كريتر نت – متابعات
لم تعرف تواريخ الحروب الأهلية طرفاً يستخدم “صواريخ بالستية” ضد مجتمعه كما فعلت ذراع إيران في اليمن، والتي لم تبق محافظة ولا منطقة إلا وأطلقت عليها صواريخ “بالستية” حتى تلك التي تدخل معها في صراع محلي كما حدث مع “حجور” في محافظة حجة أو “آل عواض” في البيضاء.
وتعكس سهولة الاستخدام الحوثي للصواريخ بعيدة المدى، النفوذ “الإيراني” الحاكم لهذه الحرب، فإيران تقاتل اليمنيين الرافضين الخضوع لها في بلادهم باعتبارهم طرفاً “خارجياً” يجوز قتالهم بكل الوسائل.
أرقام
لم تعلن الحكومة اليمنية أي رقم محدد لعدد صواريخ الحوثي التي أطلقها على مجتمعات اليمن المحلية، غير أن أخبار القصف بالصواريخ طالت كل المحافظات اليمنية.
وعلى محافظة مأرب وحدها أطلق الحوثيون 112 صاروخًا باليستيًا و132 صاروخ كاتيوشا، خلال خمس سنوات، سقط 26 صاروخاً على أحياء سكنية متفرقة.. وسقطت صواريخ الحوثي بعيدة المدى، بعيدا عن جبهات الحرب في مدارس ومساجد في كل من تعز ومأرب والحديدة والضالع، وشهدت عدن والمخا قصفا بالصواريخ طال المطار والميناء، وهي مرافق مدنية بعيدة عن جبهات القتال.
من مطار عدن إلى ميناء المخا.. أدلة الإرهاب الحوثي
في الـ30 من ديسمبر عام 2020، وفي الوقت الذي كان فيه اليمنيون ينتظرون وصول الحكومة الجديدة على متن طائرة إلى مطار عدن الدولي، وآخرون ينتظرون دورهم للسفر إلى مطار القاهرة من مطار عدن الدولي، دوى انفجار سمع به العالم ناتج عن عدد من الصواريخ الباليستية، التي أطلقها الحوثي على ميناء عدن الجوي.
وفي 11 سبتمبر من 2021، بعد قرابة العام من الجريمة التي استهدفت مطار عدن، نفذت مليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا اعتداءً إرهابيًا استهدفت به ميناء المخا التاريخي، بعد أيام من افتتاحه، بـ4 صواريخ بالستية ونحو 3 طائرات مسيّرة “مفخخة”.
وفي 8 ديسمبر من العام 2011، سقطت صواريخ الحوثي بعيدة المدى على مدرسة “سعيد بن جبير” جنوبي مديرية حيس، محافظة الحديدة، وبعد عشرة أيام سقط صاروخ آخر على مطار عتق في محافظة شبوة.
وأكدت “هيومن رايتس ووتش”، أن “قوات الحوثيين في اليمن انتهكت قوانين الحرب بإطلاقها صواريخ بالستية عشوائيا على مناطق مأهولة بالسكان”، ووفق المنظمة الدولية فإن “هجمات الصواريخ البالستية غير الموجهة مثل بركان إتش 2 أو قاهر إم 2 عشوائية، خاصة في المدى البعيد، حيث لا يمكنها استهداف الأهداف العسكرية بدقة. عندما تُوجّه هذه الهجمات عمدا أو عشوائيا نحو مناطق مأهولة بالسكان أو أهداف مدنية، فإنها تنتهك قوانين الحرب”.
عندما تستخدم الصواريخ البالستية ذات الحمولات الضخمة من المواد شديدة الانفجار في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، فإن لها تأثيرا مدمرا واسع النطاق لا يمكن أن يميز بشكل كاف بين المدنيين والأهداف العسكرية، مما يؤدي في الغالب إلى خسائر مدنية. وفقا لهيومن رايتس ووتش، التي أكدت ان هذه الهجمات الصاروخية الحوثية “تسببت بخسائر فادحة في تعز ثالث أكبر مدينة في اليمن”.
واعتبر اتحاد المحامين العرب، ومقره مصر، إطلاق الصواريخ البالستية الحوثية على المطارات والموانئ اليمنية “تهديدا إرهابيا مخالفا لكل المواثيق والقوانين الدولية”.
ويحرم القانون الدولي الإنساني، وقانون حقوق الإنسان والمعاهدات الدولية التي صدقت عليها الجمهورية اليمنية استخدام الصواريخ في قصف المنشآت المدنية الآهلة بالسكان، مثل المطارات والموانئ التي دائمًا ما تحاول المليشيات الإرهابية استهدافها بشكل متعمد بهدف ترويع المواطنين.
وفقا للمحلل السياسي اليمني محمود الطاهر يعتبر استخدام الحوثي للصواريخ البالستية ضد المدنيين يوفر “شروط إطلاق مسمى جماعة إرهابية، على الحوثيين”. بسبب “قصفها المنشآت المدنية سواء في مطار عدن أو ميناء المخا أو مطار أبها أو على منشآت أرامكو، أو مأرب”.
أنواع صواريخ الذراع الإيرانية الباليستية
تلعب إيران والحرس الثوري، دورا كبيرا في نقل تكنولوجيا تطوير الأسلحة خاصة “الصواريخ الباليستية، والطائرات المسيرة” إلى مليشياتها في اليمن، الحوثيين.
وكان العضو في لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني جواد كريمي قدوسي، قال في مقابلة صحفية: إن بلاده “تمكنت من تعزيز قدرات الأنظمة الدفاعية لدى الحوثيين، وإن (الحوثيين) باتوا اليوم قادرين على صناعة الطائرات المسيرة، وتطوير صواريخ سكود كانوا يمتلكونها من قبل”. وقال: “إيران هي من فعلت كل شيء للحوثي”.
وحصلت المليشيات على صواريخ كورية وروسية وإيرانية الصنع عبر طرق التهريب التي يتقنها “الحرس الثوري”.
وكان ظهور صاروخ “قاهر -1” الدلالة القوية الأولى على دور إيران الإرشادي في توجيه القوات الصاروخية للحوثيين، مما يعكس أعمال طهران نفسها لتحويل صواريخ “إس-75/إس آي-2” السوفييتية إلى صواريخ باليستية قصيرة المدى من طراز “تندر -69”.
تم تسليط الضوء على صاروخ كروز من طراز “قدس -2″، وهو الاسم الحوثي للصاروخ الإيراني “يا علي” الذي يبلغ مداه 430 ميلاً، بركان 2 إتش: المكون من أجزاء من صاروخ “قيام” الإيراني.
ويعتقد أنه لدى الحوثيين 15 نوعاً من الطائرات المسيرة سواء حصلوا عليها من إيران أو طوروها بدعم إيراني، إضافة إلى شرائها من الخارج أو تجميعها بمواد مهربة.
وأبرز الطائرات المسيرة التي يستخدمها الحوثيون هي: قاصف، وقاصف 2: نسخة مطابقة عن الطائرة التفجيرية الإيرانية بدون طيار “أبابيل تي”.
طائرات دلتا وينغ: “دلتا وينغ” هي طائرة إيرانية مسيرة مجنحة ثلاثية الشكل شبيهة بطائرات “ميج 21″، تزعم إيران أن هذه الطائرة هي تقليد لطائرة “US RQ-170 سنتينل” الأمريكية.
ووفق الأستاذ المساعد في كلية لندن للاقتصاد، جيمس روجرز، فإن توريد قطع الغيار ومكونات الطائرات، خاصة ذات الاستخدام المزدوج “المدني والعسكري” ساعد الحوثي في تجميع طائرات مسيرة مثل “صماد 3” التي هي عبارة عن نسخ محلية الصنع منقولة عن أنظمة عسكرية مصنعة ومشابهة لتلك المصنوعة في إيران، ثم جرى تعزيزها بمحركات طائرات دون طيار، ودعمها بأنظمة تحكم وكاميرات يجري تهريبها.
وفي تقارير سابقة لمجموعة الخبراء التابع للأمم المتحدة حول اليمن قالت في يوليو 2021 إن الحوثي يحصل على مكونات طائرات مسيرة مثل طراز “دلتا”، الموجودة بالفعل في إيران من الخارج، بالإضافة إلى نسخة جديدة من صواريخ كروز التي لم تكن ضمن تسليح الجيش اليمني قبل عام 2014 عندما سيطر الحوثي على صنعاء، بالإضافة الى استمرار تزويد الحوثيين برشاشات وقنابل وصواريخ مضادّة للدبابات ومنظومات من صواريخ كروز أكثر تطوراً.
كشف موقع “لونغ وار جورنال” معلومات مفصلة عن الصواريخ الإيرانية التي تستخدمها مليشيات الحوثي المرتبطة بطهران، في محاولة لاستهداف مناطق يمنية وأخرى سعودية، ما يؤكد مجددا دعم نظام الملالي للجماعة الإرهابية في اليمن لتهديد أمن المنطقة.
وتحدث التقرير عن ثلاثة أنواع على الأقل من الصواريخ أطلقت على السعودية وتستخدمها المليشيات في حربها ضد اليمنيين، مثل (بركان-2 وقاهر-2 وبدر-1). ووفقا لما ذكره “لونغ وار جورنال”، فإن “لكل قذيفة هدفا مختلفا”.
وهذه بعض التفاصيل على الصواريخ المذكورة سلفا:
1- بركان2: اسمه الأصلي قيام-1
2- بدر-1: من أشهر الصواريخ الإيرانة المنتشرة على نطاق واسع.