وعبّرت عن أملها في أن تكلل تلك الجهود بالنجاح.
وأضاف أن في ما يتعلق بالمحادثات اليمنية التي تستضيفها الرياض على مدار أسبوع، فإن الحوثيين ليسوا معنيين بها ولا بنتائجها. وكانت جماعة الحوثي رفضت المشاركة في المحادثات لعدم عقدها في دولة “محايدة”.
وتحاول الرياض الخروج من الصراع الذي يرى كثيرون في المنطقة أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران، وقد بلغ طريقا مسدودا.