كريتر نت – العربية نت
شهدت ألمانيا في نهاية الأسبوع تظاهرات عدة مثيرة للجدل دعت إليها الجالية الكبيرة للناطقين بالروسية في البلاد والتي تعتبر أنها تتعرّض للتمييز منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
والأحد شارك نحو 800 شخص، بحسب الشرطة، في تظاهرة في وسط فرانكفورت رافعين الأعلام الروسية، في تحرّك “ضد الحقد والإساءة”، وفق مراسلي وكالة فرانس برس.
تجمعات في مدن ألمانية
فيما شارك 600 شخص في تجمّع مماثل نظّم بشكل متزامن في هانوفر في شمال البلاد، دعا إليه أفراد في الجالية الناطقة بالروسية، وفق ما أفادت الشرطة المحلية فرانس برس.
والسبت نُظّمت تظاهرتان مماثلتان في ليوبيك (شمال) بمشاركة 150 شخصا وفق الشرطة، وفي شتوتغارت (جنوب-غرب).
ففي فرانكفورت، تجمّع المتظاهرون بادئ الأمر في شارع المصارف في المدينة تحت رقابة أمنية مشددة.
وقال المتظاهر أوزان يلماز البالغ 24 عاما في تصريح لوكالة فرانس برس “أتيت إلى هنا لأنّي مع السلام، هناك أطفال يتعرّضون للضرب في المدارس لأنهم يتحدّثون الروسية، هذا الأمر غير مقبول”.
وانطلق المشاركون في التظاهرة المؤيدة لروسيا في مسيرة نحو أكبر مدفن في المدينة لوضع الزهور عند السياج تكريما لجنود سوفياتيين سقطوا في الحرب العالمية الثانية.
تنوع آراء
وتصدّرت المسيرة لافتة كبرى كتب عليها “حقيقة وتنوّع آراء وليس دعاية”.
وقال متظاهر يدعى سيباستيان ويبلغ 25 عاما “الحرب لم تبدأ هذا العام، هي مستمرة منذ العام 2014 لذا أعتبر أن الحديث عن عدوان” روسي على أوكرانيا هو في الواقع توصيف غير دقيق.
بينما في هانوفر حيث انطلق متظاهرون مؤيدون للروس في موكب بالسيارات تحت مراقبة الشرطة، نُظّمت تظاهرة مقابلة شارك فيها 3500 شخص تحت شعار “دعم أوكرانيا”، وفق الشرطة.
مخالفة التشريعات
والسبت منعت قوات الأمن في ليوبيك موكبا مماثلا لنحو ستين سيارة من المضي قدما بسبب “مخالفة التشريعات” المرعية الإجراء، خصوصا في ما يتعلّق بـ”إبداء التأييد للحرب العدوانية التي تشنّها روسيا ضد أوكرانيا واستخدام رموز محظورة”، وفق الشرطة المحلية.
وتخشى السلطات الألمانية تمدّد النزاع الروسي الأوكراني إلى أراضي البلاد.
عار كبير
من جهته، عارض سفير أوكرانيا لدى ألمانيا أندريه ميلنيك بشدة الضوء الأخضر الذي أعطته السلطات الألمانية لتنظيم المسيرات، واصفا ذلك بأنه “عار كبير” على البلاد.
وقال ميلنيك إن ذلك يعد “إعلان فشل” لسياسة الحكومة تجاه موسكو التي رأى أنها متأرجحة.
يشار إلى أنه في ألمانيا 1,2 مليون شخص متحدّرين هم أو عائلاتهم من روسيا، و325 ألفا من أوكرانيا، يضاف إليهم ما لا يقل عن 316 ألف لاجئ أوكرانيين وصلوا إلى ألمانيا منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في 24 شباط/فبراير.