كريتر نت – متابعات
تنطلق الانتخابات الرئاسية الفرنسية، الأحد المقبل، في أجواء يغلب عليها الهدوء والترقب في الشارع الفرنسي، بينما تحتدم المنافسة بين 12 مترشحا يتصدرهم الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون، صاحب الحظ الأوفر من نسب التصويت، حسب استطلاعات الرأي، ومنافسته الأبرز ماريان لوبان.
وتوقع مراقبون بأن تذهب أصوات المهاجرين والعرب، من لهم حق التصويت في الانتخابات، إلى ماكرون، الذي يتسم بآراء أقل حدة عن منافسيه في ما يتعلق بقضايا الهجرة والأديان.
ويرى الصحفي المختص بالشؤون السياسية المقيم في فرنسا، نزار الجليدي، أن الجالية العربية غالبا ما تصوت بنسبة ضئيلة جدا في الانتخابات الفرنسية وتفضل التصويت السلبي، ويتوقع بأن تزداد نسبة المقاطعة في ظل الجمود السياسي في الشارع الفرنسي وانخفاض نسب التصويت بشكل عام.
وفي تصريح لـ”سكاي نيوز عربية”، يقول الجليدي، إن الجاليات العربية تتجه بأصواتها نحو أحزاب اليسار بوجه عام، ومن المتوقع أن تنتخب ماكرون، مثلما حدث في انتخابات 2017، التي شهدت منافسة حاسمة بينه وبين لوبان، مرشحة اليمين والمعروفة بآرائها المتشددة.
وأوضح الجليدي أن ماكرون الأقرب للقضايا التي تمثل أولويات لدى أبناء هذه الجاليات، لكنه يشير في الوقت نفسه إلى أن الأجواء الانتخابية في البلاد ليست مبشرة، ويبدو أن هناك حالة عامة من الامتناع، أو عدم الاهتمام بالانتخابات الرئاسية على خلاف ما هو معروف في فرنسا، معللا ذلك بانشغال المواطنين بالتداعيات الناجمة عن الحرب الأوكرانية وجائحة كورونا.
وحسب الجليدي، يبقى للرئيس ماكرون الحظ الأوفر بين منافسيه، بالرغم من إثارة قضية الدعاية الانتخابية الأميركية “ماكنزي”، وعدم الرضا من جانب المواطنين عن مجمل فترته التي لم يحقق خلالها كل الوعود الانتخابية التي قطعها على نفسه في عام 2017.
ويرى الجليدي أن الأزمة الأوكرانية، تظل الورقة الرابحة الأكبر، والتي جاءته “هبة من السماء” لتجعله في ظرف أيام الزعيم المفاوض للرئيس الروسي فلاديمير بوتن، وتقوّي حظوظه في الانتخابات الرئاسية.
كما أنها، وهذا هو الأهم بحسب الجليدي، قضت على أحلام باقي المرشحين المنافسين الذين في أغلبهم معجبون بالرئيس الروسي، ومنهم من له علاقات متميزة معه على غرار لوبان، التي وجدت نفسها في موقف المبرر لهذه العلاقة.
ووفقا للإحصائيات، فإن عدد سكان فرنسا من أصول مهاجرة، يصل إلى نحو 11.8 ملون نسمة، وهم يشكلون نسبة 19 بالمئة من إجمالي السكان في فرنسا، في حين تشير الإحصاءات إلى أن نسبة السكان المسلمين في فرنسا، قد تصل إلى 10 بالمئة من عدد السكان.
وتمثل أصوات المهاجرين بمن فيهم المسلمون، طوال الوقت، عاملا مهما في الانتخابات الفرنسية، خاصة في ظل ما تشير إليه التقارير من أن الأقليات المهاجرة في فرنسا، عادة ما تعزف عن الإدلاء بأصواتها في أي انتخابات، بفعل ما يعتبره البعض رد فعل على إحساسها بالتهميش من قبل المؤسسة الفرنسية.
وكان العديد من أبناء الجالية العربية والإسلامية في فرنسا، قد منحوا أصواتهم لماكرون، في الانتخابات التي أوصلته إلى الإليزيه عام 2017.