كتب – فهد حنش
تحولت رحلة المرور في الطريق الرابط بين حبيل جبر والعسكرية بمحافظة لحج والتي يقدر طولها بنحو 17 كيلو متر إلى ساعات من البؤس والجحيم لكل سالكيه، وكابوس يؤرق كل من يفكر أن يسلكه، فالعدد الكبير للقاطرات والشاحنات التي يقدرها البعض بالألأف، ومعظمها متجهة إلى الشمال واقفة على إمتداد الخط، ومسيطرة على الخط اليمين المؤدي إلى يافع، والتي لا يسمح إلا لعدداً قليلاً منها للتحرك ليلا حيث تمكث القواطر عدة أيام واقفة في الخط بإنتظار دورها في العبور بينما خط اليسار يستخدم لحركة المركبات المتوسطة والصغيرة المتجهة شمالا، والشاحنات ومختلف أنواع المركبات المتجهة جنوبا، كما تقف ايضاً على يسار خط الحركة كثيرا من القواطر والشاحنات الصاعدة إلى يافع والشمال، وتبقى مساحة نحو 3 متر هي مساحة الخط المتحرك الذي تكتض فيه المركبات فتشهد فيه الحركة صعوبة شديدة واشكاليات كثيرة، فتتوقف فيه الحركة بعض الأوقات لفترات مختلفة.
كنت يوم الخميس 31 مارس أحد السالكين لهذا الطريق من عدن إلى يافع فعانيت ما لم أعانيه في أي رحلة سفر في حياتي، فقد انقطعت حركة السير لساعات، واكتضت المركبات بالخط وامتلئ بمختلف أنواع السيارات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، والمسافرين من الصباح إلى بعد العصر متوقفين، وفيهم العوائل، والمرضى والأطفال، والعجزة، ولم تتواجد أي جهات أمنية، أو مرورية تنظيم عملية السير، فسعينا مع بعض الأخوة إلى اخراج السيارات من الخط إلى بعض المساحات المفتوحة في الأماكن المجاورة للخط، وكنا نصتدم أحيانا ببعض الأخوة من سائقي الشاحنات المتجهة إلى عدن الذين يتعمدون قطع حركة السير، ويريدون أن تفتح لهم مئات السيارات المعاكسة لهم في الحركة الخط للمرور، ويرفضون الخروج من الخط مؤقتا للسماح بأنسيابية حركة السيارات حتى ينفتح الخط، فبعد ست ساعات تمكنا من عبور الطريق الرابط بين حبيل جبر والعسكرية بينما مسافرين آخرين التقيناهم منهم من قال أنه قطع هذا المعبر بثمان ساعات ومنهم من روى لنا ظروف إنسانية صعبة عايشتها بعض العوائل خلال فترة التوقف.
كثيرا من القصص المؤلمة التي شاهدناها ولا يتسع المجال لذكرها..
مرضى يتم إسعافهم من مديريات يافع إلى عدن يجد المسعفين أنفسهم محاصرين لا يستطيعون التقدم إلى الأمام ولا الرجوع إلى الخلف والعودة إلى يافع فيمكثون واقفين في الخط لساعات طويلة.
تتقطع السبل بالمسافرين وأبرزهم العوائل والأطفال والمرضى فلا يجدون ابسط الخدمات الضرورية والاتصالات لفترات طويلة.
ظروف إنسانية صعبة يعانيها المسافرين وأصحاب السيارات والشاحنات، فكثيرا من المسافرين تحدثوا الينا بمرارة وحسرة، وناشدوا محافظ لحج، والسلطات المحلية، والأجهزة الأمنية في مديريات يافع « يهر ولبعوس والحد»، وحبيل جبر التدخل العاجل لحل هذه المشكلة التي وصفوها بالمفتعلة، والغير مبررة في ظل صمت مخزي من قبل كل الجهات المعنية.
ما الذي يمنع فتح خطوط اخرى لحركة المركبات إلى الشمال لتخفيف الضغط المروري على خط حبيل جبر يافع؟